أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - ثقافة العمى!














المزيد.....

ثقافة العمى!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 11:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في المستشفى الأمريكي بمدينة طنطا، بمصر.. وُضعت سيدة مسلمة على وشك الولادة على سريرها الذي يعلوه صليبا. فالصليب بالإضافة إلى مدلوله الديني لدى المسيحيين، كرمز للفداء والخلاص، هو علامة دولية للخدمة الطبية، والعلامة الوحيدة الأصلية؛ فالصليب هو الوحيد الذي تخضب بالدماء المقدسة، وليس الهلال، وليست نجمة داود، ولا غيرهما!
لكن زوجها اعترض على وجود الصليب المرفوع على رأس زوجته، وطلب بغضب شديد، رفعه من على الحائط، قائلاً: "لا أريد أن يكون الصليب أول ما يراه طفلي"!
رفضت إدارة المستشفى طلبه، ربما لأن هذا الموضوع يخضع للنظام العام للمستشفى. وخرج طفله إلى النور.. ومع ذلك لم ير النور، ولم ير الصليب؛ فقد ولد أعمى!
ليست مشيئة الله أن يولد إنسان أعمى. ولكن لا يولد إنسان أعمى في هذا العالم ما لم يكن هناك خطأ ما.. وهل هناك خطأ فادح أكثر من أن نعمي عيوننا، ونفرض عمانا على أولادنا؟!
مسكين هذا الإنسان؛ لأنه يعيش في وطن ديني محاصر بالعمى، ومكبل بالظلام، ومعزول بثقافة غض البصر!
يعيش بين أمة قادتها لا يحسون بالضوء، ولا يمنحون غيرهم الحق في الابصار!
أمة تضطهد العين؛ فتحجب المرأة، وتحرق الصور والأفلام، وتمزّق اللوحات الفنية، وتهرق الألوان، وتجرّم الشاشة الصغيرة، والكبيرة، وتطمس الآخر!
وكأن الصور محاكاة لله، ومدعاة للعبادة!
وكأن النظر إلى المرأة، تقود حتماً للخطيئة!
وكأن أهل الكتاب، برموزهم، سيزلزلون أركان إيمانهم!
وإن اخضع أحدهم نفسه للنور الذي أشرق عليه؛ يحاربونه، ويزهقون روحه بحد الردة!
أنهم لا يدركون أن غياب الرؤية، يضاعف العمى. وإذا لم يكتشف المتعصبون هذه الحقيقة؛ فسيعيشون محرومين من الحقيقة، ويظل الحق بعيداً عن ادراكهم!
ان عليهم التزام بأن يفتحوا عيونهم متسعة، وان يقوموا ببعض القفز فوق جدران: الاستعلاء، والتعصب، وكره الآخر. أو يتمثلوا بالأعمى، الذي يتلمس طريقه في الظلام؛ فيلتمسوا طريقهم إلى الحقيقة في ظلام الآخر ـ إذا كان هناك ظلام في الآخر كما يدّعون ـ، وإلا سيدفعون ثمن عماهم.. ويا له من ثمن!



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السائح النائح!
- ورميناه بشوال عظيم!
- في ذكراك شهيدنا القبطي: هاني صاروفيم..
- الأحداث تتكلم (15)
- الأحداث تتكلم (14)
- الأحداث تتكلم (13)
- مجانين، لكن عقلاء!
- الأحداث تتكلم! (11)
- الأحداث تتكلم! (12)
- الأحداث تتكلم! (10)
- إلى سيدة عرس صومنا المبارك!
- الأحداث تتكلم! (9)
- الأحداث تتكلم! (8)
- الأحداث تتكلم! (7)
- الأحداث تتكلم! (6)
- الأحداث تتكلم! (5)
- الأحداث تتكلم! (4)
- نعي.. وحداد إنساني!
- أنتم من رسمها.. أنتم من فعلها!
- هل هناك من تحريف؟!..


المزيد.....




- رياح عاتية تقتلع سقف منزل متنقل وسط عاصفة خطيرة بأمريكا.. شا ...
- هل لا تزال أمريكا وجهة مفضلة؟ هكذا سيتنازل السياح عن أحد بلد ...
- قرب الحوثي وإيران.. تفاصيل نقل أمريكا قاذفات الشبح -بي-2- إل ...
- الغضب يمكن أن يساعد في تخطي الحزن.. فكيف ذلك؟
- نفتالي بينيت يطلق حزبا جديدا.. والاستطلاعات تظهر خطره على مق ...
- هنغاريا بصدد تعليق جنسية فئة من مواطنيها
- لوكاشينكو يهنئ بوتين بذكرى تأسيس اتحاد روسيا وبيلاروس
- زلزال ميانمار.. رجال الإنقاذ الروس مشطوا أكثر من 62 ألف متر ...
- أوكرانيا وروسيا تقدمان شكاوى للولايات المتحدة بشأن استهداف م ...
- قاضٍ أميركي يرفض نقل قضية الطالب محمود خليل إلى لويزيانا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - ثقافة العمى!