طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 18:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اهدي مقالي البسيط والمختصر هذا الى الاصدقاء الذين سالوني عن مؤلفات عالم الاثار العراقي طه باقر .
ارتبط اسم طه باقر (1912 -1984)استاذ الاركيولوجيا في قسم التاريخ في جامعة بغداد , واشهر الاثاريين بعدد من الترجمات والدراسات عن حضارة وادي الرافدين .استطاع طه باقر الربط بين تاريخ وادي الرافدين وحضاراته الموغلة في القدم وبين العراق الحديث .

وبقيت ترجمته لملحمة كلكامش والتي استفدت منها كثيرا من بين الترجمات الابرز التي يعود اليها القراء العرب .واستلهم ملحمة كلكامش وشخصياتها ورموزها الفنانون التشكيليون والمسرحيون والقصاصون والشعراء .

كان طه باقر من رواد النهضة في علم الاثارومعه عالم الاثار العراقي الراحل فؤاد سفر.وقد احدثوا نقلة نوعية في التنقيبات الاثارية,حيث كانت التنقيبات في السابق مقتصرة على علماء الاثار الغربيين .نشطت التنقيبات في اثار العراق في منتصف القرن التاسع عشر , حيث كانت الفكرة تقوم على التنافس بين الدول الغربية للاستحواذ على الاثار العراقية , وحسنا فعلوا , لان الاثار نهبت وسرقت ودمرت بعد الاحتلال الامريكي للعراق في العام 2003.

بينما الاثار العراقية في متحف برلين لم يمسها السوء خلال الحرب العالمية الثانية .تاسس المتحف العراقي عام 1923وقد افتتحته المس بيل . تضاعف نشاط الاركيولوجيين البريطانيين خلال تلك الفترة لحين عودة الدارسين من خارج العراق .
تولى طه باقر وفؤاد سفر فكرة التعاون مع الاركيولوجيين الغربيين , بعد حصولهما على شهادة الماجستير في علم الاثار من جامعة شيكاغو عام 1938 .
وكان تعاونهما يقوم على تطوير الخبرات وتعزيز المكان بحضاراته القديمة ,وصياغة هوية وطنية لاتقتصر على الحاضروالماضي الاسلامي بل تمتد الى حضارات موغلة في القدم .

من اهم اصدارات طه باقر اربعة كتب اساسية في علم الاثار :
1 – ملحمة كلكامش : وهي من ترجمته وتقديمه حيث اعطى شرحا للغتها واصولها ودلالاتها .
2 – مقدمة في تاريخ الحضارات القديم-1950
3 – مقدمة في تاريخ الادب العراقي القديم – 1960 بجزئين اثنين
4 – واخيرا كتابه (من تراثنا اللغوي القديم ,مايسمى بالعربية بالدخيل ) والذي اصدره في الثمانينات .
والتي تناول فيها علاقةالالفاظ والمفردات في لغات العراق الرافديني مع المفردات المستخدمة في المحكية العراقية,او العربية الفصحى التي لم يستطع القاموس ايجاد اصول لها .
اصدر طه باقر مجلة ( سومر )عام 1945 وتولى رئاسة تحريرها .

يقول طه باقر عن حضارات وادي الرافدين انها حضارات اصيلة واصليةOriginal بحسب تعبير المؤرخ توينبي وهي الحضارات التي لم تشتق من حضارات سابقة لها ,بل انها نشات وتطورت من ثقافات عصور ماقبل التاريخ .
يؤرخ طه باقر لعصر السلالات , او عصر دول المدن بالتحقيب التالي (2800 -2370 )(ق.م )باعتبارها مفتتح العصور التاريخية حيث ظهرت ونضجت الكتابة المسمارية وظهرت الحضارة باشكالها المختلفة مثل انظمة الحكم والمدن وتنظيم المجتمع وقوانينه .

حضارات العراق السومرية والاكدية بشقيها الاشوري والبابلي من اقدم الحضارات قياسا على الحضارة المصرية الفرعونية وغيرها . وهذا يعني ان تلك الحضارات اخذت جزء من اساطيرها وثقافتها من الحضارات الرافدينية.
انقطع طه باقر عن الدراسة والبحوث والتعليم في العراق اكثر من عقد ونصف من الزمن بعد اعتقاله بعد انقلاب البعث في 8 شباط 1963 حيث سجن وعذب واعتقل وفصل من الجامعة مع مجموعة من خيرة اساتذتها .سافر الى ليبيا عام 1965 واسس مركز الابحاث الاثارية هناك وشرع في دراسة حضارة المكان , لكنه عاد في الثمانينات الى العراق بناء على طلب السلطات العراقية , وتم تكريمه ,فاصدر كتابه (من تراثنا اللغوي القديم , مايسمى في العربية بالدخيل ), وهو معجم لغوي في غاية الاهمية يرجع فيه مفردات عامية وفصحى الى اصولها في لغات الحضارة الرافدينية .

خاتمة المقال :

لعل مصير طه باقر ومصيرعدد غير قليل من الاكاديميين العراقيين وبينهم مهدي كبة وحسن سلمان وعبد الجبار عبدالله وفيصل السامروسواهم من الذين تعرضوا الى الاعتقال والتعذيب والاهانات على يد الحرس القومي في انقلاب 8 شباط 1963 وتوقفوا عن النشاطات العلمية او سافروا الى امكنة اخرى, مايساعد الدارس على فهم السبب الذي آلت اليه المؤسسة الاكاديمية العراقية من تدهور وانحطاط الى يومنا هذا .

المصدر:

فاطمة المحسن ( تمثلات الحداثة في ثقافة العراق ).

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات