حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البدائل الوطنية لاتصنع عبر واشنطن
مبدئياً فأنني أومن بأن الطريق الصحيح دائماً للتغيير يأتي عبر النضال الديمقراطي إنطلاقاً من أرض الوطن وتعبيراً عن مصالح مجتمعه في التغيير الذي ينشد صياغة الأفضل للوطن وللمجتمع ، وعبر تراكم خطواته ومدي تنظم وانخراط أوسع التشكيلات والعناصر ممن لهم المصلحة في هذا النضال العقلاني الهادف حول مشروع التغيير وموضوعاته سعياً إلي أن تتبني هذا غالبية السكان أو تقبله علي الأقل
أما أن ينطلق أي مسعي باسم التغيير عبر أي عاصمة أجنبية في ظل عالم يشهد استماتة المراكز الإستعمارية وتجلياتها المؤسساتية والمخابراتية من أجل انقاذ مخططات تدمير أية إمكانات لدي شعوب العالم للفكاك من التبعية وتحقيق الإرادات الوطنية للشعوب في إدارة مواردها ومقدراتها المادية والبشرية وفقاً لمصالحها الوطنية
في ظل هذا فإن هذا المسعي بالتأكيد لن يكون تعبيراً حقيقياً صادق النية عن أي من الأماني المشروعة لغالبية الشعب المصري ويجب أن ينال ذلك المسعي وهذا المسلك - فورا - ً رفض القوي والتيارات الوطنية وفي طليعتها القوي والتيارات السياسية المعارضة والناقدة لكل أو بعض السياسات القائمة
وأن يتم تدشين أي مسعي أو تشكيل سياسي أو أن إصدار مطالبات بالتغيير (بصرف النظر عما تحمله هذه المطالبات) وفقاً لما جري في الأيام القليلة الماضية عبر ورشة نقاش عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن
فهذا أمر يبعث علي الشك والريبة في دوافع كل من رتبوا لمثل هذه الورشة أو شاركوا بالحضور أو بالدعم أو بالمباركة
مثل هذه العواصم والمدن ياسادة لاتتيح حكوماتها ومتنفذيها موائدها للنقاش أو منصاتها للحديث أو ميكروفوناتها للخطب وإلقاء البيانات إلا بثمن مدفوع مقدماً علي حساب الكرامة الوطنية لتحقيق مصالح لاتمت بصلة لمصالح الشعب المصري في النهوض والتقدم والتحديث والفكاك من أسر التبعية
وارجعوا إلي مثال أحمد الجلبي وأعوانه بالعراق الجريح الممزق الأوصال
وماغير ذلك من تجارب تثبت أن ورشة واشنطن لن تكون لوجه الوطن
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟