أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية – جزء ثالث















المزيد.....



تناقضات قرآنية – جزء ثالث


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 19:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تناقضات قرآنية – جزء ثالث .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (91) .

هذا البحث يعتنى بالتناقضات فى القرآن من تجميعات لستة عشر مقال سابق لى بعنوان " زهايمر - تناقضات فى الكتابات المقدسة " ليقتصر هذا البحث على التناقضات فى القرآن فقط .
أمهد بهذا التجميع فى أجزاءه الأربعة لإصداره فى كتاب , وكدلائل قوية على بشرية الأديان ولكنى لا أقصره على هذه الرؤية هنا فقط , فهو مقدم للاخ عبد الحكيم عثمان الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى فلم يعد يجد ما يستحق الرد والتعقيب لأقول له ها أنت أمام حفلة وزخم من التناقضات والإشكاليات فهل تملك القدرة على الرد أم يكفيك تهافت قولك بأن كتاباتى لا تؤثر فى القارئ وكأنك قمت بإحصاء رأى .
كذلك أقدم هذا البحث للمدعو بشاراة أحمد ذاك السلفى الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى قادراُ على منازلتى , فلا تكون ردوده سوى محاولات مستمرة من الإساءة والإزدراء مصحوباَ بتلفيقات ومرواغات , لذا أقدم له ما يُلجمه ويُحرجه ولنرى كيف يرد هذا الجهبذ بدون إساءة وسب .

فى الجزأين السابقين تناولت تناقض النصوص فى القرآن , فهو فى موضع يذكر شئ وفى موضع آخر يذكر شئ مغاير لتصل الأمور إلى تناقض فى سرد المشهد التاريخى الواحد وأحداث تتم فى يوم القيامة , لأعزى هذا إلى كتابات بشرية تفتقد التركيز والدقة , أما فى هذا الجزء فسنتناول تناقضات أيضا ولكن هناك تفسير تغيير النص وتبدله فهو موائمة وإنسجام مع المستجدات وما يطلبه المؤمنون وما تفرضه التوازنات والحالة السياسية , فلا غضاضة من تغيير النص إذا لم يجد صدى وهوى لدى المؤمنين والحالة السياسية , ولنثبت بذلك بشرية النصوص .

* المنافقون فى النار ولهم عذاب أليم أما هؤلاء المنافقون لا خوف عليهم ولا يحزنون .
شن القرآن حملة شعواء ضد المنافقين ليلعنهم ويبشرهم بعذاب أليم ففى النساء4: 138 ( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً ) وفى سورة التوبة: 67 (المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) ويحذر القرآن من التفريط فى الايمان نتيجة أذى حاق به ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) . كما يحذر الله المؤمنين من الإنسياق لشرك الأباء ليأمر بعدم طاعتهما , وغيرها من الآيات التى تلعن المنافقين وتنبأ عن حالهم فى الجحيم الأبدى وتحث على عدم التفريط فى الإيمان والإنسياق للكفار .
ولكن الله حسب المزاج أو قل وفق متطلبات الحالة السياسية ليتنازل عن كلامه ففى النحل 16: 106 ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ) وفسر الجلالين هذا النص فقال أن المسلم الذى تلفظ بالكفر من مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب , أى الذى ينكر الله وينافق الكافرين وهو تحت الإكراه – هذا الأمر محلل له وليس عليه أى ذنب أو عقوبة .
الله يتنازل عن لعناته للمنافقين أى المتذبذبين الأفاقين المتلاعبين ويسمح للمؤمن لمن ينافق ويعلن الكفر وهو فى حالة إكراه وخوف أن يتخلى عن إيمانه ويَسُب الله ودينه ورسوله مظهراً الكفر طالما قلبه مفعم بالإيمان !! فأليس هذا قمة النفاق والإنتهازية وعدم ثبات المبدأ , فماذا بعد أن ينكر المؤمن إيمانه , فألم يُأمر بعدم الرضوخ لشرك الأباء , وما معنى الإيمان إذا كان يتم خلعه والإستهتار به , ولكن الأمور تتجلى عندما نضعها فى سياقها السياسى البرجماتى فلاعزاء لإيمان ولا يحزنون .
جدير بالذكرأن القرآن يكافئ المنافقين ليخص لهم سهم من أسهم الزكاة المعروف بالمؤلفة قلوبهم أى رشوة مقدمة للمنافقين للإنطواء تحت راية الدين والمشروع الإسلامى وعدم مناهضته .

* الأنفال لمن ؟ .
الأنفال هي المسروقات التي كان يتم نهبها في الحروب وقد قال محمد أنها من نصيبه ( يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) ولأن هذه الآية فيها تجاوز على حقوق المقاتلين كون محمد يريد الإستحواذ على كل الغنائم فسيتبع هذا حالة من التذمر والتململ والإنصراف عنه ليضطر مكرهاً إستبدالها بآية ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول ) ليصير الخمس له والأربعة أخماس للمقاتلين , فأليس هذا تناقض وتخبط فى قرار وحكم إلهى بل يصيب الله بعدم المعرفة والإدراك , أم أن الآية الثانية جاءت من تأليف محمد كالأولى بعدما تلمس أن إستئئثاره على الغنائم سيصيب المقاتلين بالتذمر والإنصراف عنه .
ألسنا أمام نصوص بشرية تأتى مواكبة وملائمة للظرف السياسى فلا تجد غضاضة فى التغيير , ولمن يتحدثون عن صلاحية الآيات لكل زمان ومكان فهل لهم أن يحدثوننا كيف يتم تطبيق تلك الآيات والرسول غير حاضر ليأخذ الكل أو الخمس ؟! .

* الرهبانية بدعة ولكن الرهبان أصحاب البدع مَمدُوحون . !
فى القرآن رفض تام للرهبانية وإعتبارها بدعة وضلاله ففى سورة الحديد 27 ( ثُمَّ قَفَيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَينَاهُ الأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ما كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .
كما يشن القرآن هجوماً شرساً على الرهبان فيصفهم بأن الكثير منهم يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ وَالذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم ) التوبة9: 34 .
ولكن نفس القرآن الذى رفض الرهبانية وإعتبرها بدعة لم يأمر بها الله , يحتفى بالرهبان ويشيد بهم ففى المائدة 82 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِيسِينَ وَرُهبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ) . فكيف يكونون مبتدعين على الله بإقامة الرهبانية التى لم يكلفهم بها ولا ترضيه ثم يمدحهم كل هذا المدح الجميل أنهم الأقرب الناس مودة إلى المسلمين بل هم لا يستكبرون بالرغم أن البدعة هى قمة التكبر على الله .!!
أرى أن الآيات التى تمدحهم جاءت فى سياق رؤية تطلب دعمهم وإعتباره مكملاً للمشروع الإيراهيمى ولما خاب أمله فيهم قلب الطاولة .

* كفار أم لا .!
من المتناقضات التى تتسم بالغرابة والطرافة موقف الشرع الإسلامى من زواج المسلمين بالكتابيات , فالقرآن يُحلل هذه الزيجات ففى المائدة5:5 ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن) . لتبقى هذه الرخصة قائمة حتى اليوم كتشريع إسلامى .. ولكن علينا الإنتباه أن الإسلام حرم الزواج من المشركات ففى البقرة 221:2 ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) . وفى النور3:24 ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة … وحرام ذلك على المؤمنين) .
وفق آية المائدة 5:5 نجد المسيحيات لسن مشركات , ولكن التناقض يطل علينا عندما يعلن القرآن صراحة فى عدة مواضع عن كفر وشرك أهل المسيحية , ففى المائدة72 ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) . وفى نفس سورة المائدة ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُم ) . ليتكرر هذا فى مواضع عدة من القرآن , ففى التوبة : 31 ( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُمۡ وَرُهبانَهُم أَربَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالمَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَمَا أُمِرُوا۟ إِلاَّ لِيَعبُدُوا۟ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبحَانَهُ عَمَّا يُشرِكُونَ ) وكذلك فى التوبة : 30 ( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَقَالَت النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللّهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِؤُونَ قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤۡفَكُونَ ) . وفى المائدة 72 ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) - كذلك قوله ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ) .
الآيات السابقة تفضح شرك وكفر المسيحيات فكيف يحل الزواج منهن ؟ ولا تنسى بأن هناك أمر إلهى ناهى بعدم نكاح المشركات ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) . فأليس هذا تناقض يثبت أن النصوص يتم تأليفها وفق الهوى فلا تراعى الدقة والتركيز , ولتلاحظ أن هذا يدين محمد أيضا وذلك بنكاحه ماريا القبطية فهى مشركة وفق آيات سورة المائدة , فبماذا تفسر هذا ؟!
دعونا نبحث فى هذا التناقض الذى يدل أيضا على بشرية النص , فالنبى أحل الزواج من الكتابيات فى آية المائدة5:5 يحركه رؤى سياسية , فهو أراد التودد للنصارى حتى يقبلوا برسالته ويعتمدوها كإبراهيمية المنشأ , وفى نفس الوقت يعطى بحبوحة جنسية لتابعيه بالزواج من النصرانيات الجميلات من اهل رومية وقسطنطنية فى سبيل فتح المجال أمام الرغبات الجنسية أن تتحقق وتتنوع بلا قيود .! مع رؤية سياسية بأن الزواج منهن يعنى تمدد الإسلام مستقبلاً فهاتى النصرانيات أوعية للجنس والمتعة والإنجاب ستصب فى مصلحة المجتمع الإسلامى مستقبلاً بإذابتهن فيه , ولنرمى الآيات التى تصف كفرهن وشركهن وراء ظهورنا .!

* فلتقدموا صدقة وإذا زعلتوا فلا داعى .!
فى المجادلة 12( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) . أى يا ايها المسلمين عندما تترجوا لقاء الرسول فلتقدموا صدقة , ولكن هذه الآية لم تعجب المسلمين ولم تجد صدى إلا من على ابن ابى طالب , ليسارع النبى بإلغاء هذه الآية بالآية التى تليها مباشرة ! المجادلة 13 ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيموا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
من تفسير ابن كثير : قال مَعْمَر، عن قتادة: ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً إنها منسوخة: ما كانت إلا ساعة من نهار !. وهكذا روى عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد قال علي: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وأحسبه قال: وما كانت إلا ساعة ) !.
قال علي رضي الله عنه: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت ولم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي .
هذا هو المشهد كما كان والذى يُنبئ بأننا أمام نصوص بشرية يجرى تأليفها والتراجع عنها وفقا للأحوال , والغريب والطريف أن الآيتين متجاورتين أى لم تجف مداد الآية الأولى بعد حتى تم تغيير المواقف , فلو إعتبرناها إلهية فماذا يعنى هذا ؟ فألا يعرف الإله إنصراف المسلمين عن تقديم صدقة عند مناجاة محمد , وإذا إعتبرنا الآية صالحة لكل زمان ومكان فلمن تقدم الصدقة الآن ومحمد قد مات .

* هل نتقى الله حق تقاته أو ما إستطعنا .؟!
هذا التناقض سبق أن قدمته فى الجزء الأول ولكن لا بأس من إعادة نشره من باب تبيان الأسباب التى تستدعى تغيير النصوص فى المطبخ المحمدى .
يطل علينا التناقض والتردد بشكل فج فى آيتين أحدهما يأمر فيها الله المؤمنين أن يتقوه حق تقاته ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون ) ال عمران 102 . وآية أخرى يأمر بتقوته بقدر ما نستطيع ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفْلمُِحُونَ) التغابن 16 . فهل يتقى المؤمنون الله حق تقاته أم بقدر إستطاعتهم ؟!.
شئ غريب بالفعل , فالمُفترض أن الإله له رؤية ونهج وحكم يريده وهذا محدد منذ الأزل فرضاً , ويعلم جيداً ما يريده كما يعلم بإمكانيات البشر وقدراتهم كونه عالم الغيب وحده , فإما يريد من المؤمنين أن يتقوه حق تقاته أو ما إستطاعوا فإذا كان يُريد حق تقاته فلا داعى لما إستطعتم , وكذلك لو يرضى بما إستطاعوا التقوى فلا معنى أن يأمر بحق تقاته , وهذا يعطينا معنى واضح لبشرية النص لن يسعفها فكرة النسخ لأنه ستصيب الله بالتردد والغفلة والعجز والجهل عن معرفة الغيب وتحديد مشيئته وإرادته , ولكن الحدث الذى صاحب الآية سيمنحنا رؤية واضحة بأننا أمام نصوص بشرية لحماً ودماً وإنفعالاًً يتم صياغتها وفقا لإرادة ومزاج الجمهور وبشكل ساذج فيذكر لنا الطبرى: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " آل عمران : 102 قال : جاء أمر شديد , قالوا : ومن يعرف قدر هذا أو يبلغه ؟ فلما عرف الله أنه قد اشتد ذلك عليهم نسخها عنهم وجاء بالآية الأخرى : " اتقوا الله ما استطعتم" .!
وفى أسباب التنزيل للسيوطى : روى أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: لما أورد محمد قوله وإنْ تُبْدوا ما في أنفسِكم أو تُخْفوه يحاسِبْكم بهِ اللهُ , فإشتدّ ذلك على أصحابه، فأتوا محمداً ثم جثوا على الرُّكب فقالوا: قد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا سمعنا وأطعنا. غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما فعلوا ذلك نسخها الله بقوله : لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها , فمن هنا ترى أن محمد كان يتقلّب مع قومه ويدور معهم حسب ميولهم وأهوائهم ليرضيهم وهذا من السياسة .!! .. أية تنزل فلا تجد قبول من الجمهور فيتم حذفها وإستبدالها بآية أخرى فألسنا أمام كتابات بشرية لم تعتنى بأى درجة من الكياسة .

* هل يحاسب الله على ما فى أنفسنا أم لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؟.
فى سورة البقرة آية 284 ( لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ) تعنى ان الله سيحاسب البشر بما يخفون في صدورهم وما لا يعلنون عنه أى على نواياهم حتى ولو لم يفعلوا , فهكذا حكم وسيستم إلهى فى الحساب , ولكن هناك آية أخرى مخالفة تماما لهذا التوجه فى نفس سورة البقرة:286 والتالية للآية السابقة ! . ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) فكل نفس بوسعها وما اقترفت وليس بما يدور فى ضميرها ونواياها . فما هو الحكم الإلهى ؟ هل يحاسب على النوايا وما يخفيه الإنسان فى صدره وضميره أم التكليف وفق السعة والمقدرة والإقتراف ؟ .
من هنا يحق لنا السؤال : بما أن الله عالم الغيب فألم يكن يعلم بصعوبة ذلك الطلب مسبقا ؟ وهل حديث يبطل آية قرانية ؟ ولماذا تتنزل آية قرانية ليبطلها حديث ثم تليها آية أخرى بعد عدة ساعات تؤكد الحديث ؟ . ولتلاحظ أن الآية الأولى 284 من سورة البقرة والآية الثانية 286 من نفس السورة أى مدادها لم يجف بعد .!!
سنحاول إيجاد تفسير لهذا التناقض حتى لا يقال أننا نتصيد الأخطاء فقط ولكن هذا التفسير سيكون مؤلماً لأنه سيثبت بشرية النص ومزاجيته .. فعندما تلى محمد آية " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخفوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله " وجد الصحابة هذه الآية مرهقة صعبة التنفيذ لتشكل مشقة فى الإمتثال لها فإحتجوا للرسول بعد سماعهم تلك الآية , فجثوا على ركبهم وبكا منهم البعض وأقروا بعدم مقدرتهم على ذلك المطلب أن يوقفوا حديث النفس , فقال لهم الرسول بعد أن طلب منهم ان يقولوا سمعنا واطعنا قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ثم نزلت آية اخرى لاحقا تبطل سابقتها ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ) .!
أراه تفسير منطقى وفقا لسرد أسباب التنزيل والسيناريو الذى تم , ولكن هذا يعنى أن محمد يؤلف الآيات , فالآية التى لاتجد صدى لدى الجمهور يتم نسخها وإستبدالها بآية أخرى لينة تُرضى مزاج الصحابة , ولتلاحظ أن الحديث جاء سريعاً ناسخاً لآية البقرة 284 ليعقبها بآية . !

* يوم القيامة قريب أم بعيد .
ينذر محمد الكافرين فى زمنه عذابا "قريبا" ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) النبأ4 . وفى آية أخرى ( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) محمد 18. ولتلاحظ "جاء أشراطها " .
ومن الأحاديث التى تعطيك دلالة قوية على قرب يوم القيامة فى زمن النبى . جاء فى صحيح البخارى – الادب ( حدثنا ‏ ‏عمرو بن عاصم ‏ ‏حدثنا ‏همام ‏عن ‏ ‏قتادة ‏‏عن ‏‏أنس ‏أن رجلا من أهل البادية أتى النبي ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة قال ويلك وما أعددت لها قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال ‏‏إنك مع من أحببت فقلنا ونحن كذلك قال نعم ففرحنا يومئذ فرحاً شديداً فمر غلام ‏‏للمغيرة ‏‏وكان من أقراني فقال إن أخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة ) .
أذن ماذا نسمى هذه التصريحات على لسان محمد وقد سبقه المسيح فى هذا الإعلان والتصور عن قرب يوم القيامة ..فهل نقول أنهم أخطأوا التقدير والحساب أم ماذا ؟! .
أتصور أن إدعاء الأنبياء بقرب يوم القيامة هى عملية ترهيب بكل معنى الكلمة بخلق جو من الرعب والفزع فى جموع البشر بغية إنسحاقهم وإنبطاحهم تحت نعال المشروع الدينى الأجتماعى , ولا يخلو الأمر من إستحضار روح ثقافة باسكال بمعنى إننا لن نخسر شيئا إذا صدقنا هذا النبي وتجاوبنا مع إطروحاته فلعل كلامه يكون صحيحاً ونواجه أهوال يوم القيامة حينئذ نكون جاهزين لمواجهة ويلات هذا اليوم , ولكننا سنخسر كثيرا إذا ضربنا بكلامه عرض الحائط وكان هناك مثل هذا اليوم . أتلمس العذر لأجدادنا الذين إنسحقوا وراء خرافة يوم القيامة فمازال أحفادهم ينسحقون وراء هذا الكلام القديم ويجددوا روح باسكال على الدوام ! .

* الشورى الإسلامية ولكن لا خيار مع قضاء الله ورسوله .
يتغنى الإسلاميون بأن الله أمرهم بالشورى ليعتبروا هذا بمثابة إعتماد للديمقراطية ففى الشورى42: 38 ( فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) , ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ) وفى ال عمران3 159: ( فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) .
قبل أن نطرح آية أخرى تتناقض مع الآيات السابقة لتبددها فلا تبقى فيها حجر على حجر حرىّ أن نقول أن تلك الشورى الإسلامية ليس لها أى علاقة بالديمقراطية , فالشورى بين المؤمنين المسلمين فقط فلا وجود لاى عنصر آخر أن يُبدى رأيه , ولمن يهوى البحث فى الفقه الإسلامى فالشورى أيضا غير ملزمة للحاكم ! .
نأتى لما يناقض سورة الشورى42: 38 , ففى الأحزاب 33: 36 ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) . فليس هناك أى خيار لمسلم أو مسلمة فيما يقضيه الله ورسوله ولتلاحظ إشراك النبى فى القضاء مع الله وقد إعتنينا بهذا فى مقال "ألوهية نبى" لنعتنى بسؤال أين الشورى بعد ما يقضيه الرسول , ثم فلنسأل سؤالا عن تطبيق هذا فى عصرنا , فالرسول غير موجود ليقضى فى الأمور , فإذا قال قائل أن القضاء لأهل العقد والحل الممثلين للرسول فلا تعليق بعدها حيث يتشرعن التفرد والكهنوت والديكتاتورية .

* الخمر بين السكر والرزق الحسن وبين الإجتناب وعمل الشيطان .
فى الآية 66 من سورة النحل ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) . فالله في هذه الآية يسرد لنا جملة من نِعمه التى يَمتن بها على البشر كالأنعام واللبن والسَكر(الخمر) والذي نتخذه من ثمرات الأعناب والنخيل كرزق حسن .
سنعتنى بالخمر ونتوقف عند ( وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) فالله هنا يذكر صراحة أن الخمر رزق حسن وإذا كان كذلك فهذا يتناقض مع المائدة 90 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) . فكيف يمتن الله بالخمر على عباده كرزق حسن ويسرده ويحصيه في جملة نعمه ثم ينقلب بعدها فيجعله من عمل الشيطان .!
لن تُجدى مقولة التدرج فى تحريم الخمر فهى ليست ذات علاقة بما نثيره عن قضية الخمر هل هو رزق حسن أم من عمل الشيطان ؟! . علاوة لم يصدر قول صريح بالتحريم فالقول "إجتنبوه" لا يعنى التحريم بدليل قوله ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) كذلك الخمر الملعون فى الدنيا هو شراب ومتعة الشاربين فى العالم الآخر , بل كان محمد يشرب النبيذ كما جاء فى صحيح مسلم عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله ينبذ له الزبيب فى السقاء فيشربه يومه والغد وبعد الغد فاذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه ) . ولكن كل هذا لا يعنينا فنحن بصدد التناقض فى تحول الخمر من موضع رزق حسن ونعمه من نِعم الله إلى عمل الشيطان , فألم يكن الله يعلم أنه سيقبح الخمر فلماذا سرده وأحصاه بين نعمه مع الألبان والأنعام ؟! فأليس هذا تناقض يدل على أن الكاتب يكتب اليوم ولا يعلم ما سيكتبه غدا , وإن كنت أعزى النفور من الخمر لاحقاً كون محمد صاحب مشروع عسكرى يأمل من مقاتليه التركيز واليقظة الدائمة وهذا يفسر لنا إباحته فى الجنه .

* التناقض والإختلاف فى آيتين متجاورتين وفقا للحالة العسكرية والمعنوية .
( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ • الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال65-66
هاتان آيتان متتاليتان فى سورة الأنفال هما 65 و66 لنشهد تناقض غريب وعجيب , فالآية 65 تذكر أن 20 مقاتلاً إسلامياً يغلبون مئتين من الكفار ومائة يغلبون ألفاً أى بنسبة 1: 10 ثم تأتى الآية الأخرى المجاورة لها والملتصقة بها تماماً لتغير النسبة وتجعلها بنسبة 1: 2 فمائة مقاتل يغلبون مئتين فلا نجد من يندهش أمام هذه النصوص ولا تتحرك آليات دماغه ليقول ماهذا التناقض الفج. ؟!
الفقهاء أحسوا بالورطة فأخرجوا الحل السحرى بالناسخ والمنسوخ , فالآية الثانية نسخت الأولى ليتصوروا أن هكذا تم حل الإشكالية ولكن هاتين الآيتين تصف الله بعدم المعرفة والجهل والتسرع وما يؤكد هذا قوله ((الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ)) , ((وَعَلِمَ)) أن فيكم ضعفا , فمعرفة الله تمت فى حينها " الآن " والإدراك تم فى حينه " علم " أى أن علمه ومعرفته حادثة جاءت بعد الحدث فقد عرف " الآن" بينما المُفترض أن هذه المعلومة مُدركة منذ الأزل بحكم أن الله مطلق المعرفة وعالم الغيب ومدون لها فى اللوح المحفوظ .!
بالطبع نسب الآيتان لله سيصيب فكرة الإله بالخلل الشديد فنحن أمام إله يجهل الحدث وليس لديه معرفة كلية ليصدر حكمه ثم يلغيه بعد أن شاهد التجربة أمامه أم لنا أن نرى المشهد برؤية موضوعية منطقية عقلية , فالنبى أراد شحذ نفوس مقاتليه وتوسم فيهم خيراً كثيراً وآمالاًً عريضة بقدرتهم على قتال الكافرين بنسبة 1: 10 فتلى عليهم هذه الآية وعندما أثبت له الواقع والأقربون صعوبة هذا قام بتخفيض النسبة إلى 1: 2 .
ألم يفكر أحد أن تلك الآيتان تثبتان أننا أمام فكر بشرى مُتردد مُتسرع يريد تشجيع مقاتليه فنسب إلى الله فكرة أن المجاهدين يقاتلون عشرة أمثالهم وعندما وجد أن هذا مُبالغ فيه خفض النسبة إلى 1: 2 فالأمور بسيطة لا تطلب إلا شوية وحى ولنرتب الأمور على مزاجنا وفقا لحال المقاتلين وإحباطهم , كذلك لم يفطن ب أنه لم يجأحد أن الآيتين متلاصقتين متجاورتين لأتصور أن الآية الأولى 65 ذكرها النبى وعرضها على أصحابه ومقاتليه ليجد إحباط فالنسبة مغالٍ فيها وقد تعطى نتائج وخيمة , فيتراجع ويدخل خيمته معدلاً النسبة إلى 1: 2 ويخرج بالآية الثانية 66 ..الغريد أى غضاضة أن يغير النسبة ويحتفظ بالآية 65 كما هى فلا مشكلة فقد نسخها أو بمعنى آخر نسخها الله ..أمور تمر بسهولة وغرابة ولكن أين العقل الذى يتوقف .! ألسنا أمام كتابات بشرية لحما ودما وإنفعالاً وهوى .

دمتم بخير وإلى لقاء مع الجزء الرابع .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها
- قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)
- مغالطات بالجملة فى مفهوم السببية-خواطر إلحادية(8)
- تنبيط (4)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- أيهما منطقى - تأملات إلحادية (7)
- منطق إله أم فكر بشرى عدائى إقصائى


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية – جزء ثالث