مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 13:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أزمة السلطة - الأناركي النقابي الروسي الكسندر شابيرو
الاقتباس التالي من مقال شابيرو في جريدة غولوس ترودا ( صوت العمال ) في 8 سبتمبر ايلول 1917 "أزمة السلطة" الذي يدعو فيه إلى اللا مركزية و التنظيم الذاتي بدلا من السلطة المركزية التي كان البلاشفة يدعون إليها . ستأخذ الأمور مسارا مختلفا عندما استولى البلاشفة على السلطة بعد شهرين فيما سميت بثورة أكتوبر و بدأوا بإنشاء ديكتاتورية مركزية .
المشاهد الأخيرة من الفصل الأول لأزمة السلطة تتابع الآن بتسارع محموم . هناك مخرج واحد فقط ممكن : استبعاد البرجوازية من أي تدخل في شؤون الطبقة العاملة . هذا هو الشرط الأساسي لتحقيق تغييرات اجتماعية حقيقية في حياة البلاد , و يصبح ذلك أكثر إلحاحا كلما سارت البرجوازية علنا و بتحدي إلى جانب كورنيلوف ( قائد انقلاب قيصري فاشل في أغسطس آب 1917 ) و بقية المتآمرين على الثورة . لكن يجب ألا نغلق أعيننا على الفصل الثاني الذي يقترب من هذه الأزمة , عندما ستقرر روسيا ما إذا كانت ستكون لها حكومة اشتراكية كما يطالب سوفييت مندوبي العمال و الفلاحين . إذا حدث ذلك فإن شكل السلطة سيكون مختلفا بلا شك , لكن أصل الشر ( المشكلة ) , جوهرها , سيبقى على حاله . لأنه طالما وجدت السلطة , طالما بقيت حلقة ضيقة من البشر تملك في أيديها حق تقرير مصير الشعب بأكمله , حتى لو كان هؤلاء الحكام اشتراكيين من أفضل الفئات و أكثرها إخلاصا , فإن الصراع بينهم و بين الشعب سيبقى إجباريا , و ستزداد علاقتهم بعد كل صراع توترا و خصومة . ستستخدم السلطة الجديدة أقصى ما تملك من عنف تماما كما تفعل السلطة الحالية ضد خصومها , و سيبقى النضال في سبيل الاشتراكية , في سبيل حقوق الإنسان , و الحرية و المساواة و الإخاء , شديدا , وحشيا , كما كان حتى اليوم . و نحن نرى اقتراب الأزمة القادمة للسلطة الاشتراكية , نصل إلى استنتاج أن هناك مخرج واحد فقط : إلغاء اي تدخل حكومي في حياة الجماهير الكادحة . يجب أن يحدث أولا لا مركزة للسلطة لدرجة اختفائها النهائي كعامل متحكم في حياة الشعب الروسي . يجب ألا يسمح الناس بأن تكمم أفواههم مرة أخرى - حتى لو كان ذلك باسم الإنتاج الاشتراكي - بحيث سيكون عليهم أن يقاتلوا مرة أخرى من أجل أبسط حقوقهم كبشر أحرار . نقل السلطة إلى أيدي اللجنة المركزية ليس حلا لأزمة السلطة . قد يؤخر ظهورها فقط , لكنه لن يحلها . المخرج الوحيد من الوضع الحالي هو نقل وظائف الإدارة إلى المنظمات المحلية - بكلمة , اللا مركزية الشاملة مع أوسع إدارة ذاتية من قبل المنظمات المحلية . و يمكن لسوفييتات مندوبي العمال و الفلاحين , و يجب , أن تلعب الدور الرئيسي في تنظيم الحياة اليومية و ضمان أوسع تطوير ممكن لحرية الجماهير المحلية . فقط نشر التسيير الذاتي و الحكم الذاتي المحلي سيحل مشكلة السلطة بشكل نهائي .
غولوس ترودا ( صوت العمال ) , 8 سبتمبر أيلول 1917
نقلا عن
http://libcom.org/library/crisis-power-alexander-schapiro
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟