أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جلال مجاهدي - الإلحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الأول -















المزيد.....

الإلحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الأول -


جلال مجاهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الالحاد باختصار هوعدم الايمان و انكار وجود الله مع ما يستتبع ذلك من انكار للأديان و للغيبيات و ما إلى ذلك , الملحد هو شخص له مساحة حرة للتفكير و أفق واسع لا يقنع بالمسلمات الدينية و التلقينية هو إنسان بحث عن حقيقة الوجود و الخلق و حقيقة الأديان بمنطقه فهداه عقله الى إنكار وجود الله و إلى استبعاد الغيبيات , هذا الانسان هو شخص نكن له الاحترام كانسان عقلاني رفض الانصياع لمجرد اقاويل و قصص سمعها و رويت له ,الملحد لم يلحد من فراغ بل هو انسان قام برحلات فكرية و سياحات علمية وسط الكتب و المقالات و الافكار و عقول الحكماء و الفلاسفة و درس الاديان و تاريخها و ما إلى ذلك , هذه الرحلات الفكرية و السياحات الثقافية العلمية ليست لها حدود فهو بامتلاكه عقلا نقديا لا ينفك يقلب الافكار تقليبا و بذلك فرحلته الفكرية مستمرة دون توقف , نعم من حقه التفكير كما من حقه أن يتنفس , لا أحد يمكن أن يوقف الافكار و التفكير ولا أحد يمكن له أن يكره العالم مثلا على الايمان بوجود تنين أصفر اللون يأكل الصخور بكوكب بمجرة اندروميدا , يبدوا الامر مضحكا شيئا ما لكنه جد معبر , فكلنا أنكرنا وجود هذا التنين الخطير واستغربنا لمثل هذه المعلومة , لكن هل يمكن الجزم مائة في المائة بعدم وجود هذا التنين, الجواب طبعا لا لأن هناك احتمال وجود حياة أخرى بكوكب اخر بالمجرة المذكورة و لم لا وجود تنين أصفر و هو ما يعني أن القطع بعدم وجود هذا التنين مائة في المائة هو أمر غير ممكن و بالتالي فمساحة الشك دائما موجودة , لذلك فالملحد لا ينكر وجود الله مائة في المائة فإمكانية وجوده دائما مسوغة و حتى أعتى العقول الملحدة لا يمكن أن تجادل في ذلك و منه فالملحد ليس ملحدا يقينا بل هو انسان ملحد مع وجود الشك في امكانية وجود الله و لن يخرج ملحد عن هذا الاطار, الملحد في بنائه العقلي لإنكار وجود الله ينطلق من فكرة محورية وهي عدم وجود أي دليل يستقيم معه القول بوجود الله و الدليل الذي يطلبه الملحد هو دليل مادي و ليس نصي غيبي او عقدي أو حتى عقلي و بالتالي فلا مناص لنا حسب زعمه من الاتيان بالدليل المادي , الملحد في مقاله هذا هو خصم و حكم بالنظر لكونه أيضا لا يستطيع الإتيان بدليل مادي يثبت عدم وجود الله , ولتحليل هذه النقطة نقول أنه منطقيا و علميا الدليل المادي لا يقوم إلا باستناده على مسلمات و المسلمات هي الامور التي لا نقاش فيها فمثلا البلل يقتضي وجود الماء أو الزيت أو غيره من السوائل فالماء او الزيت او السائل هنا مسلمات أي أنه لا مجال لمناقشة وجودها من عدمه و يقتضي استعمال احدى حواسنا التي تربطنا بالعالم الخارجي للكشف و الفحص و هما في هذه الحالة البصر و اللمس بالعين و اليد و بالتالي نقيم دليل البلل استنادا لهاتين الحاستين اللتان هما من المسلمات و استنادا على المادة السائلة المسلم بوجودها أيضا كالماء مثلا و هكذا نكون قد اتبتنا بصفة قطعية ان ثياب زيد او عمرو من الناس مبللة , اما بخصوص إقامة الدليل المادي على وجود الله فهنا المطالبة خاطئة طالما أنه ليست لنا و لا للملحدين حواس تساعد في كشف وجوده و لا توجد مسلمات مادية يبني عليها الدليل وبالتالي فان طلب الدليل المادي هو طلب غير منطقي و في غير محله و زيادة في الايضاح فالإنسان له حواس قاصرة و لا يستطيع إثبات و جود جميع الموجودات بواسطتها فالميكروبات والفيروسات و الاشعة السينية و الموجات الأثيرية و غيرها هي أمور دائما كانت موجودة قبل اختراع الأجهزة التي كشفت عن وجودها لكن حواسنا كانت قاصرة عن إدراكها و كشفها و فحصها بالتالي فحواسنا متهمة و لا يمكن الاستناد عليها لوحدها و هو ما يدعونا إلى استبعاد الاعتماد عليها لكشف و فحص امر آخر كالذات الالهية و من جهة أخرى فما نتوفر عليه كمواد هي هذا الكون وما يحتويه و لا توجد به أية مادة يسلم الجميع بانها جزء من الله او من الله او خلقها الله و بالتالي لا توجد مسلمات مادية يبنى على وجودها الدليل المادي, و منه فلا يسوغ حتما المطالبة بهذا الدليل و لا يتبقى لنا سوى الاعتماد على الدليل العقلي امام استبعاد باقي الادلة النقلية النصية , و الدليل العقلي يقتضي استعمال مترابطات منطقية للوصول الى نتيجة ما انطلاقا من فرضيات عقلية معينة و في هذا الشأن ننطلق من الحجر الاساس في الموضوع و هو هذا الوجود , نحن الان امام فرضيتين اثنتين لا ثالث لهما فإما ان هذا الوجود أو الكون انبثق من العدم الصرف بمحض الصدفة أو ان قوة مطلقة خالقة تملك اليات الخلق و القدرة هي من اوجدت الكون ,ففي الفرضية الاولى ننطلق من اللاشيء كتعريف لماهية العدم , المنطق يقول أن اللاشيء لا يمكن له أن يتحول الى شيء و الا كان اللاشيء المعبر عنه رياضيا بالرقم صفر يساوي الشيء المعبر عنه بالرقم واحد , إذن فنظرية تحول العدم الى وجود و اللاشيء إلى شيء نظرية لا تقوم على أي منطق و من ناحية أخرى فانه اذا افترضا ان هذا الكون نتج عن العدم ,ألا نكون هنا قد نسبنا للعدم قوة الايجاد و من تم فإننا نقول ضمنيا ان العدم المنعدم اوجدنا و اوجد الكون ونكون قد نسبنا للعدم فعلا و قوة و قدرة هائلة مع ان العدم منطقيا لا يمكن ان يتحول حتى إلى اصغر ميكروبه في الكون او حتى إلى اصغر ذرة فيه, فالصفر رياضيا إذا ما أضفنا له صفرا آخر يعطينا صفرا و إذا طرحنا منه صفرا يعطينا صفرا و إذا ضربناه في صفر يعطينا صفرا و بجميع العمليات الرياضية تكون النتيجة دائما صفر , و العدم المنعدم و بجميع المعادلات الفزيائية و الكميائية و الرياضية لا يمكنه التحول إلى أصغر شيء في الكون و إلا اختلت العلوم كلها و هنا نكون قد فندنا نظرية الصدفة و تحول العدم الى شيء لتبقى لنا الفرضية الثانية المثمثلة في القوة المطلقة الخالقة , رياضيا الصفر و كما سبق ذكره ليس هو منطلق باقي الاعداد بل الرقم واحد فالرقم واحد اذا أضفنا له واحدا آخر يعطينا اثنين و هكذا ثلاتة و أربعة إلى آخره , فالأصل طالما أننا في عالم الوجود و ليس في عالم العدم هو الرقم واحد , لذلك فالمنطلق الذي يجب أن نبحث عنه لننطلق منه حتما ليس هو العدم بل الشيء المعبر عنه بالرقم واحد , نبحث عن الشيء الاصل الأول المناقض للصفر و العدم و للمادة الموجودة أيضا التي حولها من العدم الى الوجود , هذا الشيء بمناقضته للعدم و انتصاره المطلق عليه بتحويله الى شيء هو شيء يخرج عن دائرة الشيئية كما نعرفها فهذا الشيء هو شيء مطلق الوجود طالما انه شيء مناقض للعدم بمطلقيته ومن تم فوجوده وجود مطلق و شيئيته شيئية مطلقة مناقضة للعدم و للمادة المستخرجة من هذا العدم هذا الشيء مطلقيته هي مطلقية ذاتية و هو ما يفسر قدرته على الخلق و الايجاد و تحويل العدم الى وجود , نعم وجود هذا الشيء بمطلقيته ضروري لتفسير وجود الاكوان , نعم المنطلق مطلق و ليس عدم وشتان بين قدرة مطلقة و معنى منعدم , المنطق و العلوم الاحيائية و الرياضيات لا تستقيم إلا بوجود الرقم واحد المناقض للرقم صفر , الرقم واحد لم يخرج من رحم الرقم صفر بل يمثل المطلق في مواجهة العدم و بالتالي فوجود الله كوجود مطلق ذاتي و بشيئيته المطلقة هي نتيجة حتمية لهذه المترابطة المنطقية و بالتالي فالدليل العقلي المنطقي على وجود الله قائم لزوما و فرضية نشوء الكون من العدم بالصدفة فرضية غير منطقية و غير عقلية و منعدمة الصحة كالعدم نفسه ..... يتبع



#جلال_مجاهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الثورة
- القرآن من تسامح النبي الى تعصب المسلمين
- القرابين البشرية و المنابع النصية للفكر الارهابي
- حزب العدالة و التنمية المغربي ليس حزبا إسلاميا
- حزب الأصالة و المعاصرة المغربي وانعدام الهوية
- إحراق الجسد :الاسباب و الدواعي
- الإنسان بين الأصل السماوي و الجيني
- الطعن في قرارات عزل قضاة الرأي المغاربة بين الإمكانية القانو ...
- قراءة نقدية للقانون رقم 127.12 المتعلق بتنظيم مهنة محاسب معت ...
- الماضويون و الفصام الزمني


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جلال مجاهدي - الإلحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الأول -