أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟














المزيد.....

من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استيقض حواشي اردوغان بعد الانقلاب الفاشل المزعوم متاخرين جدا، و لكنهم لا يُعاتبون لخوفهم من القدر الذي كان ينتظرهم لو نجح الانقلاب و ان كان انقلابا اصلا، و سيكشف الزمن كيف حصل و باي قصد او من وراءه، استيقضوا هؤلاء بعد زوال الخوف و تاكدهم من تواري القوة و انتهت العملية و عدم امكان العودة الى الوراء، و كعادتهم و صفتهم و تربصهم لما يجري، و عندما تحين الظروف الملائمة للكلام يخرجون من جحورهم و يصيحون كمن وصفهم الجحى بكلاب باب الشيخ التي تنبح في حال تيقنها من ان شيخهم لازال حيا .
يدعون الكثير من الاقاويل و القصص بعدما فتحت لهم الطريق نحو سيدهم السلطان . يتكلمون عن روسيا و ايران و امريكا و السعودية باشكال و الحان مختلفة، و النقطة المشتركة في كلامهم هو نجاح اردوغان في كسبهم بحركات يعتبرونها تكتيكية بحتة، (لا يتكلمون عن تكوع اردوغان و تنازلاته المخيبة للامال التركية في لحظة ضعف ) بل اهم ما يدعونه و يبدو انه اصبح عقدة لا ينامون الا و يحلموا بها، و هو ابعاد حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يهابونه بل يخافونه كما يخاف الجرذ من القطة عن الساحة، و لكنهم خائبين لحد اليوم .
انهم يعلمون جيدا افعال و سلوك اردوغان و كيف تعامل مع اقرب المقربين اليه و من لهم الفضل عليه اكثر من ابيه و امه، و كيف خانهم و خان العيش و الملح و الرغيف الذي وضعوه في فمه و هو يزعق من خوفه . هكذا كان مع من علمه بدايات السياسة و المبدا الاسلامي اربكان و لم يطول الامد الى ان خان من اوقفه على رجليه ماديا و معنويا و دعمه في السراء و الضراء فتح الله غولن، و انقض عليه عندما وجد نفسه قويا و خدعه و فرّ المسكين الى امريكا بعدما تاكد من نهايته المحتومة باية طريقة كانت لو لم يهرب .
اليوم يتكلمون عن بيع روسيا للكورد بالسياسة العقلانية لاردوغان و فصلوا بين امريكا و الكورد شيئا ما و شقوا على ارض الواقع حلم الكورد و لم يدعوا تحقيق اهدافه، و بداوا يجمعون قواهم لمحاربة الكورد في الاجزاء الاربعة و ليس في كوردستان الشمالية و الغربية فقط، كما توغلوا في الاراضي السورية بتنسيق و تعاون امريكي في لحظة ما و ربما خدعوا بعض الاطراف، الا انه يبدوا انهم لم يتعلموا الدرس جيدا من الارادة و العزيمة القوية التي بنيت للشعب و القوات المسحلة الكوردية و انهم بنوا القوة العقيدية التي كان بامكانها ان تلتهم تركيا مع سوريا و العراق لولا عدم توافق المصالح العالمية مع ارادتهم تنسيق، و هم من اجبروا تنازل اردوغان لكل تلك الجهات العالمية بعيدا عن ماء وجه، و انتهزوا فرصة خنوع اردوغان و استفادوا من فزعه من ما يجري كثيرا .
ان داعش لحد اليوم متيقن بان تركيا لن تبتعد عنه و لا تغض الطرف عن مواقفه المفيدة لها، و تبقى على تعاونها و تنسيقها و تحالفها لحين تضيق الطريق و لم تبق امامها الا تغيير مسارها . الجميع على علم كيف انسحب داعش بامر سيده من جرابلس و كيف حلت ما تسمى بالمعارضة السورية و هي تركية قلبا و قالبا، و هي قوى تركية المقصد و السياسة و التوجه و حلوا محل داعش، و لا فرق بينهم بالنسبة لتركيا . لازال الطريق مفتوحا امام الكورد في سوريا و لا يمكن ان ننتظر غلق الطريق و ان تضايقت في مسارها بين فين و اخر عند كل تغيير او انعطافة سياسية ممكنة .
روسيا ادركت اخيرا و منذ امس بان تركيا خضعت للامر الواقع نتيجة غوصها في المشكلة السورية و رجعت اليها راكعا لامر واحد فقط هو رفع الدعم عن الكورد او عدم التعاون معه و السماح لها في التدخل المباشر و نجحت لحد اليوم، و لكن لم تكتشف لحد الان ما تنويه تركيا و ما يريده اردوغان من تحقيق مرامه من فرض امور على امريكا و الاتحاد الاوربي عن طريق تقاربها مع روسيا و ايران كما هو المعلوم . اليوم بعدما اكدت تركيا بان لا مجال لبقاء الاسد في المرحلة الانتقالية تبين بجدية ووضوح نوايا تركيا السرية للقاصي و الداني و قبل الجميع النظام السوري الذي خدع في غقلة من الزمن و غالز تركيا و اراد ان يقتنع بصحة توجهاتها العلنية المعاكسة للحقيقة، و لكن حصل هذا و القوة التركية مسيطرة على ارض سوريا التي تربصت بها منذ البداية و التي دخلتها دون اية ضجيج او مقاومة ما و بتعاون و تنسيق عالمي، و تاكدالنظام السوري اليائس اليوم فقط ما فعلته تركيا و اليوم ادركت من خداعها . و المنتظر ان تتغير المعادلات بعد اليوم و ان تتخبط المسيرة السياسية و التوجهات و تعود بعض من المتغيرات السريعة غير الطبيعية الى حالها بعدما اكتشف ما هو المستور و كيف استفادت تركيا من تنازلاتها السريعة و استدارتها المعاكسة تماما لما سارت عليه بشكل سريع و فجائي .
يمكن لروسيا ان تقرا ما تريده تركيا و تؤكده يوميا و لكنها هي ايضا مَن يستفاد منها من النواحي الاخرى و خاصة في سياساتها مع امريكا و صراعها المتعددة الاوجه مع اطراف في المنطقة من التابعين للمحور الاخر و فوقهم امريكا و تحركاتها المتعددة الجوانب و المستخدمة للقوى الموجودة في المنطقة في تحقيق ما تريد من تحقيق مصالحها .
عندما لا يؤمن القائد بالاخلاق و المبدا و يضلل الناس باسمهما و لكنه يتصرف العكس كما هو اردوغان في تعامله مع مربيه و معلميه، لا يمكن لقادة و رؤساء البلدان ان لا يشكوا في نواياه و يثقون به بشكل عمياء و لم يحسبوا لمناوراته و تكتيكاتها المكشوفة في الكثير منها . على الاقل يجب ان يتاكد هؤلاء الرؤساء ان اردوغان يفعل ما يحقق نواياه و نرجسيته بكل براغماتي اكثر من العلمانيين، و هذا ما يدعهم من التعامل الحذر معه . و لهذا نجد التحركات متغيرة بشكل سريع و التعامل معه مشكوك فيه و غير دائم المسار بشكل مستقيم .
روسيا لم تكن اقرب من اليوم الى الكورد و لكنها تقرا ما تفيدها مع مصالحها و صراعها الرئيسي مع ارميكا و توابعها في المنطقة و ليس اردوغان من اثر عليها، و امريكا و ان تحركت قليلا باتجاه غير منتظر منها الا انها تادكت هي ايضا من تحركات اردوغان المشكوكة و غير الصادقة في تعاملها الدبلوماسي و سيرها على الفنون العثمانية القديمة النافذة المفعول .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجد الحل في بغداد اكثر من انقرة
- من (يطلع من المولد بلّا حمص ) هذه المرة ايضا ؟
- هل يوجد انسان حليم نزيه من مثله في هذا الزمان
- هل خدعت تركيا الجميع ؟
- الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا
- فلتبق روسيا حكما و ليس خصما للكورد
- النظام السوري يتمدد على حساب الجميع
- هل يتحمل العراق تبعات معركة تحرير الموصل
- استقلال كوردستان على ضوء المستجدات في الساحة السياسية لمنطقت ...
- هل ما تفعله صومال يفيد العراق ؟
- تبعات الاختلاف بين الشرق و الغرب
- هل تُدشن حقبة عثمانية ام اوردغانية جديدة ؟
- لعبة السياسيين العراقيين قبل تحرير الموصل
- هل ما جرى في البرلمان العراقي كان مخططا من قبل ام وليد ساعته ...
- الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة ا ...
- تداعيات تلاشي الثقة بين اردوغان والجيش التركي
- اندثار الطبقة الاجتماعية الوسطى في كوردستان الجنوبية
- القيادة الكوردية و عدم الالتفات الى متطلبات المرحلة
- لم يترجل احد من كرسي السلطة في كوردستان بارادته
- اهداف الحشد الشعبي و موقف الكورد منه


المزيد.....




- سوريا.. ظهور لطيفة الدروبي زوجة الرئيس أحمد الشرع يثير تفاعل ...
- انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات حول مس ...
- الكرملين: لا نستبعد زيارة رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات ال ...
- بيسكوف: خطط ترامب لزيارة السعودية في مايو لا علاقة لها ببوتي ...
- البابا فرنسيس يدعو للصلاة من أجل حسن استخدام التقنيات الحديث ...
- الصين تطوّق تايوان بأسطول عسكري ضخم وتايبيه تصفه بأنه -انتها ...
- الخوف والفقد على أنقاض مدينة الخرطوم السودانية بعد انتصار ال ...
- نقص الهيليوم يتفاقم عالمياً: كيف تستعد الدول لمواجهة الأزمة ...
- تراجع طلبات اللجوء في ألمانيا وارتفاع هجرة العمالة المتخصصة ...
- انتكاسة: فوز خصم لترامب بانتخابات المحكمة العليا في ويسكونسن ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟