|
قافلة العطش/مفاهيم حداثوية للحب ومنها ما قتل !!!
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 09:25
المحور:
الادب والفن
سناء كامل أحمد شعلان أديبة أردنية معاصرة ومبدعة فلسطينية ساحرة ، شابة مواليد عمان 21 – 5- 1977 ومن جيل الحداثة العربية ، وهي من أصول فلسطينية قضاء الخليل هاجمت عصابات الهاجانا والأرجون قريتها وهجرت أهلها في عام 1948 فلجات أسرتها إلى الأردن ، وهي تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث ، وتعمل أستاذة جامعية في نفس تخصصها في الجامعة الأردنية ، لُقِبتْ سناء شعلان ب( شمس الأدب العربي ، وأميرة القصة العربية ، وهي روائية وقاصة وكاتبة مسرح وأدب أطفال ، وأعلامية في مجال حقوق الأنسان وناشطة نسوية ، وأشتهرت في فترة التسعينات نقدها المهتم بالأسطورة والفنتازيا والموروث الشعبي الحضاري ، والحداثة والتجريب . ومن أعمالها الأبداعية : قافلة العطش The Convoy of thirstمجموعة قصصية للدكتورة سناء كامل الشعلان ، صدرت في العام 2006 عن مؤسسة الوراق ، وفي تلك المجموعة القصصية 16 قصة قصيرة ، يكون السرد اللغوي فيها راقياً ومنسّقاً في سرديات ثيمات الأسطورة والخرافة والحكاية الشعبية ، تختزل فيه اللاواقع لتبدلهُ بالواقع ، وترسم من خلال هذه المجموعة القصصية السعادة بأرقى معانيها وترسم الحزن بأبشع مآسيه ، وتعري الواقع المريربكل جرأة ، وتعبر عن آرائها بطريقتها الخاصة عبر شعور أنثوي حساس تجاه العالم ، وتبين عبثية الحياة في جغرافية الصحراء ذات القوانين الصارمة الصادرة بمراسيم مؤلّهة واجبة التنفيذ ، والتي تضع الخطوط الحُمرْ تحت عدوى العشق الصحراوي ، والحب الممنوع ، والأعراف القبلية المشرعنة بأرادة الآلهة تأمرك أن تعيش الجفاف على رمالٍ تبتلع الدموع وعرق حمى اليأس والأستلاب كالثقوب السوداء ، ولم يبقى في ثمالة الكأس سوى الفراق المأساوي الترتجيدي بوأد العاشقات العذارى . والمجموعة القصصية تحمل في طياتها الحب الطاهر والمعذّب والممنوع ، وتسلفنها القاصة العملاقة والمبدعة والأكثر من رائعة بأنسنتها الأممية ومشاعرها النبيلة تجاه السلم العالمي ، وعبرت في قافلة العطش عن الحب المحرم وعن وأد الحب والحياة ، فالحب في نظرها مؤطر بمفاهيم حداثوية معولمة بعيدة من أعين الرقيب الذي يقطع بمقصه التعسفي والأستلابي ، وتحاول جاهدة المقاربة من سلطة الخير والجمال لأنهُ حبٌ غريب الأطوار ، حب مجنون ، بيد أنهُ مستساغ ومقبول عند المتلقي وأولهم (كاتب المقالة) ، في زيارتي الأخيرة لعمان أقتنيت نسختين من الكتاب ( قافلة العطش) باللغة الأنكليزية وأخرى بالعربية ، وبصراحة شعرت بسعادة غامرة تلذذتْ بها نفسي الأمارة بالعشق ,كأني أحد أبطال الرواية وأحد شخوص قافلة العطش، والأستلاب ورحلة العذاب الطويلة التي أولها في بغداد ونهاياتها في المنافي ، وحينها قلتُ لنفسي --- قف يا رجل لقد قاربت السبعين ، أرمي ذكريات الثلاثين في البحر الميت وأحتفظ بالرواية لعلك تعتنق مذهبها في العشق الصوفي وتؤدي طقوسها النقيّة والمجردة من الأنا . لها 46 مؤلفاً منشوراً ، ونالت 55 جائزة محلية وعربية في حقول الرواية والقصة والمسرح وأدب الأطفال ، وهي الشخصية المؤثرة رقم 19 في الأردن ، فازت بها في مسابقة أكثر من 50 شخصية مؤثرة في الأدب والنراث والبحوث الأنسانية والتي أجرتها منظمة (تحالف أتحاد منظمات التدريب الأردنية ) أسلوب الدكتوره سناء شعلان الأدبي والنثري واللغوي -أنفردت عن المألوف بأعطاء المرأة دوراً ريادياً في جميع رواياتها هادفة لصنع هوية أنثوية جديدة ليس تحيزاً لجنسها بل لرفع مكانتها ، وتحدياً للذكورية المجتمعية السائدة عبر التأريخ وألى اليوم . - سيميائية العنوان في قافلة العطش تحمل كل مفردات السيمياء التي هي أداة لقراءة السلوك البشري في مظاهره المختلفة بداً من الأنفعالات مروراً بالطقوس الأجتماعية والأنتهاء عند الآيديولوجيات ، وكونها العلم العام والنشاط المعرفي لها علاقة باللسانيات والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأنثروبولوجيا ولأنّ العنوان هو هوية وممثل النص والمدخل الذي يحتاجهُ القاريء لأقتحام سرديات المضمون ، فالأحساس الصادق عند الروائية المبدعة سناء شعلان هي أستاذتنا في تعليمنا {العنوان يأخذ الأولوية لدى المتلقي } ، لذا تألقت المبدعة الأصيلة الدكتوره سناء شعلان في أن تجعل لمجموعاتها القصصية رقما مهماً تحت خيمة العنوان ، في قافلة العطش وأستيعاب معطياتها السيميائية على نحوٍ ما ! . - الميل الواضح إلى الحداثة والتجريب ، وبلغة جميلة مصقولة مؤطرة بالتهذيب والتشذيب ، فيها جوانب أسلوبية مسجلة بشخصنة لغة سناء شعلان فقط ، والتي فيها السهل الممتنع ، و هي المجدة والمجتهدة في صياغة أناقة اللغة العربية ، وان لغتها الأدبية مستمدة من أفكارها الثورية ، وتراكماتها المعرفية الثرة ، وهي تجمع بين تقاليد سرديات القصة والحداثة والعولمة . - التنويع في النص السردي في مزج الخيال والفنتازيا بالحقائق والجمع بين الغيبية والواقع ، ويتميزالنص بخصوصية المضمون المتصل بعلاقات الزمكنة بين الشرق والغرب ، والعنوان عندها يعبر عن واقعية القصة ، فالصراع بين الضعيف والقوي وبين الغث والسمين وبين الخصب والجدب وبين الموحش والأمان وبين الأستسلام والثورة . - العطش يعني حرمان المرأة من عالمها الخاص ، فتمكنتْ الكاتبة العملاقة والمبدعة من تمرير سرديات الرواية ومحاكاتها حقيقة وعلناً بواسطة الرجل والمرأة ، وأن رمزية العطش ليس للماء بل العطش إلى الحب ، وما يتعلق بهِ من أستلاب ، ورفض سيادة السلطة الذكورية ، - تعتمد الأسطورية في غالب رواياتها ، أوغلت في الواقعية السحرية ، وتعمل على تكثيف القصة وسردها بأختصار عاجل كي تنتقل إلى قصة أخرى متقمصة شخصية شهرزاد الأنثوية الساحرة الممنوعة من الحب ، لتنقل القاريء والمتلقي إلى حدثٍ آخر وآخر حتى تقزّمْ زمن الجمهور بحسابات النظرية النسبية " مجالسة الحبيب لعشرين ساعة تختصرها الروائية البارعة سناء شعلان بثواني ، لأنها تنظر للحياة من خلال نوافذ الرواية العديدة للقصة ، والمطلّة مباشرة على الجمهور ، وتعبّر في كينونة نصوص السرد الروائي القصصي لروايتها" قافلة العطش " الظمأ والأرتواء والحياة والموت في تجليات معاناة الأنسان المحروم من الحب والأستمتاع بهِ في جغرافية الشرق العربي المؤدلج بوأد الحياة لأشباع غرور الذكورية المتغطرسة السائرة لأرتداء جلباب الربوبية . - وأن لغتها الأدبية مستمدة من أفكارها الثورية وتراكماتها المعرفية الثرة ، وفلسفتها السردية ترتكز على (كل شيء أو العدم)تستعمل كمحرك دراماتيكي توزّع ذبذباتها لشخوص الرواية ، والكل عطشى حد الجفاف فيهِ الحب عاجزاً وحيداً مفجعاً ، وحتى الرومانسية الهلامية مغيّبة ، وكل الأحاسيس والمشاعر والدفيء والعطاء والخصب مغيباً على بعد مليون سنة ضوئية ربما في درب التبانة . - الأنسنة في رواياتها تبدو واضحة وجلية وتفرض وجودها على المتلقي في حب الخير لبني البشر وعدم ألغاء الآخر ، وأرجاع الحقوق المستلبىة من الشعوب المضطهدة ومنها الشعب الفلسطيني ، وكأنها تصوّر بآلة كاميرا صور حيّة ورؤية فكرية وسيلتها سحر اللغة . الهوامش والمصادر/ *سيماء العنوان في قافلة العطش / د- ضياء غني العبودي والباحث- رائد جميل عكلو *لسان العرب- أبن منظور – تحقيق عبدالله علي أكبر * قافلة العطش – مجموعة قصصية –د- سناءشعلان * العنوان في الشعر العراقي الحديث- حسب الشيخ جعفر * معجم نقد الرواية – لطيف زيتوني أخيراً/ كل المجد للدكتوره الفاضله والمتألقة في سماء الذاكرة الأدبية والثقافية العربية والعالمية ، ومن خلال هذا البحث المتواضع الذي لم أفي بجزءٍ من بحرك اللجي وثقافتك الرصينة والهادفة ، أمنياتي في تحقيق الأمنية الوطنية في تحريرشعبنا الفلسطيني وتكريس السلام العالمي لجميع الشعوب المقهورة ---- وأقدم أعتذاري فيما أذا ظهرتْ بعض الهنات لكوني لست ناقداً أدبيا . الكاتب والباحث والمحلل السياسي/ عبدالجبارنوري
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لعنة الأربعة ---- أربعه / تلاحق الحكومة !!!
-
البرلمان / كش ملك ------- مات !!!
-
البرامكة/ وشم في ذاكرة الدولة العباسية
-
الكاتبة - أجاثا كريستي - / شرقية الهوى !!!
-
قبة البرلمان / خان جغان أيام زمان !!!
-
فيلم - الحب واللاحب وما بينهما-أنسلاب نزعة الأنسنة
-
هلوسات - البوكيمون - وهوس دواعش السياسة
-
كتاب المخطوطات لماركس/ مفاهيم عبقرية في الأقتصاد والفلسفة
-
قانون البرلمان العراقي --- مجلس قيادة مصّغر!!!
-
أهوارنا ---- وفرحتنا
-
الجندرمه --- والسلطان وهل سيتعظ أردوغان ؟
-
المؤتمر - العاشر - --- وديمقراطية المشاركة في التغيير والتجد
...
-
- روسو - ---- هجاء التنوير وفساد الحداثة
-
مجزرة الكرادة ----- والخافي أعظم في تكرارها !!!
-
الموصل---- وأربع روايات - هندية - لتحريرها
-
بريطانيا والأتحاد الأوربي --- والطلاق التأريخي
-
صحيفة الديلي ميل --- وغسيل البرلمان العراقي
-
الفيلم العراقي - بحيرة الوجع - ---- رسالة في التعايش
-
داعش ----- وفوبيا - البارانويا -
-
كتاب - السلطة السوداء- قراءة أنطباعية في زمكنة الحراك التعبو
...
المزيد.....
-
-الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
-
عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
-
-لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع
...
-
العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها
...
-
معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
-
فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا
...
-
جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
-
مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
-
كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا
...
-
الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا
...
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|