أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم خليل - لماذا ثار الشعب السوري : الحياة الحزبية ازدهرت في بداية القرن الماضي واختفت في الحالي .














المزيد.....


لماذا ثار الشعب السوري : الحياة الحزبية ازدهرت في بداية القرن الماضي واختفت في الحالي .


كرم خليل
كاتب

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 01:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عاشت سورية منذ بدايات القرن المنصرم حياة حزبية غنية وعريقة ترافقت مع انتشار واسع للجمعيات والمنتديات التي اهتمت بالشأن السياسي الداخلي والإقليمي بشكل مباشر ومنذ العشرينات تواجدت الأحزاب بشكل فاعل داخل سورية، كحزب الإصلاح السوري وحزب الشعب والاستقلال إضافة إلى العديد من الجمعيات كجمعية العهد والعربية الفتاة وغيرها. وقد أنبتت هذه الحياة الغنية بدور مفهوم السيادة الوطنية ومفهوم الارتباط القومي، كما ساهمت في النضال من اجل الاستقلال عن فرنسا وإنجاز التنمية الوطنية وفي الاستقطاب الإقليمي بين المحورين السعودي المصري من جهة والعراقي الهاشمي من جهة ثانية
وتم تقنين العمل الحزبي فقد كانت وزارة الداخلية هي المخولة بإعطاء التراخيص اللازمة لتكوين وإنشاء الأحزاب السياسية، ويذكر البعثيون جيداً تاريخ العاشر من تموز عام 1945 حين رفضت الوزارة المذكورة منح الترخيص لحزبهم ومع ذلك فقد تجاوز البعثيون هذا الرفض ومارسوا العمل السياسي بحرية كامل
ومع إعلان الوحدة مع مصر في 22/2/1958 صدر قرار بحل كافة التنظيمات السياسية في سورية، لكن البعث وبعد اشهر قليلة بدأ بمهاجمة جمال عبد الناصر وأنشأ لجنة عسكرية سرية وأعاد تنظيمه داخل الجيش. لقد أحس البعث حينها أن عبد الناصر قد سحب الجماهير من تحت كل الأحزاب السياسية وتأكد هذا الشعور في انتخابات الاتحاد القومي في 8/7/1959 حيث حصل البعث على 250 مقعد من اصل 9445 مقعداً مخصصاً للإقليم الشمالي.
وبعد الانفصال تحول الصراع الحزبي من صناديق الاقتراع إلى فوهات المدافع والقنابل والدبابات واستطاع البعث أن يسيطر على الحكم في 8/3/1963. وبعد محاولة جاسم علوان والمجزرة التي أعقبت هذه المحاولة مورس قمع هائل على كل أشكال الحراك السياسي كان الغرض منها تجفيف منابع الحياة السياسية بشكل عام (بما فيها البعث نفسه) لصالح الجيش والأجهزة.
أما المعارضة فقد انقسمت في طريقة تعاملها مع هذا الواقع فاختار بعضها دخول دوامة العنف فتعرضت للسحق والإقصاء الدموي الشامل والبعض الآخر تحول إلى ممارسة العمل السياسي السري ونال نصيبا لا بأس به من الضربات المتلاحقة فعانى أيضا من الاعتقال والملاحقة.
وحتى تصبح مقاربة التجربة الحزبية في إطارها المجتمعي السوري ممكنة، سيكون علينا أولا أن نعين مفهوم الحزب، من خلال فهم بنيوي وشامل لمصطلح الحزب السياسي، وهو الفهم الذي يكشف لنا الجهوزية التي تم فيها استقدام المفهوم من أصله الأوروبي، والنقص في تعريفاته الدارجة في أنه مجموعة محددة من الأفراد تجتمع على تصور فكري محدد، وآلية أو نظام داخلي محدد لآليات لتعامل مع البنية الكلية للمجتمع بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
إن الحزب و فق المنهجية الشاملة والبنيوية التي أردناها تصل إلى مستوى أعمق تضيف للفهم الدارج أن الحزب أولا هو ذلك الشكل الحديث والبناء التاريخي الذي كانت له شروطه المعرفية الخاصة، حيث هو وليد المرحلة التاريخية التي أفرزتها عصور النهضة والتنوير والثورة الصناعية في أوروبا، وهذه العصور التي أنجبت واحتضنت عملية تغير المعرفة بشكل ثوري، حيث تهدمت كل الأسس والأركان السابقة للمعرفة الإنسانية في شكلها ومنهجها ومرجعياتها المؤسسة على النص الديني المغلق، وأصبح الفرد ولأول مرة مصدرها ومحددها وغايتها، وقد حدث ذلك بالتزامن مع حالة قطيعة معرفية ونفسية مع الإرث السياسي الإنساني في أشكاله وتعريفاته للإدراك والتفكير والمعرفة، والبنى العقلية والنظم المعرفية بوصفها عوامل ضبط جذرية للوجود بالمعنى الفلسفي والاجتماعي للكلمة، وأصبح الفرد يشكل أساس وهوية الإطار السياسي والثقافي وديناميكيته على جميع مستويات الممارسة الاجتماعية.




#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ثار الشعب السوري : أزمة البطالة ؟!
- هيكلية الكيان الأسدي ودوره في مسخ الهوية السورية
- مفاهيم التطرف والاعتدال في منظومة القيم الفلسفية


المزيد.....




- ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
- الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع ...
- تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم ...
- تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون ...
- استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين ...
- رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم خليل - لماذا ثار الشعب السوري : الحياة الحزبية ازدهرت في بداية القرن الماضي واختفت في الحالي .