أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين محروس - من أهم عوامل النجاح: التعلم من الأخطاء














المزيد.....

من أهم عوامل النجاح: التعلم من الأخطاء


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


الإنسان الناجح يتفوق على الإنسان الفاشل، بأنه لم يستسلم لفشله، بل أعاد المحاولة تلو المحاولة حتى وصل إلى هدفه. و لكنه، أيضاً من كل محاولةٍ، تعلم عدم تكرار الخطأ الذي أدى لفشله. و ذلك لإدراكه، بأنه في حال إعادة التجربة تماماً كما قام بها، سيكون الفشل حليفه. و هنا مثال إيدسون الذي اخترع المصباح الكهربائي هو خير مثال، حيث أعاد تجاربه عشرات المرات، حتى أضاء مصباحه، فأضاء العالم.
المسألة الثانية و الأهم، و هي أن يعترف الإنسان بخطئه. للأسف، الكثير لا يدرك بأنه ارتكب خطأ ما! و يدافع عن ما قام به من عمل، بأنه عين الصواب. ولكن هناك ايضاً، من يعلم بخطئه، و لكنه أمام الآخرين، لا يعترف بذلك، خوفاً من الانتقاص من قيمته الذاتية! و ذلك نتيجة التربية الخاطئة و النظرة السلبية للأخطاء على أنها مُعيبة و منبوذة و .. إلخ، و العقوبة عليها. و على طرف النقيض، يقف مَن يعترف بخطئه، و بأنه هو المسؤول الأول و الأخير، و تصيبه حالة من التعاسة و الكابوس النفسي من جلد الذات.
والمسألة الثالثة، و التي يطمح إليها الجميع، و هي التعلم من أخطاء الآخرين. و هذا يحتاج إلى علاقة مع الناس الذين حققوا النجاحات و مروا بعدة تجارب من الفشل، و يرغبون بالحديث عن أخطائهم علناً. و لتحقيق هذه الغاية تم تأسيس العديد من النوادي في مختلف البلدان و في كل القارات.
على سبيل المثال نادي: „ The Fuck Up Nights „، حيث يجتمع فيه رجال الأعمال و علماء من مختلف الاختصاصات للحديث عن أخطائهم! أمام جمهور يريد التعلم من هذه الأخطاء. هنا، يُقدم شخص مُحدد، كيف ارتكب خطأ محدد، و كيف تم التغلب عليه، عملياً على أرض الواقع.
المسألة الرابعة: هو الخوف من الوقوع في الخطأ! بعضهم، لا يقوم بأية مجازفة في حياته خوفاً من الوقوع في الخطأ، لأنه يعتبر ذلك كارثة في حياته! و بعضهم الآخر يستعد و يدرس مشروعه و يُحضر له لسنوات، خوفاً أيضاً من الخطأ، و هو لا يدري بأنه، أفضل الطرق لمعرفة مدى صحة مشروعه هو التجربة، على أرض الواقع. فمهما تعلم الطفل نظرياً المشي، لن يمشي دون أن يقع ! يمشي ..يقع.. ينهض ...يمشي ….إلى أن يسير بصورة طبيعية.
المسألة الخامسة: هي التصور لدى بعض الناس بأنه يحمل " الحل السحري" و هو ما يُسمى " عقدة الإله". عادةً يحمل هذا التصور السياسيون و المصلحون الاجماعيون و الاقتصاديون، حيث يقدمون مشروعهم على أنه الحل النهائي لهذه المعضلة أو تلك أو حتى لكل المعضلات التي يُعاني منها المجتمع! و الأفضل أن يقدم الإنسان مشروعه، على أنه محاولة ( أو مساهمة) لحل هذه المعضلة على طريق تحسين هذا الوضع المحدد.
المسألة السادسة: من الهام النظر إلى الخطأ على أنه جزءُ من الكل، أي جزء من كامل المشروع. وربما هذا الخطأ، من هذا المنظور يكون مفيداً، و حتى أساساً للنجاح. والكل يعلم خطأ كولمبوس في العثور على طريق أقصر إلى الهند، فاكتشف القارة الأمريكية.

و أخيراً من المفيد التذكير بأن العلاقة مع الإنسان الذي يُقدم نفسه بأنه الإنسان الناجح و الكامل و الأمثل و بدون أية أخطاء، علاقة يُصيبها الكثير من الشكوك و عدم الثقة. بينما تكون العلاقة أفضل مع الشخص الذي يعترف بأخطائه، فهو قريب من الإنسان الآخر الذي من طبيعته ارتكاب الأخطاء. و لهذا فإن علاقة الإنسان مع أخطائه، تنعكس أيضاً على علاقته مع الآخرين.

أوسع تعريف للنجاح هو : وضع هدفٍ مُحددٍ و الوصول إليه. من هنا على هذا الطريق، يتم الوقوع في الأخطاء التي تمس مختلف جوانب الحياة الشخصية و العائلية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و غيرها. و التعلم منها، و عدم الاستسلام يؤدي إلى السعادة و النجاح في الحياة.



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الفكري و تحرير العقل
- ثورات الربيع العربي و بداية عصر النهضة الثاني
- سر النجاح في المفاوضات السياسية
- أهمية تحديد العدو الرئيسي!
- الخلط بين الإسلام و السلفية و داعش
- حرية الإنسان
- عوامل انتصار الثورة السورية
- الثورة السورية و أسبابها و أهدافها
- الحرية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع
- الذكرى الثانية للثورة السورية


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين محروس - من أهم عوامل النجاح: التعلم من الأخطاء