جبران صالح علي حرمل
الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 20:37
المحور:
كتابات ساخرة
زيارة قصيرة ... تحمل معاني جليلة!!
جبران صالح علي حرمل
باحث وكاتب يمني الجنسية
الليلة البارحة والقمر متسق وتكاد تشق ابتسامة السماء، زارني زائر، أديب أريب وصديق حميم ، ليس له لبانه (حاجه) أقضيها ، أو أرق صبّ (العشق) طرق الفؤاد، أو أمر عارض ومنغص داهمه ، أو أمر جلل حل به ، أو نزل بأحد اقاربه ، لا شيء من هذا .. وذاك .
فاستقبلته استقبال المحب ، والأرض الظمأ للمزن ، وجلسنا نتحدث حديث الصدق والحب والوفاء ، ففتح لي صدرة يحدثني ويخرج ما بجعبته ، حديث أخ قريب لا غريب ، قائلاً أخ جبران :
لي صديق أعزه ويعزني ، يسأل عني وأسأل عنه ، فلما تعين بوظيفة ، تبدلت أحواله أو قل سلوكه ، واختلت هذه العلاقة ، فلم يعد يسأل عني رغم ما بيننا من علاقة وقرابه ورغم سؤالي المستمر عنه ! .
وكذا قال لي وكلي لما يقول آذاناً مصغية:
ولي صديق آخر، كان يحدثني واحدثه ، فلما ترقى في وظيفته وأصبح برأس الهرم في مكان عمله ، قطع حديثه معي ، رغم مراسلتي المستمرة له ، قطعه بدون سبب اتذكره ، إنما احس بإنه أخذ على موقف قبل ان يغدو في منصبه ، حيث قلت له يوماً ما بعد حديث طويل دار بيننا بإن المكان الذي يعمل فيه لا يخلو من التجاوزات أو ما يسمي بالمفهوم المعاصر (الفساد) ، حيث لم أجاريه وأنفخ فيه كما يفعل سدنة السلطان وحاملين مباخر الزعماء والملوك ، هذا أمر تطبعت ونشأت عليه ، بل قلت له بإن المكان الذي يعمل فيه ليس خالي من الفساد ، هذا إحساسي أو قل صراحتي هي السبب الذي قطع الوصال بيننا كما اعتقد ! .
وبعد حديث طويل ، وإجراءات آداب الضيافة ، ومن ضمنها أكواب الشاي التي لم تفلح في وقف وصوب النفوس إلى الأوكار ، قام قيام المتألم بلطف واستحياء يطلب المغادرة ، رغم محاولتي بإقناعه بالجلوس ، فحديثه لطيف شيق يعرف كيف يتكلم ويعرض موضوعه، لكنه أبى قائلاً: سنتحدث في الموضوع في مقام آخر . فودعني وأوجز في الوداع ، حاملاً آلامه وهذه المعاني الجميلة بجعبته .
#جبران_صالح_علي_حرمل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟