أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تامر البطراوي - مقاربة أبستمولوجية















المزيد.....

مقاربة أبستمولوجية


تامر البطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 03:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوعي الإنساني هو ما وعاه الذهن الإنساني من مكون معنوي عبر متغير الزمان والمكان ، ذلك المكون المعنوي بشقيه الفاعل والمنفعل والمادة المصاحبة له كلاً منهما مؤثر ومتأثر بالآخر ديناميكيا أفقيا ورأسيا ، فدافع الرغبة بالمكون اللامادي موجه للمادة للتراكم الرأسي ومحرك لها أفقيا بالزمكان ، كما أن المادة هي المغذية للتراكم الرأسي بالمكون المعنوي مؤثرة على اتجاه حركته أفقياً موضوعياً ، والمكون المعنوي أشمل من العلم لأن العلم أخص من المعرفة ، وليس فقط المعرفة لأنها المفهوم (تحليل وتركيب) من المعلوم (الرؤية) ، والرؤيه المعرفية إما واقعيه وهي الصوره الحسيه للشئ كما هو كناتج عن النظرة الحسية ، وإما غير واقعيه تقريبيه وهي التصور الذهني كناتج عن النظرية الذهنية أو العقلية ، أما الفهم فهو تحليل وربط المفردات المعلوماتيه المتدفقة للصورة الكلية وفق المخزون الفكري للكائن ، وتتكون الرؤيه المعرفية من إعمال وظائف الفكر للمعالج الذهني بالمعلومات المتدفقه (من الداخل أو الخارج) ، وأشمل من المعرفة المعلوم (ليس العلمي) ، فليس كل معلومة وعاها الذهن معروفة ، والمعلومة هي كل منظم من البيانات أفاد معنى ، وليس كل بيان وعاه الذهن معلوم ، فالبيانات حقائق خام (كميه أو كيفيه) ليس لها معنى ، وبذلك فإن وعاء الذهن قد يحوي مزيجا لامادياً غير متجانسا من أطوار معرفية وحدتها الأولى هي البيان أو المعلومة أو المعرفة وما يتبعها من رأي ودافع ، وإذا كانت تلك المضامين متباينة المعنوية طور بسلسلة المعرفة فيمكن إكسابها إسمياً صفة المعرفية نسبة إلى غايتها وليس كينونتها ، وينتقل المكون اللامادي المعرفي من وعي لآخر عبر أي نمط من تلك الأنماط ، ويتفاوت نسبياً وعي كائنات نفس النوع كمياً وكيفياً لإختلاف المكون المعنوي المتدفق إلى الوعي والمكون المعنوي المذكور بالوعي والإختلافات النسبيه في إعمال وظائف الفكر بالمعالج الذهني ، ووفقاً لذلك تختلف ماهية الرؤيه (الصورة أو التصور) لنفس الشئ فيما يعرف بإختلاف النظرة أو جهة النظر ، ويترتب عليه إختلاف في مفهوم الرؤيه ، أما الرأي فهو حالة من الشعور المنعطف تجاه القبول أو الرفض والمتكونه حول تلك الرؤية المعرفية الناتجه ، ويتحدد إتجاه إنعطاف الشعور على حجم ما يعيه الوعي من معرفة بالشئ معرف بشعور منعطف تجاه القبول أو الرفض ، ثم يتركب على الرأي شعور بالإراده بنفس درجة الرأي ولنفس الإتجاه وهو ما يعرف بدافع الرغبة واختصاراً الرغبة ، فكلاً من المكون اللامادي بالوعي والمعالج الذهني (المتغير من حيث السرعة والدرجة والإستمرارية ) ، متغيرين مستقلين لمتغيرين تابعين وهما الرأي والدافع ، والدافع هو بداية منظومة الرغبة (عقل الرغبة) ، وكينونته رأي إكتسب شعور بإرادة ما لمعرفه.
وعليه فإن المكون اللامادي بالوعي هو جسد معلوماتي محرك (سائس) للمادة البشرية ، فالإتجاه الكيفي للحركة تابع للتكوين الكيفي للمعرفة ، بينما درجة عمق الإتجاه الكمي تابعاً للكم المعرفي ، أي أن المزيج المعرفي محدد للأهداف الحركية للمادة البشرية على المستوى الجزئي والكلي ، فإذا كان العنصر المعرفي (أ) بنسبة (س) بالوعي فإن المادة ستتجه نحو الإتجاه (أ) بدرجة عمق (س) ، وكلما تغيرت المضامين تغير التابع ، وكلما اتجهت المادة البشرية لإتجاه ما فإنها تتطلع إلى المعرفة لوظيفتان أساسيتان وهما أولاً وضوح الرؤية لهذا الإتجاه ، ثانياً تطبيق رغبة هذا الإتجاه ، وعليه فإن المعرفة لها دور محرك للمادة البشرية ناحية إتجاه ما ، يتولد عليه رغبة طردية العلاقة للمادة البشرية في المعرفة الصادقة عن نفس ذات الإتجاه لغرضي الرؤية والتطبيق ، فالمصداقية صلة بين مقدمة ونتيجه ، وبقدر غياب الصلة تغيب المصداقية ويحل محلها كذب الإدعاء ، وبذا يتضح أهمية إعمال التمييز ما بين المعرفة الصادقة والكاذبة بحقل المعرفة الواسع.
ويعد ذلك التمييز مع الدراسة النقدية للحقل المعرفي العام أحد مباحث الفلسفة الثلاثة ، وهو فلسفة المعرفة الإنسانية ، والتي تشمل بمفهومها العام كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الإنسان أن يجمعها عبر مراحل التاريخ الإنساني الطويل بحواسه وفكره ، أي وفقاً لمنهج الحس والفكر ، فالحس يمكن من إستقراء الظواهر والوصول إلى معرفة حسية بوصفها وتفسيرها ، أما الفكر فيما لا يدركه الحس بالظواهر فيقوم بإستنباط معرفة فلسفية بالتفكر والتأمل الفلسفي ، مثل التفكير والتأمل في أسباب الحياة والموت, وخلق الوجود والكون ( ) ، وقد اصطلحت الدراسات الفلسفية للمعرفة الإنسانية على أن المعرفة التي تتميز بدرجة عالية من المصداقية هي المعرفة العلمية والتخصص الذي يدرسها هو الإبستمولوجيا أو فلسفة المعرفة العلمية ، وذلك للتميز ما بين المعرفة الصادقة مصطلحاً عليها بالعلم (وهي التي زادت إحتمالية مصداقيتها حسيا عن رفضها) وغيرها من العارف منخفضة إحتمالية المصداقية والتي يصطلح عليها بالعلم الزائف أو الكاذب.
وتكمن خطورة عدم التمييز والتورط بالمعارف الكاذبة في أن الهدر يأخذ بعدين أساسيين ، الأول يتمثل في تفويت فرصة مقابلة رغبة التفسير أو الضبط أو التحكم والمرتبطة بأبعاد زمنية لايمكن إستعادتها ، والثاني إستنزاف قيم المجتمع بغير عائد ذي جدوى ، وعلى سبيل المثال فإذا اعتبرنا أن طباً شعبياً يمثل معرفة كاذبة مصنف كعلماً زائفاً ، فإذا تورط مجتمع به لضبط خواص البدن والنفس فسيترتب على ذلك ضياع فرصة الضبط كفقد أرواح بسبب اعتمادهم على علاجاتٍ شعبيّة غير نافعة وهدر موارد مستخدمة بغير ذي جدوى ، أو كأن تنفق أموال المجتمعات على تمويل أبحاث دراسة التخاطر أو التنجيم أو غيرها من المعارف التي لاتتسق أهدافها مع نتائجها ففي ذلك هدر للقيم المادية وغير المادية ، وهنا تبرز أهمية تمييز المعارف العلمية عن غيرها للوصول للمستهدف وتجنب أخطار تفويت الفرص والهدر ، إلا أن الخطورة قد تصبح أكثر تفاقماً في حالة ما إذا كان الجسد المعرفي المنفعل نفسه زائف الحقيقه ، لأن المادة البشرية ستتوجه لذلك لإتجاه الزائف وبذل جهد تمييزي عبثي بحقل المعرفة الزائفة ما بين الصادق والكاذب ، والذي يثير ظاهرة محاولة مَنْطَقَة معرفة كاذبة منْطَقَة حسية فيما يعرف بالعلم الزائف ، وعليه فإن أهمية تحري مصداقية المدخل المعرفي تبدأ من مراقبة المكون المعرفي المنفعل بالجسد الفكري والدافع للمادة ، إلى مراقبة المعرفة المغذية.

البطراوي، تامر (2016). فلسفة علم السياحة، مطبعة دار السلام: الطبعة الأولى، دار المعارف للنشر والتوزيع، الأسكندرية، مصر.



#تامر_البطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول النظرية لمفهوم العلم
- النظرية الإقتصادية الكلية مُقاربة تأصيلية
- المدرسة الإقتصادية للإسلاميون الجُدد
- مناقشة لبعض مواد الدستور المصري
- دستورية موضوع الهوية (دراسة مقارنة)
- الحُقبة الماركنتيلية الجذور السياسية والثقافية وانعكاساتها ع ...
- البكيني والحرب المُقدسة
- مقاربة أنطولوجية
- متى ظهر مصطلح الإقتصاد ومتى ظهر مصطلح الإقتصاد الإسلامي؟
- ثورة على أصنام المعبد
- الإقتصاد المصري منذ عصر الفراعنة وحتى حكم محمد علي
- النُظم الهيكلية بالنظام الإقتصادي العالمي الجديد
- النظام الاقتصادي العالمي الجديد
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الرابعة إستراتيجيات الوصول للتمثي ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤي ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثانية حدد طبيعة مجتمعك وتوافق م ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الأولى جدلية المجتمع والدولة


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تامر البطراوي - مقاربة أبستمولوجية