محمد فريق الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 16:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا رد اوباما على الاهانة !
محمد فريق الركابي
كثيرة هي المواقف و التصريحات التي يقوم بها الرؤساء و ألقادة , احيانا عن قصد و احيانا اخرى مجرد تصرف لا معنى له , يتسم بالغرابة , و عدم ألوضوح , و يدل ايضا على عدم المعرفة بعالم ألسياسة , لاسيما الخارجية التي تتأثر بكلمة احيانا ؛ رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي , كان اخر الرؤساء اللذين ارتكبوا ما يصح تسميته بالحماقة , بعد ان وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما بـ " ابن العاهرة " في احدى اللقاءات الصحفية معه على هامش اجتماع دول مجموعة العشرين في الصين في الايام القليلة الماضية و الذي يناقش الاوضاع الاقتصادية , اشاعة مبدأ الحوار بين الدول و تعزيز العلاقات الدولية .
لم ينتظر اوباما طويلا للرد على هذه الاساءة الشخصية و الرسمية معا , إلا ان رد الرئيس الامريكي , كان اكثر تهذيبا و قوة , اذ اعلن اوباما عن الغاءه لاجتماع كان مقررا ان يعقد بينه و بين الرئيس الفلبيني , كما هي العادة في الاجتماعات الرسمية لرؤساء دول العالم لمناقشة الامور و المصالح المشتركة التي لم تكن مهمة وعلى ما يبدو لرئيس الفلبين ! فالعلاقات الدولية , سواء مع الولايات المتحدة او مع غيرها , اصبحت ضرورة لا يمكن ان تستغني عنها دول العالم , الامر الذي ادركه الرئيس الفلبيني متأخرا , ليعلن عن اعتذار شبه رسمي لنظيره الامريكي , الذي استطاع ان يرد اعتباره بأبسط الوسائل و اقلها تكلفه , فهو ( اوباما ) لم يعلق اصلا على الاساءة التي تعرض لها بل اكتفى بعدم مقابلة رودريغو دوتيرتي .
لم يربح الرئيس الفلبيني شيئا من تصريحاته المسيئة لاوباما , بل العكس تعرض للاحراج و الانتقادات , و كذلك رد اكثر قسوة من الشتيمة التي اطلقها ضد الرئيس الامريكي (علما ان ذات الشتيمة اطلقها الرئيس الفلبيني نفسه ضد السفير الامريكي و كذلك بابا الفاتيكان ) , طبعا هذه الحادثة , رغم ان البعض وصفها بالمضحكة , إلا انها في الواقع درس , يبين ان ثمة فرق كبير بين المتهور , الذي لا يضع في حساباته نتائج تصريحاته سواء على شخصه او على البلد الذي يمثله , و بين القوي و الذكي ايضا الذي يعرف كيف يتعامل مع الاساءة و يحولها لمكسب له او لبلاده.
#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟