أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - عِمامةُ جدّتي السوداء














المزيد.....


عِمامةُ جدّتي السوداء


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


عِمامةُ جدّتي السوداء
أتذكرُ بـ وعّيٍ عمييييييقٍ كلّما يداهمها النعاس ( علـﭻ الميّ المرّ )* ينامُ بهدوءٍ مسترخياً يحتضنهُ أخدودٌ عريض يتربعُ أعلى سريرها الحديدي الملوّنَ كألونِ السماء يرنو لوسادتها الريشيّة تغرقها وحشةُ الخريف الأخير دائماً يحرسُ أحلامها المعشعشة ثلجُ الشيخوخةِ تودُّ كنوزها المجففةِ أنْ تهربَ بعيداً عنْ عمامتها الكبيرة تستلُّ ظلَّ الاساطير المظلمةِ مِنْ مصانعِ الذاكرةِ الشائهة وبينَ يديها المرتجفتين يستيقظُ ُ خوفنا البريء يهيمُ مندهشاً في أزقّتها الخرافية . بحريّةٍ شفّافةٍ تسوقنا كالحملانِ الوديعةِ نتسولُ مشغوفينَ في قواميسها الكثيرة وبالابرِ المختبئة في طيّاتها تواجهُ ( الطنطل )* كلّما ينفخُ في عيوننا الصغيرة رمادَ المدنِ الزانيةِ تنفخُ مِنْ منخريها حروباُ نتموجُ في أتونها نتسابقُ معَ الأيامِ لنحملَ السلاحَ فــ نكبرُ معَ الحزنِ ينضجُ كشعرها المبيّضَ ينهمرُ وجعاً مِنَ العيونِ المفخورةِ بالضباب . ( محملها )* الخشبيّ تحرسهُ ( بنتُ المعيدي )* تكنزُ الزمنَ ألواحهُ المتشققةِ الباهتة تخبيءُ عشقها في خاناتهِ المبتورةِ تتعطرُ بــ القرنفل كلّ ليلةٍ تنهمرُ مراثيها على وطنٍ تناهبتهُ ( الدلّالات والدو.... )* تجمعُ بعضَ ملامحهِ الراعشة شكوكٌ تفركُ عينيها الزرقاوتين الهرمتين تنفقُ الكثيرَ مِنَ البصيرةِ تغرقنا الهاوية ويزدادُ الشقاء وتنكمشُ الينابيع تحتَ قدميها بعدما مرَّ هذا القيظ يحبسُ المطر النحيل نمشي صامتينَ تحتَ عباءتها الكالحة يلفّنا قلقٌ مجهول ...

علـﭻ الميّ المرّ : نوع من العلكة يكون طعمه مرّ .
الطنطل : كائن اسطوري متحول يتلبس في اي شكل إنسان حيوان او جماد يخرج في الليل وكان العرب قديما يخافون منه والاسم ماخوذ من الاساطير السومريه في العراق .
المحمل : خزامة خشبية .
بنتُ المعيدي : منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته ، ظلت تلعب لوحة (بنت المعيدي) دورا جماليا وثقافيا مدهشا في مخيلة العراقيين -



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة انطباعية في نصّ كريم عبدالله من ثقب ابرة يهرب الزمن بق ...
- أولادُ ( المِعْدانْ )*
- على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
- مدنٌ كالحةٌ أحلامها
- صراخٌ أحمرٌ على الصوبين*
- مخاضٌ يبحثُ عنْ أمان ....
- طفولةٌ مهشّمةٌ ممتعضةُ الملامح
- مقدمة لديوان تراتيل في زمن الغربة للشاعر كريم عبدالله بقلم ا ...
- زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ
- الرسالية الادبية في الشعر التجريدي عند الشاعر كريم عبدالله ب ...
- شمسٌ مشرقةٌ على ذكرياتي الغاربة
- ايامكِ النبيلةِ شيّبها إنتظارٌ معتم
- ثلاثية (( الكرّادة .... طالع .... ))
- ( كلكّاتْ )* عراقية خالصة الصورة والصوت
- تحت ركام الصراخ يرهبني وميضُ الفزع
- في ( الكرادةِ )* ترجّلتْ سلالم الموت
- عذابُ المحطاتِ الخجولةِ يدغدغها زعيق الفتاوى
- على مشارفها العذراء . إختفتْ حكمةٌ بآلغة
- أزخرفكِ مبتهجاً في سريرِ قصائدي
- في فحولةِ القمصانِ المؤنّقةِ أرددُ ( ياحريمةْ )*


المزيد.....




- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - عِمامةُ جدّتي السوداء