أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب محمد عيسى - للمخيم رب يحميه














المزيد.....

للمخيم رب يحميه


مصعب محمد عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 03:06
المحور: الادب والفن
    


بعد جيل من الشهداء والمعارك وقف المخيم وحيدا شاهدا على النكبة وعلى المهزلة اما الاولى فهو عنوانها الرئيس حين غدا ايقونة على منابر اعلام العالم باسره وحين اصبح منبرا ليغير تقويم هذه النكبة ويعيد دقات الساعة الى بوصلتها بعد ان دارت دورتها الكونية لتقلب التاريخ راسا على عقب ويصبح الكنعانيون لاجئون بلا وطن ...
نهض المخيم ليكن منبرا شاملا يتدفق بالغضب الثوري والفكري والاجتماعي طوال 46 عاما كانت ازقته تنبض بالدم النازف من قوافل الشهداء على مذبح التحرر والحرية وكان رمزا او ايقونة للفكر المتعدد باتجاه الهدف الاسمى نحو سيدة الارض ....هكذا كان المخيم كيانا مستقلا شامخا كجرمق الجليل وكرمل حيفا وبحر عكا واسوارها يرفض الانكسار ويجدف عكس مزاج العالم معلنا وجوده الى يوم العودة
ولكن بعد المهزلة السياسية التي اثقلت كاهل القضية ومسختها بدويلة مقطعة الاشلاء يسودها نظام امني وكيل لدولة الاحتلال مغدق بالفساد والفلتان والمناصب الوزارية ...ابتعد المخيم عن حسابات ساسة اوسلو واصبح عنصرا غير مرغوب فيه (سياسيا )ولكأن المخيم يبدو بعد اوسلو كقرية خاوية على عروشها تمر ريح العاصفة فيه فتحرك صفيح الخيمة فيبدو المشهد اكثر رعبا واستوحاشا ...من هنا مروا غماما اسودا يلفهم جدار الخيمة المتأكل ..وتسعفهم حميمية ازقته المستعرة حنينا وانتماء ...كلهم مروا ..ولكن اكثرهم مرور الكرام ...
يقف المخيم ناظرا على وتد العودة المشدود في عكاكيز العجزة وتجاعيد الوجوه المشبعة بلون التراب ساعة النكبة
من لي بعد هذه النكسة ...واين انا من هذه الدولة
يصرخ في وجوه قاطنيه معتصرا حسرة مشبعا بآهات الرحيل لاطما بكفيه كموشح كربلائي يندب الرجال الرجال متبركا بقبور من دفنوا على ثراه ....ياغسان ...يا ماجد ..يا خليل ...يا ايها المارون في اجسادنا والساكنون ثنايا الروح هل من شفيع لانكسار خيمتنا ...ولكن لااحد ..لااحد الاك في هذا المدى المفتوح للتفاوض والفلتان ...
هنا كانت بندقية تحيي العلم وهناك قصيدة قيلت يوم الحصار واخرى تحت النار ...وفي الجدار حكايات ليوميات الملصق الثوري يجسد الياذة كنعانية ...
وحيدا كغيمة شاردة لاماطرة ولا تحمل ظلا يكسر شمس الجفاف اليومي الذي يتسلل الى فناء الخيمة ...لم يعد لهذا التكوين صوتا يمثله منذ ان تغيرت قوانين اللعبة بعد ان تبدل اسم الوطني بالتشريعي ...فمن كان منكم محاربا او على جرح فليخرج للريح ولايحزن فهي تتلقفه من زقاق لاخر وليعزف لحن رحيله بصمت لان الضجة تزعج مزاج القائد العام للسلطة
هذا المخيم النكبة ...هذا المخيم الثورة ...هذا المخيم النكسة
وهذا الشاهد الوحيد على المهزلة ...لم يعد يدخل في حسابات المنظمة بعد ان تغير اسم اللاجئين الى المغتربين يالهذه المسخرة ....لم يعد من يمثل الخيمة في برلمان الدولة ...لم يعد للمخيم مايحمي ازقته لافي السياسة ولا في اجتماعات مالية الدولة ....فترى جموع المقاتلين القدامى وكأنهم اشباح ثملة على قارعة الارصفة من لهم الا الشارع وتراشق الغيوم المثقلة بالمطر والانين ...ابتعد المخيم كثيرا بعد اوسلو حتى في الرواية وبين ثنايا الكلمة الا ماندر من اصوات ابناء الخيمة لازال يصرخ حبره بكل مايملك من انين والم وامل ...ان المخيم جسرا كونيا وسورة ازلية من سور التاريخ تشهد على سرمدية الحق ...يصرخ ابناء الخيمة بيراعهم اول الثورة خيمة وأخر الانتصار خيمة ....فلتفعلوا ماشئتم من دويلات ومحاصصة ...فمن لم يكن المخيم دينه وديدنه فلن ينتصر ...خذوا ماشئتم من وزارات وزينوا برلمان الدويلة بأبهى صور القائد الرمز ...فللمخيم رب يحميه ...وللمخيم صوت التاريخ الذي لن يسكت ...سيبقى كأزيز الرصاص يدوي ضجيجا ليذكر العالم بحجم النكبة



#مصعب_محمد_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفلسطيني بين سندان النظام ومطرقة pyd
- المثقف اليساري الفلسطيني من اقصى اليسار الى اقصى اليمين
- اليسار الفلسطيني من الثورة والتحرير الى السلطة والتبرير


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب محمد عيسى - للمخيم رب يحميه