أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح3














المزيد.....

مذكرات رجل ... كان ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


مثل أي فاكهة طازجة يخاف عليها من الضرر الخارجي تم تغليفي وتعبئتي تمهيدا لرحلة التصدير، ها أنا بحلة جديدة مطهراً من كل الدنس ومحنط من كل العوارض التي ستضرب جسدي في رحلة ما ورائها رحلة، العجيب أن الذي يتم تغليفه وحفظه من العوارض سيدس في جورة كل شيء فيها سيكون طعما لها ولسكانها، أول الواصلين كانت كائنات حية لا تعرف شيء عن معنى رحلتي لكنها تشاركني المكان هنا وتشاركني المكان هناك، أنها تقول أنا الوجود الذي أستوعب المكان والزمان كله.
_أسمع يا هذا
_ولكنني لم ولن أسمع أكثر فقد مللت من السماع دون أن يسمعني أحد ...
_إذا جاءك الملكان ......
_كنا مه ملك واحد يأخذ كل شيء غصبا .... فكيف لي بملكين....
_فقل .....
_وهل علىَ أن أخضع هنا للمحاكمة؟ أليس الأحرى أن يحاك صاحب الجحيم الذي لم يدع لنا غير مشهد العذاب وساقنا سوق النعاج للمذبح ,,,,,, سوف أخبر الملكان أنهما في المكان الخطأ والشخص الخطأ سأقنعهما أنني من الذين لا خوف منهم وهم يملكون جوابا، سأدلهم عليكم أيها الجالسون هناك فوق عروش من جماجم وخمرتكم في سهراتكم أرواح معتقة بالحسرة، سيكون حديثي شيقا مه ضيوفي الذين أنتظرهم بكل لهفة، لا شيء عندي سأفقده فقد سرقوا قبل رحلتي حتى أخر أسمائي التي منحني الوجود بعضا منها ومنحت نفسي القسم الأخر، لا شيء معي يمكنهم أن يسلبوه مني أو يجردوني من لا شيء فأنا الأن كل شيء فيه لا شيء حتمي.
سأطلب أول شيء بحصتي من عطاء الرب
هنا يمكنك أن تطالب وتطالب وأنت حر فلا يمكن لأحد أن يجيبك بنعم أولا
الجيران كلهم بخير
لا أحد يشتكي من ظلم
ولا ظالمين هنا يمكنهم ممارسة عهرهم الأناني
الكل صامت حين لا حديث ولا كلام يفهم .................!
إلا لغة الصمت والصامتين الذين ينتظرون أن يروا تلك التهديدات التي أطلقها أحدهم وأنت ما زلت تحدثهم عن أخر مكتشفاتك الوجودية هنا، رأيت أحدهم يبكي بحرارة ويده تمتد لجيب أخيه لتسرق أيضا منديل .... فقط منديل ليمسح فيه تلك الدموع الأسنة..... صرخت في وجه أخيه المسروق ... يا هذا خذ حذرك فقد تم أنتهاك حرمة جيوبك المفتحة على الهواء... الأبله ينظر إلى جسدي المغلف بثوب الرحلة الأبيض ويتأمل نفس هذه اللحظات الحرجة وهو بين يدي دفاني.
من دفاتر ذكريات الذي لم يتمكن أحد من سرقته مني إني في سن العاشرة عشقت سيدة تكبرني بضعف عمري حينما زار وفد من نساء المدينة بيتها مهنئا بالعرس والعريس، كانت كل أحلامي وأمالي وفكري يدور كيف لها أن تكون مع رجل لا أحبه ولا أطيقه، لم يتسنى لي أن أرى الرجل ولكن مشهد العروس وهي في صبيحة يومها الثالث كان يعذبني، من تلك الليلة عرفت أني سأكون فارسا بلا مهر ...... بلا روح من ذلك اليوم زرعت أول بذرة يأس حين سرقوا مني حق الحلم.
صغيرة كالفراشات الجميلة
أحلامي
تتقافز
كالأرانب في حقل واسع
لا أريد لها أن تتحول إلى صقور
فقط أريدها أن تعانق الزهور
وترسم الفرح
على وجوه بريئة
كل صباح أطلقها في رحلة حب
تلتقط من بين الندى والنسيم
روعة الجمال
الغريب هنا في مكاني الذي منح لي مجانا وبدون سند أنك لا تستطيع أن تراقب أحلامك وهي تلعب مع العصافير كل صباح، الحقيقة لم أرى وجه الصباح منذ أن حللت مكرما الظاهر أن المساء هنا طويل وطويل جدا، بالتأكيد ستكون الليالي باردة ومملة وأنت لا يمكنك حتى التنبؤ بمن سيأتيك بصباح جديد، القبور جميلة لو وضعت لها نوافذ نطل منها على عالمك المسكون بالألم .... سأطلب من الملكين إذا حلا بقربي أن يسمحوا لي بإطلالة قصيرة كل يوم على الصباح فقط لأطمئن على بعض ما تركت من أحلام لم أستطع أن أجمعها يوم جاء قرار الرحيل، الأكيد أنها قلقة علي الأن فقد كان خبر رحلتي متسترا عنها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات رجل ... كان ح2
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح2
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح3