|
الفصل الخامس من الرواية: 5
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 21:54
المحور:
الادب والفن
" شيرين "، كانت تعتقد دوماً بأنّ " رفيق " قد وضعَ اسمها مُتسلسلاً في قائمة لغزواته النسائية المُقبلة. إلى ذلك، فإنها كانت تشكّ بكون خطيبته السابقة على علمٍ بهذه القائمة، المُفترضة. " خدّوج "، لم تكن لتشعُر بأدنى غيرة على الرجل طالما أنّ هاته النسوة هنّ بمثابة أرقام عابرة في سريره. إلا أنّ الأمرَ مختلفٌ، ولا غرو، ما لو كان مُتواشجاً بامرأة جميلة ومثيرة من الممكن أن تستأثر بتفكيره حدّ أن يتخلى عن خطيبته. هذه المرأة، لسوء فأل " خدّوج "، لم تكن سوى ابنة خالتها المُقيمة في باريس. إذاك، أنقلبت الأولى إلى انسانة أخرى لم يكد يتعرّف عليها خطيبها خلال فضيحة حفل عقد قرانهما. " أعتقدُ بأنّ خطأي الوحيد في تلك الليلة، تمثّل في إغلاقي سماعة الهاتف. فإنني لم أكن أعلمُ بأنّ الموضوعَ يتعلق بحكاية حَبَلٍ، مزعوم. كنتُ أعتقدُ بكون نجيمة قد أوهمت خدّوج بأنّ طفلتها ليست من صلب زوجها الفرنسيّ الراحل، وإنما نتيجة علافتنا السرية "، قال لها الضيفُ المُقتحم وهوَ يُحملق فيها بعينيه الجائعتين. " شيرين "، لم تزد على التعليق بنبرتها المُتهكّمة: " أكنتَ تعتقد ذلك، حقاً؟ " " أجل. بل إنني كنتُ أظنّ حتئذٍ بكون خطيبتي على علم بعلاقتي السابقة مع نجيمة، خصوصاً وأنّ شقيقتها سمية هيَ من عرّفني على ابنة الخالة هذه " " أعرفُ بأنّ خدّوج في حالٍ سيئة، من ناحية صحتها النفسية. ولكن كان بإمكانك وضع والدتها في الصورة، مُعتمداً على شهادة سمية؟ " " الموضوع هو مصلحة حَسْب، من ناحية سمية. وربما وجدت مؤخراً خطيباً آخر لشقيقتها، يُمكِنُها من خلاله تحقيق مصلحتها بشكل أضمن. لعله فرهاد، فمن يدري؟ ها أنتِذا تضحكين الآن! "، قال جملته الأخيرة بشيءٍ من الضيق. وكانت " شيرين " قد ندّت عنها ضحكة مُقتضبة، تعبيراً عن سخريتها من تعبير " الخطيب الآخر ". فلم تلبث أن زمّت فمها، قائلة بنبرتها المُعتادة: " إنني حزينة طبعاً على وضع صديقتي. وكان باعثاً للضحك، بالنسبة لي، إشارتكَ لموضوع الخطيب الجديد فيما البنت ما تني في بحران الحمّى والهذيان؟ ". وكان هوَ ما يني يُحملق بما تيسّر من جسد مُجادلته، المبذول لعينيه النهمتين. شمسُ الضحى الشاحبة، كانت عندئذٍ تعكسُ بشكل أكثر إثارة، بريقَ مكامن هذه الفتنة المبذولة. مُهتبلاً السانحة المناسبة، التي أتاحتها مفردة " البنت "، أنتقل الرجلُ إلى محاولة السباحة في بحيرة أخرى: " خدّوج لم تكن بنتاً. لقد أعترفت لي بذلك في نفس ليلة عقد القران.. أعني، بعدما كلمتها نجيمة من باريس. كلمتني عندئذٍ خدّوج بأشياء مُشينة، يمنعني خُلقي من إعادة سردها. إلا أنها أشياء لا تبدو غريبة إلا في نظرنا، نحن المشارقة. فعندما يكفّ تفكير الانسان عن الإهتمام إلا بشهوات الجسد، فإنّ روحَهُ تُضحي خاوية! " " وهل هوَ خُلقكَ، المشرقيّ، من حالَ دون أن تبرئني أمام للّا بديعة؟ "، خاطبته " شيرين " هذه المرة بلهجة ازدراء لا لبسَ فيها. لبثَ مُتفكّراً لوهلة، غاضاً من بصره. ثمّ ما عتمَ أن رفعَ رأسه، ليجيبها ببطء: " كلانا أخطأ بحق الآخر، هذا مما لا ريب فيه. فأنتِ بدَورك كنتِ على علم بموضوع عذرية خدّوج، كونكِ صديقتها وحافظة أسرارها.. " " بل إنها غُزلان، مثلما تعرف أنتَ، من كان حافظاً لأسرار خطيبتك. ومثلما أنا أعرفُ تأكيداً، بأنها كانت أقرب إليكَ مني كونها ابنة عم نجيمة! "، قاطعته وقد عادت تكسو فمها ببسمة ساخرة. بدأ " رفيق " يفرك يديه بحيوية، وكأنما نهرُ الحديث كان يقود قاربه إلى الوجهة الصحيحة. وإذا بباب حجرة النوم يُفتح فجأة. أندفع " سيمو " من خلال الباب، وكانت علامات الإضطراب واضحة على وجهه.
*** " لقد فقد كمية كبيرة من دمه، ولا بد من سؤال البوّاب عن طبيب "، خاطبَ المُرافق مخدومتَهُ بنبرة رجاء. نظرة الإمتعاض، المُسددة من لَدُن " شيرين "، كانت على الأغلب بسببٍ لا يمتّ للخبر الأكثر جدّة. على أنها ما عتمت أن عبّرت عن اهتمامها بالخبر، باندفاعها دون تردد إلى حجرة النوم. كان المصابُ مُسجّى على سرير " فرهاد "، وبدا كأنه تحوّل إلى شبح؛ بجلدٍ مزرقّ ينضحُ عرَقاً، وعينين غائرتيّ المحجرين. أمسكت " شيرين " بيد الشاب النحيلة، وقد دهمها شعورٌ بالشفقة والرثاء. لعلها تذكّرت لحظات أحتضار زوج أمّها، حينما سقطت بضع عبرات من عينيه على يدها. وهوذا " غني " يشدّ على كفها، قبل أن يرفعه بغتة فيقبله: " أنتِ ملاك، ولا شك، شكلاً وروحاً "، غمغمَ بصوتٍ ضعيف. ثمّ أضافَ وهوَ يلهث من شدّة الحمّى: " إلا أنّ الملائكة في هذه المدينة يهجرنها إلى السماء، أو يَغُصْنَ في غيليز مع البغايا. وبعضهن يلزمن منازلَهن، لكي يضفين الإحترامَ على الأزواج القوّادين. وفي النتيجة، فإنّ الله نفسه لن يتعرّف على الواحدة منهن سواءً كشكل أو روح! ". بدَوره، غمغمَ " سيمو " بصوتٍ مُرتعش: " إنه يهذي.. بسبب ارتفاع حرارته ". عند ذلك، أرجعَ ابنُ الأخت رأسه إلى الوسادة ليتمكّن من التمعّن في سحنة الخال: " لطالما أعتبرتَ كلامي مجرّدَ هذيان، وكانت صحتي ممتازة؟ "، نطقها مُكشّراً عن ابتسامة ضافرت في تشويه وجهه. ثمّ انقلب وجه الفتى إلى علامة أخرى، بعدما أنتبه لوجود " رفيق " على مقربة من باب الحجرة. فخاطبه عندئذٍ بصوتٍ حاد: " أأنتَ هنا، يا خطيب؟ ". وأطلق على الأثر هأهأة هازئة، قبل أن يُضيف: " يا خطيب خالتي، السابق! لا يظهر عليك الغمّ، كما يجدر بشخصٍ فقدَ شيئاً غالياً. فإنك، والحالة كذلك، قد أهتديتَ إلى جسد جديد كي تلوّث طهارته بقذارتك! ". المفردة الأخيرة، بصقها الفتى المحموم بصقاً. ولكنه عادَ لضحكته المسمومة، فيما كان لا يزال يتطلّع إلى الآخر: " الطهارة، هه؟ وأمي كانت تقول عن تلك الطاهرة، أنها أشنعُ عاهرة رأتها عين! "، قال ذلك ثمّ أرتخى وهدأ. " واضحٌ أنه يهذي.. "، عقّبَ الضيفُ الثقيل وقد عاد يفرك يديه بحيوية. إلا أنّ الواضح، من ناحية " شيرين "، هو كون ضيفها يُظهر شماتته بخصوص أخلاق خطيبته السابقة وبشهادة موثوقة. بدا أنّ " سيمو " كان يُشاركها النظرة ذاتها، بما لوحظ من انزعاج على ملامحه. فلم يكن بلا طائل، أن يعمد إلى إبعاد " رفيق " من الحجرة بطريقة أقرب إلى الفظاظة: " لندعَهُ في حاله، ولنحاول الإهتداءَ إلى طبيبٍ ما في العمارة ". أما " شيرين "، فإنها شاءت أن تبقى بالقرب من الفتى: " سأنتظرُ هنا ريثما يفيق، لكي أعطيه حبّة ضد الإلتهاب ". رائحة المريض الكريهة، عرَقه وجرحه، جعلت فتاتنا تتجه إلى النافذة فتفتح ضلفتيها. إذاك، أرسلت طرفها إلى الخارج مُنتفسة هواءَ فاتح الشتاء، اللاسع نوعاً. في ذلك الأصيل، كان الشارعُ ملفوفاً بالضباب والغموض وكأنما بفعل لمسة ساحرٍ، فيما الريحُ الباردة تكنّس أيّ ملمحٍ من أمل. على غرّة، تذكّرت بيتاً شعرياً من " الكوميديا الإلهية " لدانتي؛ بيتاً، كان منقوشاً على مدخل الجحيم: " أيها الداخل، تخلَّ عن الأمل! ". إنها كانت تأملُ بجعل هذا البيت الشعريّ عنواناً لسيرتها الروائية، التي كانت قد توقّفت عن كتابتها مذ بدء عملها لدى " مسيو غوستاف ".
*** الواقع، كان ينقاد لهذه الفتاة، المُعرّفة بصفة " العرّافة "، بنفس سهولة لمسة الساحر. فما أن نطقت اسمَ مخدومها في سرّها، إلا وباب الشقة ينفتحُ على حضوره. " سيمو " والضيف الثقيل، كانا يهمّان بالخروج كلاً إلى مشاغله، حين صدور عزف جرس الباب. مَرَقَ الرجلُ بطوله الفارع، مُطلقاً بعض الشتائم السوقية بالمحكية المحلية. وكان ما يزال في سورة غضبه غير المفهوم باعثها، لما خرجت إليه " شيرين ". نظرت مدهوشة إلى باقة وردٍ جوريّ أحمر، كانت بيده. ثم أتبعت ذلك بتأمّل حلّته، المتأنقة بسترة فراك رمادية مع قبعة مائلة الحواف من نفس اللون. بيْدَ أنها أنتظرت خروجَ الرجلين الآخرين من الشقة، قبل أن تخاطب مخدومها بالفرنسية: " أنتَ الشخص الثالث، المُقتحم مسكني اليومَ بدون سابق إنذار " " وأعتقدُ أن ثلاثتهم مستعدون للمبارزة حتى الموت، من أجل أن يظفر أحدهم بقلبك! "، ردّ عليها بنبرته الجديّة المُتعالية. جوابه أثار ضحكتها، كونه أول بادرة مرح مذ أشراقة هذا اليوم الوبيل. دَعَته للجلوس في شيءٍ من الحرج، بما أنّ الأثاث المُستعمل لم يكن لائقاً بمقامه. فلما أقتعدَ على الأريكة، سألها عن زهرية ما لوضع الورود فيها. فقالت له مُتبسّمة: " وإذاً، فإنّ الورود هيَ لي وليست لسوسن خانم؟ " " طبعاً، وأنا كنتُ قلقاً على وضعكِ بعدما سمعتُ في الأخبار بأن الغوغاء هاجموا حيّ غيليز. وعلى أيّ حال، فجيّد أنكِ لم تنسي دعوة حفل عيد الميلاد في هذه الأجواء اللعينة "، أجابها وهوَ يضع وروده على الطاولة الواطئة، المتوسّطة أرائك الصالة الثلاث. بعودتها من المطبخ، محمّلة بإناء زجاجي كبديل عن الزهرية المفقودة، فإنّ " مسيو غوستاف " أستفهمَ منها عن الشخص الثالث، المُفترض أنه أقتحم الشقّة. عند ذلك حَسْب، جاءتها فكرة الاستعانة بمخدومها لنقل الفتى الجريح إلى فيلا جدّه: " إنه راقدٌ في حجرة نوم شقيقي، مُصابٌ بجرحٍ بليغ في أعلى رجله ولا سبيل لنا إلى طبيب "، قالت له فيما كانت تفتح بابَ تلك الحجرة. على الأثر، وباقتضاب شديد، حدّثت المسيو عن ظروف حضور " غني " إلى الشقة. ثم أختتمت كلامها بأن نظرت مباشرةً في عينيه: " أعتقدُ أنّ المصابَ يحتاج لمساعدتك، كي يتمكّن من مواصلة الحياة ". تمّ نقل المصاب إلى سيارة الرانج روفر بمعونة البوّاب، فيما تعهّد هذا الأخير بحراسة سيارة المسيو الصغيرة، الرياضية. الطريق من أمام العمارة، الكائنة في قلب حيّ غيليز، عليه كان أن يمرّ بمعظم شارع محمد الخامس وصولاً إلى فيلا الأسرة عند مدخل المدينة القديمة. عادةً، كان الأمرُ بالنسبة للمُرافق يحتاج لدقائق خمس. لولا أنّ الطريقَ، في مساء هذا اليوم الحافل، كان مقطوعاً بعدة حواجز للأمن والجيش. ولكن " مسيو غوستاف "، لحُسن الحظ، كان شخصية مهمة ومعروفة من قبل الكثير من الضباط. كلّ الشوارع الفرعية، المتوغلة فيها السيارة، كانت شبه خالية من البشر. في المقابل، فإنّ الكثير من المحلات الراقية، المُضاءة بمصابيح الدروب، بدت محطّمة الواجهات وبعضها متناثر محتوياته إلى الخارج. المسيو، كان في الأثناء يعطي أوامره للسائق بنبرة حادّة تفصحُ عن مقدار هواجسه. ولم يعُد الرجل إلى حالته المرحة، المألوفة، إلا بُعيدَ إيصال الفتى المصاب إلى منزل جدّه: " لقد عبرنا بنجاح دربَ الحزن، وعلينا الآن العبور إلى درب الفرح. سحقاً لها مراكش، المُكناة بمدينة البهجة! "، خاطب سكرتيرته وكانت قد قبّلته تواً في وجنته تعبيراً عن الإمتنان.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل الخامس من الرواية: 4
-
الفصل الخامس من الرواية: 3
-
الفصل الخامس من الرواية: 2
-
تخلَّ عن الأمل: الفصل الخامس
-
سيرَة أُخرى 39
-
الفصل الرابع من الرواية: 7
-
الفصل الرابع من الرواية: 6
-
الفصل الرابع من الرواية: 5
-
الفصل الرابع من الرواية: 4
-
الفصل الرابع من الرواية: 3
-
الفصل الرابع من الرواية: 2
-
تخلَّ عن الأمل: الفصل الرابع
-
سيرَة أُخرى 38
-
الفصل الثالث من الرواية: 7
-
الفصل الثالث من الرواية: 6
-
الفصل الثالث من الرواية: 5
-
الفصل الثالث من الرواية: 4
-
الفصل الثالث من الرواية: 3
-
الفصل الثالث من الرواية: 2
-
تخلَّ عن الأمل: الفصل الثالث
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|