رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 01:18
المحور:
الادب والفن
السرد الفارغ الشكل العادي
في رواية
"دنيانا... مهرجان الأيام والليالي"
دلال خليفة
أي العمل الأدبي عليه أن يقدم شيء جديد للمتلقي، إن كان على صعيد الشكل الفني للعمل أم على مستوى المضمون/الفكرة، وليس من المفيد للكاتب أو للمتلقي أن يقرأ عشرات الصفحات بدون استمتاع أو وجود فكرة إنسانية، فهنا تكون الكتابة مجرد تسلية للكاتب ليس أكثر، وعبء على المتلقي الذي سيذهب وقته بدون فائدة أو استمتاع.
رواية "دنيانا ... مهرجان الأيام والليالي" تمثل هذا النوع من الكتابة، الكتابة الفارغة من الفكرة/المضمون الجيد والتي تفتقد للشكل الفني واللغة الأدبية التي تمتع القارئ، فهي تتحدث عن الحياة في دولة قطر، وكيف يفكر/يتعامل المواطن القطري مع الحياة، فهو شخص حاصل على كل ما يريد من الحياة، ولا يوجد لدية أي عموم سوى الحديث عن الأكل والشراب ومجرى الحياة العادية، "مريم هند! وين عشاكم؟ ذبحتونا من الجوع.
... ويستنشق الجو المشبع برائحة الشواء ثم يلتفت إلى ماريا:
انتي اليوم شاطرة يا ماريا، شغلك تمام" ص48و49، بهذا السرد الذي يتناول تفاصيل المملة يتحدث السارد عن الحياة في المجتمع القطري والذي لا يحمل من الهموم أو الطموح أي شيء، فكل ما هناك حياة ورفاهية وترف، تفتقد لأي حدث أو فعل يحفز الأنسان على فعل ما هو جديد أو غير مألوف.
ونجد فكرة سطحية ساذجة تمثل طريقة التفكير عند هذه الفئة التي تجد نفسها فوق الآخرين، "مايد، أنت تدري أن أحنا القطريين كفئة بشرية أندر من هذه الطيور والثعابين والدببة التي تواجه خطر الانقراض، شوف كم عددنا بين سكان العالم، أحنا بحاجة للاهتمام ببناء نفسنا وبلدنا وحفظ تراثنا وشخصيتنا الخاصة كفئة بشرية قبل ما نفكر في الضفدع السام والحية أم جرس.
أطرق ماجد مفكرا ثم قال:
أطن أن كلامك صحيح" ص76و77، اعتقد بأن هذا الحوار وهذا السرد ينفر المتلقي الذي يذهب وقته سدى في قراءة مثل هذا الشكل من الكتابة الفارغة، ولتي تستفز القارئ سلبا لكي يترك مثل هذا النوع من الكتابة، فهي ترهقه وتستنزف وقته.
ما دفعني إلى اتناول هذه (الرواية) هو ضرورة أن يكون الكاتب، أي كاتب، يحمل نصه مضمون/فكرة ما، أو يقدم لنا شكل/لغة/ تقنعنا ونستمتع بها، لكن أن يكتب أي كلام، حتى لو كان مطابق بمواصفات الرواية أو القصة أو القصيدة أو النثر ثم يقول: "هذا عمل أدبي" فهذا خطأ، والصواب أن يقال عنه عمل كتابة، لأنها كتابة مجردة، لا تقدم فكرة إنسانية أو تمنح القارئ فرصة التمتع والتأمل في يتناوله من هذه الكتابة.
وما يحسب على (الرواية) أنها مطبوعة على ورق يعكس الضوء مما يرهق المتلقي ويجعله يبتعد عن الضوء المباشر، وهذا بحد ذاته خطأ من الكاتبة التي لم تراعي ظروف القارئ، وكأنها باستخدام ورق خاص تريد أن ترفع من قيمة كتابتها، لكنها أخفقت أيضا بختيار نوع الورق كما أخطأت في اختيار الموضوع والشكل وللغة، الرواية من منشورات المجلس الوطني للثقافة الفنون والتراث، الدوحة، قطر، الطبعة الأولى 2000.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟