فارس حميد أمانة
الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 18:33
المحور:
الادب والفن
هدى جرجيس سعيد .. تلك المسيحية "الكافرة"!
هدى جرجيس سعيد .. تلك السيدة المسيحية الراقية كانت زميلة دراستي في كلية الهندسة في الموصل منتصف السبعينيات وقد سبق وان كتبت عنها مقالا سابقا عنوانه "هدى جرجيس سعيد .. أيقونة المحبة" ( تجد رابط المقال في النهاية) نشرته على موقع "الحوار المتمدن" أتحدث فيه عن ذكريات الدراسة وعن مواقف مرت بنا مشيدا بتلك السيدة وأبرر إصراري لفترة طويلة استغرقت عدة أشهر في تقصي أثرها بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينتها ومسقط رأسها الموصل لتفر خالية الوفاض إلى برطلة التي يهاجمها التنظيم الإرهابي بعد ذلك بشهر لتفر مرة أخرى إلى أربيل ثم فقدت الاتصال بها .. طلبت من زميل مشترك فر أيضا إلى أربيل تقصي أثرها ليجدها بعد حين في إحدى الكنائس باكية العينين في حفل تأبين أخيها الأصغر الذي توفي ودفن في استراليا دون أن تراه ..
دأبت على الاتصال بها بين حين وآخر فقط لتطمئن أنها ليست وحدها وهي التي فقدت زوجها وهاجرت كل عائلتها لتبقى وحيدة مع ابن وابنة بل إننا زملاؤها وأصدقاؤها كلنا معها .. ما يدهشني في هذه السيدة عندما أتحدث هاتفيا معها أنا وزوجتي حول التنظيم الإرهابي تعيد على مسامعي نفس عباراتها بأن علينا تقبل ما يكتبه لنا الله وان علينا أن ندعو ربنا ليهدي هؤلاء الإرهابيين فهم مغيبون وتحت تأثير فقدان العقول .. أكرر عليها أن مسيحيي نينوى هم سكان الأرض الأصليين قبل غيرهم وان من سخرية القدر أن يأتي رجال ومنهم من أتى من خارج الحدود ليطردوا سكان نينوى الأصليين فتطلب مني بهدوء أن أستمر بالدعاء إلى الله لهم بالهداية والمغفرة ..
هذه السيدة المسيحية "الكافرة" بنظر بعض مرضى النفوس تطلب لداعش المغفرة والهداية؟ تدهشينني يا هدى .. تدهشينني جدا .. قبل بضعة أيام اتصلت بها لتسرني بأنها تنتظر عودة ابنها من أوكرانيا بعد بضعة أيام بعد إن أنهى دراسة الطب لتحزم حقائبها من جديد لكن صوب استراليا هذه المرة ! كم ستكون خسارتنا كبيرة إذ فشلنا في الاحتفاظ بمسيحيي بلدنا كما فشلنا في حمايتهم !
آه يا وطني .. كم توجعني !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=496197
#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟