أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - قافلتكم تسير ونحن نعوي














المزيد.....

قافلتكم تسير ونحن نعوي


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 12:36
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عطا مناع

كنا أيام الشباب نتلقف ما تيسر لنا من ثقافة باهتمام شديد بالرغم من بذل الجهود المضنية لتفسير بعض المصطلحات، لكننا وبالمجمل كنا نوازن بين النظرية والممارسة وذلك يعود لسبب واحد وحيد يتمثل في البعد المجتمعي المنسجم.

وحتي يكون للمفردات قيمه كان للفقر دور أساسي في بناء شخصية الفرد في مجتمعنا الصغير، وبتفسير أدق، كان مجتمعنا الصغير مسحوقاً ومنسجم طبقياً وكانت سيارة الدجاج العتاقي" الدجاج البياض الذي يتجاوز عمره السنتين" إذا دخلت مجتمعنا الصغير يعني أن كل المخيم تناول الدجاج العتاقي، وهذا ينسحب على الملوخية والسمك الرديء الذي يأتينا من غزه.

كانت شوارعنا محفره، وقاماتنا ترتفع عن بيوتنا المتواضعه، وكانت قنوات المياه العادمة مكشوفة، وكنا نأكل لنعيش. بالمجمل كان أن جد الجد نقف في وجه الدخلاء وقفة رجل واحد وكأننا بذلك ندافع عن جنسنا.

كنا كذلك، نناقش الكمبرادور على سبيل المثال من الناحية النظرية، وكنا نتناول النرجسيين باستخفاف شديد، وكان بعضنا يردد مقولة جيفارا اعرف رفاقي من رائحتهم الوسخه، كان هذا حالنا لأننا كنا شريحة مهمشه ومستهدفه وكانا مبسوطين أننا حطب لتحقيق أحلام الجماعه.

كنا في الأعمال التطوعية التي نفتقدها ألان نردد يا راية العمال والفلاح فلتخفقي في موطن الجراح، وكانت تلك الأهازيج بلسم يداوي فقرنا وجوعنا، وكنا نتسابق على ترميم شوارع المخيم حتى تصبح صالحه للاستخدام المدني، وكان العمل التطوعي جزء أصيل من ثقافتنا التي فرضت على المتطوع أن يأتي بساندويشه ومعول لتكتمل ألصوره.

ألصوره لم تكن مكتملة تماماً آنذاك فلا بد الخروج عن النص حيث صديقي صاحب الحذاء الأبيض الذي كان يحتقر العمل الجماعي غير أن قافلتنا كانت تمشي باعتداد للنهوض بمجتمعنا الصغير الذي كنا نعتبره أيقونتا المقدس.

كنا صاحب الحذاء الأبيض يمثل حفنه من الذين يدعون التروتسكيه وأكاد ادعي أن تلك الحفنه الصغيره كانت غارقه في نرجسيتها مما دفع أصحاب المجتمع الصغبر إشاحة الوجه عنها سراً واحتضانها علنا لتتوسع ولتجتاح مجتمعنا بعد عقود من الزمن.

استحضر تلك المرحله التي يفتقدها الكثير من " الهبل" بالنسبة للثقافة التي تسود مجتمعنا الذي لم يعد صغيراً، وأفكر كيف نسفنا القيم التي كافحنا لأجلها لتحل محلها ثقافة وسخه ضربت جذورنا وقيمنا وأحلامنا، فالعمل التطوعي اندثر ليحل محله العمل المأجور" البكت مني" لكن شوارعنا بقيت على حالها تجوبها الشقراوات تلتقط الصور لأطفالنا وبالتحديد الفقراء منهم.

أفكر أحيانا بأهمية الحديث عن الجميل في عالمنا الصغير، ما قيمة ذلك سوى أنني وآخرون نمارس لغة العواء ولسان الحال قافلتهم تسير ونحن نعوي، ولكن أليس للعواء فوائد؟؟؟ نعم، لا بأس من المحافظة على لغة العواء في ظل أن صاحب الحذاء الأبيض تكاثر لمئات الأحذية التي احتلت مجتمعنا الصغير باسم الواقعية الكذابة، سنتمسك بعوائنا إلى أن تستقيم الأمور ولو بعد حين، وسيعلو عوائنا مبشراً الناس بالانبعاث الأكيد للذين ضخوا الدماء في عمود الخيمة التي ستكتسي باللحم.
مخطئ من يعتقد أن العواء لا يفيد، انه يمشي بعكس التيار، انظروا كيف يعلو العواء في وطننا، دققوا وشاهدوا التفاعلات المناهضة لأصحاب الكنادر البيضاء الذي سطوا على مجتمعنا الصغير ولكن إلى حين.

ملاحظه: لا اكتب لأصحاب الأحذية البيضاء الذين توحدوا مع أحذيتهم ليصعب التفريق بينهما، اكتب لمن يعشق لغة العواء التي ستعلو وستعلو لتتحول إلى ضجيج يقض مضاجعهم لتظهر تباشر عالمنا الصغير من جديد، عالمنا الذي لا ينهض بالدولارات الوسخه وشيوخ التطبيع.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجه نعمه والانتخابات
- قال لي : العصيان هو الحل
- احذروا: الفاشيون قادمون
- كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
- لا أخافك يا الله
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
- كنفانيون في عين العاصفه (2)
- كنفانيون في عين العاصفه (1)
- في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
- ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه
- لروح امجد فرج: انتفاضه لكي الوعي
- اضراب عن الطعام: يا وحدنا
- هل اعتقلوا زعيم البلاد
- ليله في أحضان شقراء
- درجة الحراره في المقاطعه صفر
- كمن تبول في سرواله
- لبن بلدي


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - قافلتكم تسير ونحن نعوي