صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:21
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عدتهم طالبة إنصافي مما حل بي ، سنين طوال وأنا اتجرع الهم ، وأتذوق المرارة صابرة ، مؤمنة ان الغد لابد آت ، وان جراح آلاف من الضحايا لابد لها ان تلتئم ، وان نزيف الدم المراق يجب ان يتوقف ، وان النضال المتواصل والمستمر ، عليه ان يؤتي أكله ، وان المقابر المنتشرة في طول البلاد وعرضها عليها ان تهدأ لان القاطنين فيها قد وجدوا من يلم جراحهم ، ويسكت المهم ، ويأخذ بثأرهم ، ويجمع عظامهم ، المتناثرة من المقابر المتفرقة ، المعروفة والتي اكتشف أمرها ، او التي ما زالت لم تعرف بعد ، وما فتيء الأحباب يتساءلون بإصرار ، أين أحبابنا المغيبون ؟ وأنا في هذا الهم يممت وجهي شطر من قال انه سيمنحني حقوقي بعد ضياع طويل ، ويمكنني من نوال بغيتي بعد ان طال صبري ، وكاد اليأس ان يستبد بي لولا عزة قد منحني اياها طول اجتهادي ومواصلة جهودي وتمسكي بعناد يصفه الكثيرون انه قلة أدب وتعنت ، طرقت الأبواب ، الواحد تلو الآخر سائلة عن حقي ، باحتساب سنين خدمتي لأغراض التقاعد بعد عمر طويل أنهكتني السنون فيه ، ولم تمكني من شيء ، وبقيت ابحث وأنا اتمسك ببعض التفاؤل الذي سلبته من الزمن أيام قهري وفاقتي
سألوني مرارا ، ولماذا هربت ؟ ولماذا تخليت عنا ونحن اهلك وقومك ؟ ونحن في أمس الحاجة الى وقوف أبنائنا بجانبنا ونحن نمر بسنين عجاف لم يرحمنا فيه الصديق ولا العدو ، ثم سألوني سؤالا عجزت عن تقديم الأدلة على أجوبتي عنه ،
وكيف تثبتي انك قد تضررت وانه قد أسيء إليك ؟ حقا كيف أثبت ان عمري قد ذهب هدرا ، وان شبابي ولى وهو يمني النفس بالهروب الى مكان يتمتع به الإنسان بمتع الشباب ، وبقيت حيرى ، أساءل نفسي كيف أرد على القوم ؟ وإذا بامرأة نحيفة ، قد استبد بها المرض ، واستولت عليها علائم الضنك والعوز تأتي طالبة ان تعطى حقوقها قائلة إنها سمعت إنهم يكرمون من فقدت ابنها عبثا وعدوانا ، وحين انتهت من رواية قصتها بادرها احدهم يقول : كيف تثبتين ان ابنك قد مات غدرا ؟ وما هو دليلك ؟ وهل تملكين كتابا يذكر فيه اسم ابنك صراحة ؟ أجابت المرأة كيف اثبت وأنا قد وجدت بعض عظامه في قبر واحد ، واريد ان ابحث عن عظامه الأخرى في القبور المتبقيات ؟ خرجت المرأة وهي تكاد تسقط من شدة ضعفها وهزالها ، وخرجت بعدها وانا ابعد نفسي عن المطالبة بحقوق لدى أناس يطلبون ان تحضر الأم عظام ابنها وان تثبت أن العظام لابنها هي وليست عظام ولد لامرأة أخرى ؟
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟