سامي الاجرب
الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 12:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دهاء أوباما وإنزلاق أردوغان
بقلم :- سامي الاجرب
هل ستخرج يوما في تركيا المظاهرات الحاشده الكاسحه تطالب إرحل أردوغان ..؟ً!
= تورطت أمريكا بزمن بوش الأبن بحرب العراق , وتعتقد قادة أمريكا أن تلك الحرب نزهةٍ وإستعراض قوةٍ وإعادة هيبة الجيش الأمريكي بعد هزيمته بحرب فيتنام القاسيه , وسحل جندهم بالصومال , ومقتلة جندهم بلبنان , ونزهة كما حدث ذلك بحربها في أفغانستان المسرحيه الهزليه , أما في العراق كان المشهد مختلف تماما , إذ واجهت أمريكا الشعب العراقي المتمرس على مقارعة ومصارعة قوى الإستعمار وما حدث بمعركة الكوت جنوب العراق أعطى شعب العراق معنويات أزليه , كما خرج من جنوب العراق قادة بابل العظام , كما خرج من جنوب العراق أول ثوره شعبيه من بدأ البشريه وهي ثورة العبيد , كما أنه شعب مقاتل وعنيد وصنديد وذو عزم إصرار لا يلين بمحاربة الغزاة الطامعين , هو شعب لا يقبل الخضوع والركوع والإذلال , وهو العراق أي صخرة العرب العصماء .
في العراق بدأ العراك , فأخذت القوات الأمريكيه تواجه الهجمات من قوى الشعب العراقي الحي وعلى رأسهم القوى الثوريه الشيعيه , هذا يجب أن يخلد تاريخيا عراقيا وعربيا وإسلاميا وبأمانة ودقه , حتى إن لم يعجب هذا أحد من حلفاء أمريكا , فهذا حق والحق لا يعلو عليه , حتى إجبرت القوات الأمريكيه على الهروب من الورطه العراقيه تجر خلفها أذيل الخيبه والإنكسار , وكان هذا الخروج تحت إدعاء الإنسحاب من العراق بعد أن أنهت مهمتها عراقيا . وكنت المكائد فيما بعد .
وإذ تركت خلفها وكلاءها من قوى الإرهاب المتمثله في القاعده التي صنعتها بحرب أفغانستان بوجه السوفيت الملاحده , للملاحظه الدقيقه , أن هذه القاعده التي تقنعت بقناع الإسلام والجهاد عندما دخلت القوات الأمريكيه أفغانستان لم نسمعهم يصرخون حيا على الجهاد بوجه الامريكان الملاحده , بل أصابهم الخرس والصمم والعمى ولسعتهم ذبابة النوم فراحوا بنوم عميق , إلى أن جاءت أمريكا للعراق وهنا قامت بإحياء القاعده في العراق ليكونوا وكلاءها وجندها ومرتزقتها في حروب الوكاله من الباطن , وأمريكا الرأسماليه تدرك أن المال يشتري الرجال منعدمي الأخلاق والوفاء والولاء لأوطنهم وعقيدتهم وإنسانيتهم .
ثم كي لا تتهم أمريكا في الوقوف والإسناد والداعم للقاعده الإرهابيه كما يصنفونها كتقيه وتخفي , في العراق تم إستبدال إسمها وعنوانها من القاعده , إلى الدوله الإسلاميه في العراق والشام , أي داعش , ومازالت أمريكا تحركهم كما الدمى وتستغلهم بكل جشع إستعماري , لتحقيق غاياتها وأهدافها وسياساتها ومصالحها , وأن تبقى المهيمنه على العرب وثرواتهم لأطول زمن ممكن , وهكذا تنقل أمريكا الورطه الأمريكيه من رقبتها أو عنقها لعنق وكلاءها , بعد أن تبين لأوباما أن وكلاءها يستغلون أمريكا لحمايتهم ولمصالحهم , هنا راح أوباما يقلب الصوره , ولسان حاله يردد لن أورط أمريكا لأجل الغير , بل سنورط الغير لأجل مصالحنا وأهدافنا , وعلى الحلفاء أن يدفعوا من مالهم ودماءهم لحماية المصالح الأمريكيه الإستعماريه . وكانت الورطه الإسرائيليه أولا .
= الورطه الإسرائيليه , ثم قامت أمريكا بتحريك أدواتها من الدول وكانت إسرائيل , فكان عليها شن حرب على حزب الله اللبناني , كما قالها كلارك ويسلي أحد كبار الإستخبارات الأمريكيه , إذ قال , نحن صنعنا داعش عام 1995 لقتال حزب الله , كما أعلنت هيلاري كلينتون أن هؤلاء أي القاعده وداعش نحن من أوجدهم لنقاتل حزب الله وندمر سوريا لأجل إسرائيل , طبعا من يقاتل حزب الله تلقائيا يقاتل حلفاءه السوري والإيراني , وكانت حرب 2006 حيث ورطت وزيرة الخارجيه الأمريكيه , كوندليزا رايس إسرائيل بحرب 33 يوم , وهي ترفض وقف إطلاق النار وإن بطلب أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي , وهي تقول هذه الحرب مخاض لولادة شرق أوسط جديد , وهذه الحرب حرب الفوضى الخلاقه , أي خلاقه لواقع جديد مريح للإستعمار الأمريكي حيث تنتج مكونات شبه دول هزيله ضعيفه متهالكه منهكه , لا تقف أمام أمريكا وحلفاءها عبيدها وأهمهم إسرائيل , لكن إسرائيل بعين أمريكا هُزمة وجلدة من حزب الله سياسيا وعسكريا ومعنويا وواقعيا ونفسيا , وهذا ما كانت تريده أمريكا أوباما , كي تُخضع إسرائيل وتُكسر شوكتها وشوكة اللوبي الصهيوني داخل أمريكا , وهكذا كان حيث بات هناك عدم ثقه وإطمئنان بين أوباما ونتنياهو ولغاية اليوم وكلاهما يكره الآخر .
= ثم جاء الربيع العربي والعبري , وتم توريط أهم حلفاء أمريكا من الدول العربيه , وهي السعوديه , وقطر , وتركيا , وكل هذا لتحقيق السياسات الأمريكيه الأوباميه التي تتصف في الأمن الناعم , أي إدارة حروب الوكلاء دون التدخل في الحرب مباشره , بل ترك الوكلاء يقاتلون لينتصرون أو يهزمون , وقد قالها أوباما لن نحارب بالوكالة عن أحد , أي حاربوا أنتم أيها الحلفاء ونحن نقطف ثمار دماءكم , كما حاربنا بالنيابة عنكم وكنتم تقطفون ثمار دماء الجندي الأمريكي , وتقولون نأتي بالحمر لحمايتنا الحمر أي الأمريكان , الآن أحموا أنفسكم ونحن نجني ثماركم ولن ولم نعد لكم المطيه حتى أن دونالد ترامب قالها بصراحة السعوديه و دول الخليج يجب أن يدفعوا ثمن حمايتنا لهم , والبقره التي لا تحلب نقتلها , وهكذا يكشف ترامب خفايا سياسة أوباما وقصة الأمن الناعم .
وإندفع حلفاء أمريكا الثلوث الإسلامي السياسي السعودي التركي والقطري بحرب سوريا الأسد , من ست سنوات وهم بحرب دمار وخراب لسوريا على أمل إثبات شيء واحد , ليس إسقاط الأسد , وإن كان سقوطه ورحيله هو عنوان لما يريدون ظاهريا , بل إثبات ماذا إذن , هو [ الإثبات لأمريكا أوباما أنهم يحاربون ويستطيعون الإنتصار بدون أمريكا ], والكل يذكر التحالفات التي نادت بها السعوديه , ومن أشهرها رعد الشمال , كل هذا الإثبات لأمريكا أن السعوديه تستطيع أن تتسيد الإقليم , وتثبت أنها قائدة العرب والمسلمين , لهذا تسكت أمريكا عن وحشية الحرب بسوريا واليمن وتقوم بالتغطيه على حلفاءها سياسيا وفي مجلس الأمن وإعلاميا دون التدخل عسكريا المباشر , ولسان حال أمريكا دعونا نرى إلى أين أنتم .
وقد جاء حلفاء أمريكا الثلاثي السعوديه وقطر وتركيا , بكل أدواتهم القتاليه الجهاديه الإسلاميه من الوهابيه والسلفيه والإخوانيه والقاعده وداعش والنصره تحت هذه العناوين , إحتشدوا وحاربوا أسد سوريا وجاءت أيضا وتلقائيا حلفاء الأسد لعونه ونصرته إن كانت إيران وحزب الله وروسيا وغدا الصين حيث تحولت الحرب بسوريا من الأدوات إلى حرب بين الوكلاء الإقليميين بوضوح , وأمريكا أوباما في غاية السعاده أن حلفاءها الذين كانوا يستغلونها , اليوم أمريكا أوباما تستغلهم حتى الرمق الأخير , وتستنزف مالهم وعيالهم وتشوه وتلوث سمعتهم أمام شعوبهم وعربيا وإسلاميا , وتحرقهم ليكسر أوباما شوكتهم كما كسر شوكة إسرائيل , وإنتقاما لهم بكسر شوكة أمريكا بالعراق , ولو نظرنا لإسرائيل اليوم فهي لا تجرؤ على الخوض بغمار الحرب فعليا بسوريا , وإن كانت بين الفينة والفينه تتحرش تحرش الخائف المرتعد كي لا تسقط في الورطه مجددا , وترسل رسائل نحن هنا في الملعب إحسبوا حسابنا بسندويشه , من مكاسب سوريا الجولان يكن لنا للأبد .
= الورطه السعوديه , هنا عندما طالت حرب الأسد في سوريا , وكانوا يعتقدون الحلف الثلاثي السعودي القطري التركي , ومجاهدي الناتو ونتنياهو , أن الأسد لن يصمد إلا شهر شهرين أشهر ويرحل أو يقتل , فباتت سنوات , هنا راح أوباما قبل أن تنتهي الفتره الرئاسيه له راح يورط السعوديه باليمن , ومن واشنطن يعلن وزير خارجية السعوديه عادل الجبير الحرب على الحوثيين والجيش اليمني وعلى علي صالح الرجل ذو النفوذ الواسع باليمن , دون أن يدرك أنه أكل الطعم بأريحية , فهبت عاصفة الحزم لتعصف في اليمن وتدمر وتقتل وتحرق وتبيد بوحشية عمياء الحجر والشجر والبشر حيث تستند هذه العاصفة على دعم أمريكا أوباما , ومجلس الأمن , ورغبة السعوديه أن تحقق إنتصار لتثبت لأمريكا أنها قادره على الحرب والإنتصار , وأحقيتها أن تكون شرطي العرب من المغرب حتى الخليج بعد تعيين أوباما ومباركته , وها هي تتعثر وتهزم بالمعنى الواقعي للهزيمه , عام ونصف والسعودية بورطت اليمن لا تأخذ حق ولا باطل , بل النار راحت تشتعل بجنوب السعوديه , وأهل اليمن يصرحون أنهم بصدد تحرير نجران وعسير وجيزان , ومازالت أمريكا والغرب يستنزف مليارات السعوديه , ويكسر شوكتها عربيا وعالميا لإخضاعها خضوع العبد لسيده , وبهذا الخضوع رساله صارخه لكل من يحاول الخروج عن طاعة أمريكا سيدفع الثمن الغالي والنفيس , وهكذا أيضا بهزيمة السعوديه وعاصفتها ورياحها في اليمن تتبدد , يكون أوباما قد إنتقم من العنجهيه السعوديه وعنصريتها , ويمرخ ويكسر أنفها في تراب اليمن , كما إنتقم من يوم إستقباله الأخير حيث لم يخرج الملك لإحتضانه والترحيب بهِ وذبح النوق تحت أقدامه .
وجعل من السعوديه أمام العرب كأي دولة حيث وضعها في خانتها وحجمها وقيمتها كجبوتي وفلسطين الدوله الورقيه أمام الإستعمار الكل سيان , فالإستعمار الامريكي يحرق عملاءه عندما تنتهي مهماتهم , ثم في إجتماع كيري جبير لم نسمع ذاك التعالي والعنطزه السعوديه وقول مقولته , على الأسد أن يرحل عسكريا أو سياسيا , طوعا أو كرها , وهذا دليل أن السعوديه ترجوا أمريكا أوباما أن أرفعوا غضبكم عنا وأوقفوا حرب اليمن , ليصرح كيري لابد من خطه جديده لليمن تعطي الحوثيين حقهم وقيام حكومة وحده وطنيه , ولهذا التصريح مدلولات كثيره في السياسه السعوديه ومنها , هل رأيتم ذهبتم للحرب باليمن وسوريا وفشلتم , وعليكم السمع والطاعه والدفع باللتي هي أحسن , قبل أن يأتي ترامب وهيلاري , لحصاد ثمار الربيع العربي .
= اليوم من يتورط من الثلاثي سالف الذكر شامخي الأنف المتعجره , السلطان أردوغان , إذ أعتقد أردوغان أنه البطل الهمام بعد خروجه من الإنقلاب الفاشل , وراح يبطش بشعبه ويذل جيشه , ويفرض الأحكام العرفيه المبطنه , ولم يترك أحد من شره وشروره , حيث غرته الغرور , وبات يتصور بقرارات نفسه قائلا , أنا أردوغان الأعلى فإعبدون , وقد وصلت الحاله المرضيه الفرعونيه في عمق النفسيه الأردوغانيه مرحلة لا فكاك منها والخلاص من تبعياتها , هنا وبأمر أوباما جاء الطبيب النفسي الامريكي جون بايدن نائب الرئيس الامريكي أوباما وصاحب نظرية الأمن الناعم , وكأني أسمع أوباما يقول لجون بايدن , إذهب إليه وخلصه من أوجاعه , وورطه في الحرب السوريه , ودعه يتأدب ويخضع ويركع , فقد تنمرد وتتطال وتجاوز الحدود , ويحاول فك قيده وعبودية تركيا لنا وللناتو ولنتنياهو .
وهكذا أرسل جون بايدن طائراته الحربيه تواكب الطائرات التركيه لضرب جرابلس , وإندفع أردوغان في ورطته التي يطالب بها وهو دخول شمال سوريا , بذريعة حرب داعش والهدف الأكراد ومنعهم من قيام كيان كردي بشمال سوريا وجنوب شرق تركيا الفدرالي , في جرابلس تندفع القوات التركيه يرافقها كتائب الإرهاب الأمريكي الديمقراطي والمدعي زورا إسلاميا , وباطنيا هي كما داعش كتائب لنصرة الإستعمار وإسرائيل , بوجه من يقول الف لا لإسرائيل , وغدا سنرى كيف تتساقط الجند التركي , كما شاهدنا ضرب أول الدبابات التركيه وسقوط أولى قتلى وجرحى في الأمس , ولن يتراجع أردوغان عن حربه هذه , وهو الأن كمن بلع السكين , إن أخرجها تجرح , وإن أبقاها تجرح , أي إن تراجع هزم وخسر جنوب شرق تركيا ككيان كردي تركي , وإن إستمر فهو في ورطه ثمنها غالي جدا وباهظ , وأولها كسر شوكته كما كسر أوباما شوكة إسرائيل بحرب حزب الله , والسعوديه بحرب اليمن , وأردوغان غدا بحرب الكرد .
ما هو الحل المخلص ..؟! لخروج هؤلاء من ورطاتهم وإنزلاقاتهم وقد يكون سقوطهم الحتمي , وخروجهم من الملعب واللعبه , هو الأسد , الإعتذار للأسد , ودفع التعويضات للأسد , وإعادت البناء ما تهدم على أيدي جماعاتهم بسوريا الأسد . فالآتي أعظم لهؤلاء الثلاثي , الآتي قادم للحصاد حصاد حقول أوباما التي زرعها بالأمن الناعم , إن كانت هيلاري أو ترامب , فالمليارات التي سحبت ثمن البترول من أمريكا والغرب يجب أن يعيدونها طوعا أو كرها , وهذه الحمايه كما قالها ترامب ليست زلة لسان , بل ما يجري بالعقل الباطني الإستعماري الرأسمالي الديمقراطي الإرهابي . فهل من يستفيق قبل أن تصل سكين أوباما إلى عنقه , ويتقبل الخساره الجزئيه مع الأسد , أو الخساره الكليه في الملعب الإستعماري الواقعي الذي لا يؤمن إلا بنفسه ومصالحته وديمومة إستعماره ناهبا لثروات الجهلاء والأغبياء , أما بخصوص قطر فهي في السياسه الأمريكيه الأوباميه , ليست مع العير اوالنفير , بل هي حاملت مباخر البيت الأبيض , وتبخر مالها خدمة لأمريكا , وكخادم أمين مطيع وهي تردد اوباما رضاك سيدنا . وترتل الحمد لأمريكا حمدا منقطع النظير ومقطر تقطير .
بقم :- سامي الاجرب
#سامي_الاجرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟