أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام محمد العزاوي - ترشيد العقول قبل ترسيم الحدود














المزيد.....

ترشيد العقول قبل ترسيم الحدود


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترشيد العقول قبل ترسيم الحدود
د.دهام العزاوي
ردحا من الزمن قضيته في ليبيا بين العيش والتدريس في الجامعة والبحث والتاليف . ولان السياسة هم ثقيل ومشترك للجميع فقد كنت اراقب واناقش بفضول واقع ليبيا السياسي نقدا وتشريحا . بالتاكيد لم اكن المبادر في النقد لسياسات القذافي وممارساته الكارثية حيال ليبيا ارضا وشعبا وثروة .فلا املك الشجاعة للتدخل في مالا يعنيني ولكن لانني (براني ) او غربب كما يسميني الليبيون فلربما كنت متنفسهم الوحيد للتعبير عن احتقاناتهم حيال نظامهم الاستبدادي . ومن ضمن ذكرياتي ان النقاش احتدم ذات يوم مع احد زملائي الليبيين والذي عبر وبحسرة عن مشاعره حيال سياسات القذافي الدكتاتورية في تغيير الحدود واقتطاع اجزاء من شعبيات ( محافظات ) وضمها عنوة الى محافظات اخرى ،كان اكثر شيء يؤلمه كيف ان القذافي اقتطع اجزاء من مدينته بني وليد وضمها الى سرت مسقط رأس القذافي والعاصمة السياسية لليبيا ، بالتاكيد لم يرق لي كلام الاستاذ واعتبرته رجعيا ومتخلفا وغير وطني ولاسيما ان الاستاذ اختصاصه علوم سياسية وانه رجل دولة واستاذا جامعيا يفترض ان يكون وعيه الوطني بوحدة التراب الليبي مكتملا وان بقاء هذا الفكر لدى قادة الراي والمثقفين والنخبة الليبية دليل فشل النظام في تثبيت وصيانة وحدة ليبيا وتماسكها الوطني . اليوم ليبيا تعيش دوامة التقسيم وهي على شفا الانهيار والتقسيم وقبل مدة اعلن المبعوث الدولي الى ليبيا مارتن كوبلر عن اقتراحه بتشكيل مجلس عسكري يمثل ثلاث جيوش في ليبيا كحل للتشظي القائم في المؤسسة العسكرية والتي بقيت طوال عهد القذافي ضامنة لحد ما لتماسك البلاد ووحدتها الوطنية . هذه الحادثة قفزت لذاكرتي من جديد وانا اقرأ خبر اظهرته العربية الحدث يوم 19/8/2016 مفاده ان حكومة اقليم كردستان تنوي اقامة استفتاء لضم مناطق سهل نينوى بعد تحريرها من عصابات داعش ، ونوايا القيادة الكردية حيال سهل نينوى والمناطق المتنازع عليها لم تعد خافية اذا تؤكدها تصريحات متكررة لحكومة الاقليم اكدت خلالها ان اي منطقة يتم تحريرها من قبل قوات البيشمركة ستضم مباشرة الى اقليم كردستان . حمى التنافس على الحدود انتقلت الى جنوب العراق حيث تناقلت وسائل اعلام متعددة ومنها السومرية نيوز في 19/7/2016 خبرا مفاده ان لجنة التخطيط والمتابعة في مجلس محافظة البصرة اعلنت توصل المجلس الى اتفاق نهائي مع مجلس محافظة الناصرية حول ترسيم الحدود الادارية بين المحافظتين .بالتاكيد لو كان الخبر عن ترسيم الحدود بين دولتين لكان خبرا في غاية البساطة تمريره ، ولكن ان يجري ترسيم الحدود بين محافظتين عراقيتين من لون واحد فتلك من عجائب الدهر التي القاها الاحتلال الامريكي على بلادنا تحت يافطة الحقوق المغتصبة وهو ماسيفتح باب المطالب باعادة ترسيم الحدود واستعادة مدن واقضية من هذه المحافظة او تلك . تحت حمى الحقوق واستعادتها وارجاع المناطق التي تلاعب بها النظام السابق تتنازع اليوم محافظة الانبار مع محافظة كربلاء على تبعية ناحية النخيب ولانستبعد ان بقي التوتر بين المحافظتين ان نسمع تدويل القضية الى محكمة العدل الدولية في لاهاي وقد يحمل المستقبل اوضاعا سياسية وعسكرية صعبة في العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان حول تبعية محافظة كركوك ولانستبعد توتر العلاقة مستقبلا بين كركوك وديالى وكذلك الموصل وصلاح الدين على المناطق الحدودية وربما بين الموصل وصلاح الدين وبين البصرة وميسان على تبعية بعض الحقول النفطية . والسؤال المطروح ماذا سيكون عليه مستقبل العراق في ظل تصاعد حمى الصراع على الحدود واحتمالية بروز قيادات لاترغب في العيش في عراق واحد . فهل ستسلم المحافظات ذاتها من حمى التقسيم والانشطار ؟ وهل سيتحول العراق الى خمسين محافظة واقليم؟ وهل سنشهد ظهور صراع داخلي في البصرة بين قضاء يملك حقولا نفطية وقضاء ليس به نفط او ثروة اخرى ؟وهل ممكن ان نستيقظ يوما ونسمع خبرا مفاده انفصال قضاء بلد والدجيل وبلدروز عن محافظة صلاح الدين على اسس اثنية وعرقية وهل يمكن ان نرى استقلال الفلوجة عن الانبار وحلبجة عن كردستان . ان وقف تلك المطالب لن يكون بحكومة مركزية عادلة في مخرجاتها بين العراقيين فحسب وانما باعادة وعي المسؤولين المحليين بمفهوم المصلحة السياسية ذاته . فهل مصلحة التقسيم واعادة الترسيم ستجلب المنافع والمكاسب لابناء المحافظة وتحقق افاقا جديدة من الاستقرار والتعاون مع ابناء المحافظات الاخرى ام انها ستكون بوابة لتجزءة المجزء وتقسيم المقسم . ان التفكير العقلاني باهمية المحافظة على وحدة العراق ولو بحدوده الدنيا يعد خيارا افضل بكثير من خرائط وافكار يطرحها بعض السياسيين المحليين بدغدغة المشاعر المحلية والتي لن تدفع الا الى مزيد من البؤس والحرمان والدخول بانفاق جديدة للصراع والدماء.ان كثيرا من دول العالم تتجه اليوم للوحدة من خلال التنوع . ولادراك البعد السياسي والاقتصادي لهذا الامر علينا بترشيد عقولنا قبل ترسيم حدودنا .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمبياد ريو ووهم التاريخ
- متزوجون بلا احساس
- عن اي عراق تتحدث ياشيخ
- الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟
- فالانتين بنكهة عراقية
- لامن الانسانيفي المناطق المحررة : الاستراتيجية الغائبة
- شمال افريقيا والمستنقع الجديد
- نكبة النازحين : بين غضب السماء وتجاهل الحكومة
- العنف ضد المراة والقيم الموروثة
- العنصرية بين قيم المجتمع والسياسة
- في ذكرى النكبة : اسرائيل التي قهرت ارادتنا
- رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي
- العدالة الاجتماعية
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام محمد العزاوي - ترشيد العقول قبل ترسيم الحدود