سعاد الخراط
الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 03:05
المحور:
الادب والفن
أرى وطني لوحة من سراب
ألوذ به فيذرفني ملحه في بقايا الرماد
أرى وطني غارقا في السبات
يهرب من أضلعي
تسرّب من بين كلّ الأصابع
وانتصب شبحا يراقص أشلاءه
وينتعل أقدامه الحافيات
فيركض يركض ... يطلق قبضته في السراب
يلاحقه صخب من لهاث ونحنحة
وينتشر حائرا باحثا عن ملاذ
تراوده بقايا الطقوس القديمة
فترفضه الأزمنة
أرى وطني لمحة من سراب
تمزّق أشلاءه قرقعات الحروب التي غازلته
فيأبى الرحيل إليها
أرى وطني بلا وطن يشرب نخبه
بلا مدفأة
ولا زمهرير
يحمل أشلاءه على كتفيه ويسلك منعرجا بلا هدف
بلا ناصية
لم يعد يحمل رايته
ترجّل عن خيله وتبخّر في لونه الأسمر
صار ترنيمة في مهبّ الرياح
وتاهت مسالكه في اليباب
أرى وطني مثل طفل أضاع يد أمّه وسْط الزحام
فتاه وأدمعه منهلّة
لا يبصر في الوجوه غير الضباب
أرى وطني ولكنّه لا يراني
فعيناه مسمولتان
شاخ ضياؤهما قبل الأوان
أرى وطني
ولكنّني لا أراني سوى لعنة في الغياب
#سعاد_الخراط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟