أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - هل هي عولمة، حقًا؟ أم شيء آخر؟














المزيد.....

هل هي عولمة، حقًا؟ أم شيء آخر؟


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة، بمعنى الانفتاح على العالم، والمشاركة بين أطرافه والتقريب بينهم، والتلاقح الحضاري والتفاعل الثقافي بين القوميات والشعوب، ليست شرًا سوى في أنها لا تعني ذلك، بالضبط.

ما يجري في سياق مفهوم العولمة، هو "أمركة"، بمعنى تسييد شريحة من البشر، بعقلية ما، وبلغة ما، وبإنتاج فني ما.. على سائر البشر الآخرين، واحتكار تلك الشريحة (نخبة المجتمع الأمريكي الرأسمالية، وليست حتى الشعب بمعناه العام) لمفهوم العالم، بحيث يصير العالم هم، والانفتاح على العالم يعني الانفتاح عليهم، والابتعاد عنهم، حتى لو اقترن بانفتاح على العالم الحقيقي كله، مرادف للانغلاق.

عبدالناصر مثلًا، عندما تفاعل مع سائر شعوب العالم الثالث (الذي هو غالب العالم، بالمناسبة)، الطامحة في الحرية والاستقلال، كان يترجم مفهومًا صحيحًا لـ"العولمة" بمعنى التفاعل بين الشعوب، بعيدًا عن التمركز الأناني الشوفيني حول الذات، كان يمد يديه من قلب أفريقيا إلى شرقي أوروبا، ومن جنوب غربي الكرة الأرضية حيث أمريكا الجنوبية حتى هند نهرو والصين الشعبية، لكن هل ناصر، على المقياس الليبرالي، شخصية عالمية؟، لا، لأن عقولهم تم حشوها بأن العالم هو "الأورو-أمريكي".

المعسكر الاشتراكي، كان سباقًا مثلًا لطرح مفهوم "الأممية"، بمعنى القائد الذي يمتد أثره وحضوره وإسهامه، لسائر الأمم المضطهدة والمستغَلة، ومع ذلك يرادف الليبراليون، بين سائر الدول الاشتراكية، والانغلاق. وليس ذلك إلا لأنهم رادفوا بين العولمة والأمركة، وصنّموا الطرف الأخير، وكل من خرج عن عبادة الوثن، صار كافرًا.. بماذا؟.. بالعولمة والانفتاح على الآخر.. أي آخر؟، هل تشتغلوننا؟

على المستوى الاقتصادي، لو كانت العولمة صادقة في دعواها، فإن هذا كان سيعني بالضبط، شراكة أكبر للعالم، في الموارد، ومسؤولية مشتركة أكبر في استثمار الموارد البشرية والمادية، لضمان توفير حاجات العالم، شراكة في تحمل مسؤولية منافحة الفقر والعوز والتصدي للاستغلال، لكن ما جرى هو بالضبط الضد من العولمة، لأن "العالم" صار مستبعد، والحاضر هم فقط "شريحة" غربية، تخدمها شرائح محلية "سماسرة ووكلاء"، وهؤلاء صادروا العالم في جيبهم، وحولوا الجميع إلى مستهلكين، يقفون في طوابير "السوق".

يمكنك أن تراقب العالم من حولك في بيئتك العربية، كم فرد يمكنه تمزيق دائرة الفيلم "الأمريكي"، ليشاهد فيلمًا روسيًا أو إيرانيًا أو صينيًا؟، أليست العولمة، تعني انتقال الثقافات بين العالم؟، لماذا لا ينتقل سوى "الأمريكي"؟.

لكن هل الأمر مجرد مصادفة أو مهارة فنية من "الأمريكي" تفوق مهارة الآخرين؟، الحقيقة أن المهارة موجودة عند الأمريكي، لكنها ليست حكرًا عليه، فهناك بالكوكب مهرة آخرين، لكن "الأمريكي" يحتكر توصيل مادته وحده، ويستخدم وكلاءه التجاريين، وملحقيه الثقافيين بسفاراته (وهم عناصر مخابراتية بالأصل)، لإجهاض منتجات الآخرين، وضمان عدم بلوغها شاشات كل "العالم"، ولا يدخر وسعًا لعرقلة "المنافس" من داخله، بافتعال الأزمات، واتكاءًا على تفوقه "المالي" وضخامة "مكتنزاته" التي هي حصيلة تدوير ما نهبه، يمكنه تفريغ منافسه من كفاءاته، ومصادرتها لصالحه، وتدجينها لتدور في ساقيته وحده، تدر عليه مال أكثر، ذلك في حالة فشل في طبعه بصبغته وتذويب خصائصه ونزع أسنانه، هل يتوقف الأمر عند ذلك؟، لا، لأنه عبر طابور من أدوات الاختراق الناعم في الإعلام، ينجح في تصوير كل طرف بالعالم عند غيره، على أنه (غريب وبعيد ومنبوذ وموصوم بالفشل).. بهدف شيء، واحد وهو تسييد نفسه على العالم، واحتكار "المهارة".. وكل هيمنة ثقافية يتبعها ترويج أكبر للعلامات التجارية، ونمط الحياة الترفي الاستهلاكي.. وبالتالي زيادة في (الربح) ذلك الإله الذي يعبده الرأسمالي (وليس الشعب) الأمريكي بإخلاص وتفان، كإمام، تتبعه صفوف من الوكلاء والسماسرة المحليين!.

--
بالضبط كما (الأمم المتحدة).. هل هي متحدة، فعلًا؟ أو متكافئة؟

خلاصة الأزمة في أن الأشياء لا تعني أسماءها.. والأسماء، أحصنة طروادة، أو قفازات ناعمة تخفي الأيادي الحديدة!



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهت الاشتراكية حقًا، في روسيا؟
- كلمة أخيرة عن -نموذج- زويل المراد تسويقه.. خلف الدموع الكاذب ...
- أنور السادات وتلفيقات البيان الأول لثورة يوليو
- عن عدنان مندريس (حليف الصهيونية، والأطلسي الأول) الذي يبكيه ...
- الاتجار بالدماء: بَروَزة العمل الإرهابي بحسب إمكانية الاستثم ...
- من الطالب الشهيد عبدالحكيم الجراحي إلى الاحتلال الانجليزي: س ...
- عن دراما رمضان 2016.. بين كثافة الإنتاج، وغياب التوأمة بين ا ...
- (صنافير وتيران).. اللتان تتحكمان في ملاحة خليج العقبة
- المدان الحقيقي في تسريبات بنما!
- صلّوا لأجل 10 مليون أفريقي قتلتهم بلجيكا!
- هل أتاك نبأ إسلام التتار؟.. بقلم: السيد شبل
- قراءات في القرار الروسي الأخير بسحب القوات
- الوجه الآخر ل عمرو خالد.. داعية (دافوس) في سطور
- في تشخيص، ما يعاني منه المصريون، اقتصاديًا ؟
- لنتحدث، قليلا، عن أسباب الانفجار الشعبي
- العرب وإيران: عن وحدة الكيان العربي والتضامن الجغرافي الإسلا ...
- تلك هي قصة مصر سوريا، البلد الواحد.. متى كانا بلدين ؟!
- جوقة تويتر.. وحفلات تلميع ( أوبر ) وأخواتها
- ملامح عن الاقتصاد المصري بعد الاستقلال.. وكيف وصلنا إلى هنا ...
- عن عروبة القهوة وآسيوية الشاي وتاريخ التبغ المعاصر


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - هل هي عولمة، حقًا؟ أم شيء آخر؟