أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - غرفة 15














المزيد.....


غرفة 15


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 09:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنت اركض بين درجات السلم اللعين من سوء حظى ان يصاب المصعد بالعطل فى الوقت الذى ارجو فيه كل ثانية لاراها،اعلم انها لن ترانى ولا يجب لكنى ساراها ،من وسط من سيقفون حولها ساقول لها وداعا ،لولا حالتها لما تجرأت ان اراها حتى وانا اعلم انها لن ترانى ابدا هكذا وعدتها فى المرة الاخيرة التى وافقت على ان تقابلنى فيها ،سبعة اعوام هى عمر لقاءنا الاخير فانا اعرفها منذ ان عرفت نفسى التصق من خلف النافذة لاشاهدها من بعيد وهى تركض بين جنبات غرفتها مهرولة دائما لا تستكين فى مكان تحب الحركة والسرعة تمل البطء والانتظار لكنها معى اضطرت الى الانتظار ريثما استطعت ان اخبرها ،وانتظارا اخر اركض من حولها فى جنبات المدرج حتى استطعت البوح ....كانت هى فى الطابق الاعلى وانا من رواد البدروم لولا نافذة داخلية كنت اتسلق الجدران الباردة منجراء المياه حتى اقترب منها واراقبها لمااستطعت رؤيتها عن كثب صحيح اننى اطرق باب شقتهم لاوصل طلباتهم عوضا عن والدى المصاب الداء الرئوى لكنها ثوان لا اكثر تكون سيدة البيت تتفحص وجهى حتى تتاكد من سلامة طلباتها اسلمها فى خجل واهبط لموقعى فى الاسفل كنت اعلم ان الطريق الوحيد لرؤيتها عن كثب سيكون بين مدرجات جامعة سنشترك حينها فى نفس الشىء كلانا لا يقدر على ثمن التعليم الخاص وسنجلس فى النهاية على نفس الدرج وتزيحنا الاقدام بحثا عن موطىء قدم من بين الالاف الوجوه وصوت ضعيف يصلنا عبر الميكرفون .... اشتركت فى تحاد الطلاب لاجلها واضطررت لقطع وقت عودتى لاستكمال طلبات البيت الكبير عوضا عن ابى لساعات طويلة ..لكنها لم تلحظ ..لم تلحظ ...اردت التراجع ولم استطع ....
داخل الاتحاد تعرفت على صنوف اخرى من البشر لم اعرفها من قبل كنت اراها من بعيد من هم مثلى ومن هم مثلها ،سحرت بعالم من الكلمات واستنزف طاقتى وهى ارتفعت بعد طابق ...كنت اسمعهم يتحدثون قالوا ان من فوق مثل من يقطن بالاسفل الفارق درج والدرج لا يميز بشر ،تذكر والدى الذى يركض على سرير المرض بغرف حيث تركض الحشرات بجواره وامى تجلس بلا قوى تبكىوانا اقف خلفها عاجز ....قالوا لى هناك سنخرج لاجلك ولاجلنا قلت لم يعد هناك بدا ساتى لن ياتى اسوء مما اعيش فيه وذهبت معهم كنت اتجول فى الشوارع بين الجالسين اعطيهم زجاجات المياه ،وهى كذلك كانت هناك اندهشت عندما رأتنى ..لماذا الست مثلك ؟لم تجب تلعثمت ...ظلت الى جوارى توزع المياه والطعام ..نسيت المشفى وابى وامى والطوابق كنت انتشى وسط النجوم وصوت صراخ المجتمعين يعلو وانا معهم ورقصنا طربا وانا معهم ولكن اكثر لان يدها طبعت خفيه داخل يدى وعدنا......
كنت انتظرها ان تعود اعلم انها ارتفعت طابق اخر وانا لازال وسط ابى وامى بالاسفل ..انتظرتها وانتظرت لكنها لم تعود تبخرت ايام الخوالى وكنت اعلمها باقية .....
تزوجت وارتفعت طابقا اخر وصار ما بيننا طوابق عليا لا ارفع راسى واصبو اليها وكل ما تسلحت به هو كلمات مبعثرة القيها هنا وهناك فيلقون عليها اسم قصائد كنت اعلم انها تصلها قبل يومين من رحيلى من هنا ارسلت لى ....كانت تتحدث عن الولادة والموت قلت لها اننا لم نولد بعد قالت لا بل ولدت ومت من جديد ....
خارج الغرفة 15 وقفت من بعيد اراقب لهفة من حولها لتخرج من تلك الغرفة المظلمة ....منيت نفسى برؤية اخيرة ستلد فيها هى حياة جديدة وسترحل روحى معها الى الابد ..لكن انتظارى طال وفت بوعدها ورحلت روحها هى ..كنت اهلوث باسمها من بعيد لم يصل اليهم صوتى وسط النحيب والبكاء كنت ابكى معهم ....رؤيتها وهى ترتفع طابق اخر اعلى طابق لن استطيع الوصول اليه هى بارعة فى لعبة الطوابق تلك ولكنها وصلت الى مداها الاخير بمفردها ...
.



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلعة والمقدام 31
- الطائرة الورقية 6
- الطائرة الورقية 5
- القلعة والمقدام 30
- عزيز
- الطائرة الورقية 4
- القلعة والمقدام 29
- الطائرة الورقية 3
- طائرة ورقية 2
- طائرة ورقية 1
- القلعة والمقدام 28
- البجعة البيضاء
- القلعة والمقدام 27
- فتنة الشر
- قهر الذات عقدة بنات جنسنا
- ايام الكرمة2
- المشتاق6
- القلعة والمقدام 26
- المشتاق 5
- القلعة والمقدام 25


المزيد.....




- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...
- من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
- “رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال ...
- رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج ...
- ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
- استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20 ...
- قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع ...
- فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - غرفة 15