أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - خربها ابن الكلب














المزيد.....

خربها ابن الكلب


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خربها ابن الكلب
محمد الذهبي
الكهرباء مقطوعة، نهار صيفي يشبه الى حد ما مانوعد به من حرارة جهنم ولهيبها، المرتب الشهري انتهى بعد عشرة ايام نتيجة لعبقرية الاقتصاديين الذين افتوا بخصم مرتبات الموظفين، الزوجة جدا مزعجة وهي تتقاسم مع الحياة وصوله الى هذه المرحلة من تدهور الاعصاب، الامراض التي تعتريه وعدم قدرته المالية على الذهاب الى الطبيب امر آخر يشكل عامل ضغط مهم، المدينة المكتظة التي يسكنها لاتتيح له نافذة امل واحدة يطل منها على الحياة، الزقاق الذي يمثل خليطا غير متجانس ، حديثو النعمة من الذين يملأون الطرقات بسياراتهم الفارهة، رئيس الوزراء ومايمثله من نقمة كبيرة ستحصد ثمارها الاجيال المقبلة، اللصوص في كل مفصل من مفاصل الدولة، النواب والوزراء، الرؤساء الثلاثة، انتهى به الامر الى الجنون فراح يذرع الشوارع ويصيح باعلى صوته: خربها ابن الكلب، لم يعره احد اهتماما في بداية الامر، كان المارة يعاملونه كأي مجنون، ومنهم من قدم اليه سيكارة وتركه مع السباب الذي تلوكه شفتاه، لكن شرطيا احمق اقترب منه، واخذ يؤنبه، لماذا تشتم الناس، هل انت مجنون حقا، ام انك تدعي الجنون، انا اعقل منك بكثير، على الاقل انا لا احمي من ظلمني، كلمة من هنا وكلمة من هناك اشتبك الاثنان بالايدي، ونقل رياض الى سجن التسفيرات، ولم تكن الدعوة مشاجرة مع النظام، وانما التهجم على النظام بشخصيات سياسييه والقائمين على الامر، لم تكن المادة القانونية واضحة، حيث كانت التهمة في زمن النظام السابق جناية بحسب تعديلات القانون آنذاك، ومن الممكن ان تصل عقوبتها الى الاعدام.
بعد عام 2003 عادت قضية القذف والسب والشتم جنحة عادية ربما تصل الى الغرامة، او السجن 30 يوما وباقصى حدودها تصل الى السنة، بقي في السجن عاما كاملا، ولم يستطع ان يكلف محاميا للدفاع عنه، فالافلاس يحيط به من كل جانب، قدم شكاوى متعددة وحاول عدة مرات ان يصل الى نتيجة بتقديم محاكمته، حتى جاء يوم المحكمة بعد سنة طويلة اتت على عقله بالكامل وكان الحوار مع القاضي اكثر جنونا:
القاضي: من هو ابن الكلب؟
المتهم: الذي خربها
القاضي : ومن الذي خربها؟
المتهم : ابن الكلب
القاضي : ومن هو ابن الكلب؟
المتهم: الذي خربها
دام وقت المحكمة اكثر من ساعتين كان مليئا بالضحك والبكاء معا، لم يستطع القاضي به ان يصل الى نتيجة مع المتهم، فسلم للامر، وقال له: كم لبثت في السجن؟ قال: سنة كاملة، هل تستطيع ان تدفع غرامة؟، انا مفلس تماما، ولمن سادفع الغرامة؟
قال القاضي مع ابتسامة مخفية: ستدفعها لابن الكلب.
فسأله المتهم: ومن هو ابن الكلب؟
فقال القاضي: الذي خربها.
فاعاد المتهم السؤال: ومن الذي خربها؟
فقال القاضي: ابن الكلب.
ضحكت هيئة المحلفين وضحك القاضي وضحك المتهم، وراح كل منهم يسأل الآخر:
من هو ابن الكلب؟
فيجيب الآخر: الذي خربها.
ومن الذي خربها: ابن الكلب
واستمر الامر على ماهو عليه، غادرت المحكمة بعد ان يئست من الوصول الى نتيجة، ولم اكتب سوى: خربها ابن الكلب: واعود لاسأل نفسي: من هو ابن الكلب؟ واجيب: الذي خربها، وخرجت الى الشارع اصرخ باعلى صوتي: خربها ابن الكلب.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته
- ايران والسعودية في بيتنا
- مجاهرة بالافطار
- مرآتك انتَ


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - خربها ابن الكلب