أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - إنه شرق قناة السويس ياعزيزي














المزيد.....

إنه شرق قناة السويس ياعزيزي


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرق قناة السويس

في ظني أن الحديث عن انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط هو حديث غير دقيق
ولكن الأدق هو أن أمريكا ستسعي للنأي بنفسها عن المزيد من التورط في الشرق الأوسط
وهنا يوجد فارق كبير عن فكرة الإنسحاب الذي يروج لها بعض المفكرين السياسيين
ولأنها ببساطة لايمكنها إنهاء إحدي مشروعتها الإستراتيجية الكبري التي يرتكز عليها الحلم الإمبراطوري الأمريكي في الهيمنة علي العالم وهو مشروع شرق قناة السويس

ووفقاً للمصالح الأمريكية فإن مقتضيات الصراعات الدولية والإقليمية وسياقاتها الجديدة التي تزخر بأشكال وتجليات غير مسبوقة تتصل بنفس الصراعات القديمة لكنها تختلف من حيث الشكلي لأطرافها ودخولها مستويات من الإحتدام والتداخل والتعقد بحيث أنه قد أصبح من المتعذر علي الإدارة الأمريكية ضمان نتائج واضحة وملموسة في صالحها نتاج مخططاتها الحالية
وإذاء اتساع مستويات الصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط وتنوعها وارتباطها بعلائق جيوسياسية جديدة في مناطق جنوب باب المندب وحوض النيل

فربما تتجه أمريكا إلي توسعة وتطوير مشروع شرق قناة السويس ليشمل تلك المناطق الحيوية لضمان بقاء وأمن عميلها الاستراتيجي المتمثل في اسرائيل التي قامت أساساً لتلبية الحاجة لوجود عمود خيمة لمشروع شرق قناة السويس الذي يتطور ويتسع بمرور الوقت ليصبح مشروع الشرق الأوسط الأكثر اتساعاً وتلبية الحاجات الأساسية لمشروع الهيمنة الأمريكية

من وجهة نظري هي ستعتمد استراتيجية السعي إعادة توظيف القوي التقليدية الإقليمية كالمملكة السعودية وبعض دول الخليج العربي وتركيا وإسرائيل في وظيفتهم كخفراء متنوعي الآداء وكحراس للمصالح الأمريكية ضمن استراتيجية شرق قناة السويس التي تطورت لتصبح استراتيجية الشرق الأوسط الجديد وامتداداته في جنوب باب المندب ومنطقة حوض النيل

وفي نفس الوقت ستحاول الإشتباك والتداخل باقتسام المصالح مع المصالح الإقليمية الإيرانية والروسية التي أصبحت واقعاً شبه مسلم به في تلك الدائرة الجيوسياسية والمتركزة في القطاع المشرقي من المنطقة التي كانت مجالاً لتشارك سايكس - بيكو الإستعماري

وبالمناسبة هناك بعض جدل يجري في روسيا الآن حول مايسمونه الآن بالخطأ الذي وقع فيه البلاشفة غداة الثورة السوفيتية بإعلانهم الإنسحاب من سايكس - بيكو التي كانت سايكس - بيكو - سيزانوف والتي كانت روسيا ستحصل منها علي نصيب أقله تبعية المضايق التركية لروسيا وامتداد حدودها إلي داخل تركيا علي مشارف القسطنينية
وبلاشك فإن هذا النقاش يعكس الإهتمام الروسي بالمشرق الشرق أوسطي طريقها الوحيد للوصول إلي المياه الدافئة

أمريكا ستحاول الإشتباك بالتشارك في المصالح وهو نفس ماتفعله روسيا الآن
روسيا قد دخلت علي الخط في إعادة ترتيب الشرق الأوسط انطلاقاً من مشرقه من خلال تدخلها المباشر في الوضع السوري وقلبها لمعادلات الصراع كخطوة مرتبطة وتالية لخطوة ضم شبه جزيرة القرم
رداً علي الحماقة الأوروامريكية التي تصاعدت بالأمور في اوكرانيا دون حساب صحيح لمناطق القوة الكامنة في الدب الروسي

تبدو أمريكا وأنها قد سلمت بما فرضته روسيا علي الأرض وهي غير قادرة الآن لدفع الأمور إلي مواجهة قد تفتقد إلي الرصانة في عالم غمرته الفوضي كنتيجة منطقية لفشل حماقات الفوضي الخلافة
التي انفلتت إلي فوضي لايمكن السيطرة علي كل أطرافها ولايمكن ضمان نتائجها

وهذا هو التراجع الأمريكي الأبرز الذي تم خلال هذا القرن

أمريكا ستحاول الأبقاء علي الدور الوظيفي التركي رغم كل المناوشات والمشاغبات الأردوغانية الميكرفونية التي تبدو علي السطح وكأنها تعكس شرخاً حقيقياً في العلاقات التركية الأمريكية
فالواقع هو أن تركيا هي البلد الذي تقع علي أراضيه أهم وأخطر وأكبر عدد من القواعد الأمريكية

وتركيا مجبرة بحكم حرج أوضاعها الجيوسياسية أن تشتبك مع المصالح الروسي بالتوازي مع اشتباكها مع الجوار الإيراني وفي نفس الوقت تتوجه بالتعاون الوثيق مع اسرائيل والسعودية لأن وحدة الأراضي التركية ترتبط ارتباطاً شديداً بالموقف في المشرق العربي ولا أقول يتوقف مصيرها علي مصيره وطريقة تشكله في نهاية الأمر

السعودية واسرائيل ومصر قد دخلا علي خط تشابك المصالح وتقاطعها في منطقة حوض النيل
ومصر في هذا حتي الآن تعاني من ضغوط شديدة علي وجودها انطلاقاً من المحاور الدولية التي بدأت تتفاعل وتتشابك في المصالح في جنوب باب المندب - حوض النيل ولايمكن فصل موضوع الإتفاق المصري - السعودي حول جزيرتي تيران وصنافير وعملية بناء الجسر المصري السعودي وما قد يرتبط بذلك من ترتيبات عن ذلك السياق
ولاينفصل عن ذلك السياق أيضاً خروج العناق السعودي - الإسرائيلي إلي العلن وأيضاً الزيارات المكوكية التي يقوم بها أعلي مسئولي الكيان الصهيوني إلي دول حوض النيل والمسعي الإسرائيلي لخلق شراكة مع هذه الدول

باختصار الإشارات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية يمكن قراءتها علي أن أمريكا لن تبتعد ولكنها قد لاتسعي إلي التورط في وجود فج بالمنطقة طالما أنه يمكن إطلاق الطاقات الوظيفية التقليدية لبعض الأطراف الإقليمية
وربما الضغط علي أطراف إقليمية أخري كمصر للإمتثال للترتيبات التي تتم علي قدم وساق لذلك الشرق

ولكن منذ متي تخرج تداعيات الأحداث وتجلياتها منضبطة علي الحسابات النظرية والرؤي الإستراتيجية الكونية سواء للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها ؟

هناك مسألة حاسمة هي كلمة السر التي لايمكن هندستها وضبطها علي تلك الحسابات
إنها حركة الشعوب

فلنري

حمدي عبد العزيز
3 أغسطس 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين عبد ربه
- خميس والبقرى 2016
- الإصلاح الإقتصادي.. كلاكيت 3
- جديد الشرق الأوسط
- ذاكرة الضعف .. أم ضعف الذاكرة ؟
- إذا أردت أن تتاجر بقضية ... إعطها بعداً دينياً
- ندبة في يدي
- طائفية تحت ذقن الدولة
- محاولة فاشلة وخطأ في القراءة
- وماذا بعد تشيلكوت ؟
- دماء علي أعتاب عيد الفطر
- محاولة لقراءة الموقف التركي
- حديث المراجعات مرة أخري
- ياله من عالم ثري
- فهل أنا مخطئ ؟
- ياسيد نيوتن.. كان غيرك أشطر
- حديث السلام الدافئ
- مبادرة تأسيس فاشية جديدة
- في المشمش
- خطوات عاجلة لمعالجة مشكلات الإنتاج الزراعى


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - إنه شرق قناة السويس ياعزيزي