أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى














المزيد.....

خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استفذاذ المواطن المصري أصبح العلامة المميزة لآخذ القرار في أغلب القطاعات الحكومية، وبدت شخصية الواصي الشرعي هي الشخصية البارزة والوحيدة القابلة للتقمص على خشبة مسرح النظام، وبما أن المشهد مازال عبثيا، ولا أحد على وجه التحديد يعرف متى أو كيف تتزن الأمور ومتى يُستدل ستار هذا الفصل!. فليس غريبا أن تصبح المراوغة والمماطلة هي الوسائل الوحيدة للي ذراع المواطن وإجباره على ما لا يطيق، ولا يهم أحد أن تتسع المسافة أكثر بين ما يحدث على الأرض وبين ما يرضيه ويقنعه ويسد حاجاته، لا شك أن الشارع تعلوا أصوات رفضه لتلك الممارسات لكن وبكل آسف دون جدوى، بل بالعكس تلهث وراءه وتتدفق بشكل غير مسبوق حزم من القرارات الحكومية وصل الأمر بها إلى تسعيرة شهرية سوف تقع على عاتق المصليين في المساجد، وحيرة جارفة إثر غموض يحوم حول أحوال المواطن ومستقبله، وما بينهم يغرق الشارع المصري في بحر من خام الكوميديا السوداء.
منذ أيام معدودة، خرج على المصريين وزير الأوقاف بإصدار قرارا وزاريا رقم "152" يعفي الوزارة من دفع فواتير الكهرباء والمياه موضحا في سياق المنشور الصادر عن وزارة الأوقاف المصرية بعدم ضم أي مسجد للأوقاف إلا بعد إضافة بند يلزم الأهالي بدفع فواتير المرافق! ولم يحدد هذا القرار أي آليات لجمع تلك الأموال ومن المسؤل عنها؟!، لكن الوزير "المبجل" خرج بتصريحات صحفية أكثر كوميديا حين حاول أن يساعد "الأهالي" في تقيم هذة الرسوم وجمع الأموال وتقسيمها على المصليين فإقترح "الله يبارك له" أن يدفع الفرد 20 جنيها مصريا لفتورة الكهرباء إن كان يصلي في مسجد به تكييف و 10 جنيهات مصرية لا غير إن كان المسجد يحتوي على مراوح فقط!، ولم يتطرق "المبجل" مثلا إلى قيمة تلك الرسوم في فصل الشتاء أو الخريف؟!!.
واضح طبعا الهدف وراء هذا القرار العجيب وهو أن يوفر وزير الأوقاف "المبجل" عبئ دفع استهلاك المصليين فواتير المرافق من على عاتق وزارة الأوقاف واكتفى بالرعاية الدعوية للمساجد، وطبعا واضح أيضا السبب الرئيسي وهو الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي يمر بها الوطن وارتفاع سعر شريحة الكهرباء "وبالمرة" أدرج فواتير المياه تحسبا لغلائها في الفترة القادمة إن أثر إمتلاء خزان سد النهضة الآثيوبي على حصة المياه في مصر ما يترتب عليه إرتفاع سعرها بالضرورة.. والله أعلم.
في ظل التضيق على المواطن على إعتبار أننا في أزمة كبرى ولابد من تحمل المسؤلية شعبا وحكومة، يأتي هذا القرار بديهي وإجراء تقشفي واجب على الجميع، لكن السؤال لماذا يحاول "المبجل" إقناعنا بما يقتنع به هو ونظامه؟!، دون أن يتحمل أي مسؤولية هو وباقي زملاءه الوزراء في إيجاد حلول حقيقية لا تورط المواطن البسيط لسد فجوات فشلهم الإقتصادي؟!، الأمر الذي دفعه "أي المبجل" لإصدار قرار عالق في الهواء لا يمكن أن تجد له خلفية أو دراسة لما سوف يترتب عليه هذا القرار الذي إذا وضع في إطار الكوميديا السوداء سوف يصل إلى عزوف المصليين عن المساجد تحسبا لدفع أي رسوم أو فواتير وغالبا سوف يفضلوا الصلاة في منازلهم!.
منذ أيام معدودة أيضا، بدأ النظام بطرد وزير التموين من على خشبة المسرح والتبرأ منه كليتا بفضح إقامته في سويد بفندق 5 نجوم منذ توليه حقيبة وزارة التموين أي ما يقرب من واحد وثلاثين شهرا، وتم الإعلان عن تكلفة اليوم الواحد والتي تصل إلى 10 آلاف جنيه مصري للإقامة فقط، وإقامة السكرتاريا في غرفة قريبة من الوزير!.
طبعا، خرج الوزير في وسائل إعلام ليؤكد أنه يدفع تكلفة إقامته من حسابه الشخصي مفسرا أن الوزارة لا توفر سكن للوزراء المغتربين يليق بهم، وقال الجملة الشهيرة "اللي يعرف يثبت إني مش بصرف من جيبي يجي يقول"، لا ألوم وزير التموين على طريقة "لو كان عنده دم وشايف البلد محتاجه كل مليم وبتشحت ورايح يصرف أكثر من 7 مليون جنيه على كلام فاضي"، لكن أسأل من أتى به ليزيد من خراب وزارة التموين ويرعى فيها الفساد.. لماذا الصمت على هذا الرجل طوال هذة الفترة؟!، أليس ما حدث من وقائع فساد في وزارة التموين وفضيحة القمح تحديدا تسوجب التحقيق والإطاحه بالوزير؟.

"اللي زاد وغطى" تعبير مصري أصيل يقال حين يحل الخراب وتسود أجواء قلة الحيلة وقبول الأمر الواقع بكل ما فيه جاء تصريح اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي "من كوكب البرلمان" مؤكدا للمصريين أن ما نحن فيه من مرحلة صعبة أقل بكثير مما كان يراد بنا وما كان يحاك لنا، فإذا كان ثمن ذلك غلو بعض الأسعار فهذا ثمن رخيص جدا للأمن والأمان والتماسك الذي نعيشه.. ومازال العرض مستمرا.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى