|
القلعة والمقدام 31
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 11:03
المحور:
الادب والفن
ربما هو زوج الكبيره ،القرية لن تستطيع الصمود امام هؤلاءحرس،شعر بالذنب بعد ان تشفى فى الكبيره وزوجها ،تذكر الفلاحين الذين خرجوايطلبون قتله ،ندم على لحظة التشفى كان ابن القرية حتى لو لفظته ،تذكر وجهها وهو يسير فى الموكب عندما شعر بالبروده تسرى فى جسده،النرجس الذى اعتاد على رؤية وجهها عندمايشعر بالخوف لكن تلك اللحظة كانت اقواها ،حاول ان يعود ادراجه الى الورشة ماذا لو اتى الحرس الان؟يعرفون انه يوم ذكرى المعلم الشهيد هذا وسياتون قتلوه ويقتلون اتباعه وتخرج المدينة لتوديعه حتما سيكون عقاب الاب الشديد ،كان كلما حاول الخروج من وسط الناس شعر بيد تجذبه لتعيده وسط الحشود مره اخرى ،يد اسرته وتسوقه الى المجهول مع تلك الاعداد الغفيرة ،اصعد المختارين الصندوق فى الطريق الى المغاره المهجورة التى قتل فيها معلمهم الشهيد ،كلما ارتفع لتسلق الجبل وسطالحشود شعر بالرهبه والخفه فى ان واحد فى البداية كان يلهث لكنه اعتاد وساريصعد بسلاسة وكان احدهم يجذبه ليرفع قدمه فى خفه ،دخل نائبالشيخ خلف شيخه واغلق المختارين باب المغاره ،فيما وقفت الاهالى تنتظرهم ،علت اصوات بعض منهم تناجى المعلم ان يترك علياءه وياتى اليهم ،اخذ الصوت يشكو مما شعر به من حزن وهو فى سجن الاب قبل ان يتركوا فى الجانب الشرقى المجهول يعانى المراره والوحدة حتى يعلن توبته عما اقترفت يداه وينتظر العفو فى يوم عيد ميلاد الاب، يعد اللحظات التى تمر عليه بعيدا عن عائلتة ،ويحاول تذكر ملامح طفله الصغير فيما يصرخ الاخر عن حزنه بعد ان كتب الالاف خطابات الاعتذار وارسلها للابكى يمحو خطئه ويعيده الى عمله فى الجانب الغربى ،كانت لحظه ضعف حينما وافق على رشوه صغيرة وهو الموظف البسيط اراد ان يؤمن المشفى الخاص بميلاد طفله الجديد،زجره الحرس ابانا عادل كيف تفكر والمشفى معد ومجهزمسبقا ،القوا به فى الزنزانة الانفرادية لايام وجاء الحكم ،بعد الخطابات كان عقابه الشرق صرخ اجابوه ان الاب تراءف عليه وارسل للشرق كى يقضى العقوبة ويعرف الفرق بين المنبوذ وابن الاب الذى يعمل فى مدينتة الغربية الواسعة ،لم يياس من ارسال الخطابات فى موعدها وطلبصور زوجتة وطفله التى سمحوا بمرورها اليه ،مرت الاشهر وهو يينتظر بلا استجابة ،يوم شاهد الحرس وهم يعاقبون الخائن لم يشعر بالشفقة تجاه بل امل ان ينتهوا منه سريعا حتى يستطيع اللحاق بهم كانت امامه فرصة لثلاث ايام حتى يرسل شكوته اليهم ،اراد المرور الى ثكنتهم لقد نسيتمونى هنا قلتم عده اشهر لقد اخطئت لن اعيد ها اعيدونى الى عائلتى وساعمل فى خدمة الاب حتى اموت ،ارسل اليه رئيس الحرس من اسكته عن الصراخ لم يخرج صوته من حنجرته ،لم تتمكن يداه من العمل ،القوااليه ببعض الخبز والفريك المقرر له عندنهاية كل يوم فى كشكه الذى سكنه على اطراف الطريق ،توقف صوته لكنه كان يطرق على الارض طرقات حزينة ،يوم الموكب وجد نفسة يسير فيه وهو يبكى نصف نائم حالم ،يدور فى حلقات رقص مفرغة يتبعه عدد منهم فى ثبات وانتظام تتسع الحلقة لاعداد منهم يرتفع صوت بعض منهم فى خفوت تاركين جسدهم لمواصلة اللف فى الدوائر المفرغة ،فى البداية لم يميزوا صوته من وسط المجموع من ميز صوته اولا بكى وصرخ معلم فتح فاه ثانيا انظروا معلمنا فتح فاه ثانيا ،التفت الناس من حوله كونوا الحلقات وظلوا يرددون مديحهم للمعلم الشهيد ،لم يتوقف النشيد حتى الصباح عندما قاموا بطقوس دفن المعلم كما يليق ثم امر المختارين الناس بالانصراف والعودة الى شئونهم واعمالهم ، لم يستطع الغلام نسيان ذلك العجوز الذى مات على الطريق ولم تسنح له فرصة الحديث معه ،كان اخر اماله منالقرية واخبارها اراد ان يعرف اخبار شقيقاته وماذا حل بهن ؟ ماذا حل بدار الكبيروالقرية ساحاتها واراضيها ترعتها الواسعة هل عادت الارض تزدهر وتعطى وليدها ام استمر جفاها وجفافها عنهم ،اسئلة ظلت بلا اجابة لعده ايام قبل ان يأمر عقله بمحاوله النسيان والتكيف لم يشا ان يجد نفسه يرقص وسط حلقات طويلة يردد خلالها كلمات بلا وعى حول معلم مجهول لا يعلم عنه شىء البته ،بالامس كان الخدم يطلبون من الكبيرالسماح اعتقد ان ذك المعلم هو كبير الشرق لكنه وهو ابن كبير القرية لن يسمح لنفسه بالسجود والبكاء امام مقبره غريب ،يتحدثون عن القلعة والقصر كحلم بعيد لما لا يمر احدا منهم الجانب الغربى هل كتب عليه ان يعيش وسط المنبوذين طوال العمر ..سحبته يد معلمه الغليظة كاد ان يقطع اصبعه بالخطا ..التفت العاملين للغلام بغضب ،زجره المعلم الم اقل لك احترس؟هل تريد النوم فى الطرقات ؟كم شخصا فى تلك الارض يتمنون ان يعملوا هنا عوضا عنك؟ لمح نظرات مستاءه من العاملين سمع همسهم المعلم لم يهتم باحدا من قبل ،كم فردا فقد يده فى العمل وترك بلا عائل واكتفوا بمشاهدته فى منزل العجزه ينتظر ينتظر سياره الخبز القادم من القطار باتجاه الشرق،يبقى فى نهاية العمل منعزل عنهم لايعرفون من اين اتى ،لولا انهم فى جانب الشرق لكان احدهم ابلغ بشانه الحرس ليتم استجوابه ......
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائرة الورقية 6
-
الطائرة الورقية 5
-
القلعة والمقدام 30
-
عزيز
-
الطائرة الورقية 4
-
القلعة والمقدام 29
-
الطائرة الورقية 3
-
طائرة ورقية 2
-
طائرة ورقية 1
-
القلعة والمقدام 28
-
البجعة البيضاء
-
القلعة والمقدام 27
-
فتنة الشر
-
قهر الذات عقدة بنات جنسنا
-
ايام الكرمة2
-
المشتاق6
-
القلعة والمقدام 26
-
المشتاق 5
-
القلعة والمقدام 25
-
المشتاق 4
المزيد.....
-
وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
-
سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون
...
-
العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه
...
-
إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
...
-
بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
-
ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم
...
-
سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو
...
-
معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
-
الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي
...
-
-نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|