أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - حتى المسيح عانى من العنصريين البيض














المزيد.....

حتى المسيح عانى من العنصريين البيض


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


قصة امريكية
حتى المسيح عانى من العنصريين البيض
نبيل عودة
في لقاء جمعني مع يهودي امريكي متدين، ويقوم بعمل انساني تمنيت لو وجد مثيل له عند مواطنين من انتماءات دينية او اثنية أخرى. اذ يقوم كل يوم جمعة، قبل دخول السبت، بتوزيع وجبات طعام لليلة السبت على المعوزين وخاصة كبار السن، وبالأساس لديه قوائم باسماء اليهود، لكنه لا يتردد بتقديم الوجبات لأي شخص يطلبها ، او اذا علم انه بوضع يحتاج فيه الى لقمة دافئة. الى جانب انه يقدم وجبات غذائية ساخنة مرتين كل اسبوع في مركز يتسع للعشرات. طبعا يساعده عدد من المتطوعين، يوزعون بسياراتهم الوجبات على مجمعات سكنية خاصة بكبار السن. فاجأني انه حين تحدثنا في السياسة لم يدافع عن الاحتلال الاسرائيلي بل وصفه بأنه مأساة للشعب اليهودي، وانه لا يتعامل مع الانسان بصفته الدينية او الاثنية، ولا يقبل الفرز الديني بين البشر، ويعتبره كفرا وعقوقا وان ايمانهم هو باله واحد له نفس الصفات...
قلت ان مجتمع الولايات المتحدة ما زال يعاني من عنصرية متطرفة خاصة ضد السود، وربما هناك عنصرية واسعة حتى اليوم ضد اليهود. ضحك حتى كاد يستلقي على قفاه وقال ذكرتني بحكاية جميلة من تلك الأيام.
قلت: وانا احب الحكايات، فهات ما لديك .. انا جاهز لسماع الحكاية.
طبعا اصررت ان يرويها لي بالعبرية لأن لغتي الإنكليزية لا تكفي لفهم مفردات الحكاية بشكل جيد.
قال انه في زمن لم يعد قائما كانت الكثير من المطاعم والفنادق والنوادي المختلفة تمنع دخول اليهود او التعامل معهم وهذا كان يشمل أيضا السود والكلاب باعلانات عنصرية مؤذية جدا.
اقال ممهدا: كنت العنصرية والتمييز العرقي في الولايات المتحدة قضية رئيسية منذ الحقبة الاستعمارية وحقبة الرقيق. حتى ان القانون الأمريكي أعطي امتيازات وحقوق للأميركيين البيض لم تمنح مثلا للهنود الحمر سكان امريكا الأصليين، ولم تمنح طبعا للأمريكيين من أصل أفريقي او آسيوي او من أمريكا اللاتينية. طبعا هناك مميزات اخرى كثيرة..
القصة ان عامل امريكي انهي يوم عمله الشاق في منجم، وكان جائعا جدا، ولكن منزله بعيد وسيضطر لانتظار الحافلة لأكثر من ساعتين.
قرر ان يدخل مطعما رغم اللافتة التي تمنع دخول اليهود والسود والكلاب.
صاحب المطعم: سأله هل انت يهودي؟
أجابه: حاشا وكلا.. انا مسيحي.
- لكن انفك يشبه انف اليهود؟
- ما علاقة انفي بديني المسيحي؟
- ارني بطاقتك.
- يا سيدي انا عمل وجائع وبطاقتي ليست معي.
- لكننا لا نقدم الطعام لليهود.
- قلت اني مسيحي.
- اذن لا بد من سؤال للتحقق من هويتك.
- تفضل.
- ما هو اسم ابن الله.
- اسمه يسوع المسيح؟
- ما هو لقبه؟
- لقب بالمخلص لأنه ضحى بحياته من اجلنا نحن البشر.
- ما اسم امه .
- مريم العذراء
- لمن كانت مخطوبة.
- ليوسف النجار.
- أين ولدت المسيح ؟
- في بيت لحم.
- في اي مكان؟
- في اسطبل للبقر.
- حسنا، اقنعتني انك مسيحي .. سنقدم لك الطعام.
بعد ان تناول العامل طعامه.. اقترب من صاحب المطعم ، وقال له انه يشكره اولا على السماح له بتناول الطعام.. رغم انه يهوديا، ولكن لديه سؤال هام اذا عرف الاجابة عليه سيطلب من رب اسرائيل ان يسامحه.
- اذن خدعتني... انت انسان بلا شرف
- اترك الشرف جانبا.. هل من شرف لرفض اطعام رجل جائع .. او حتى حيوان جائع؟
- لكنك يهودي؟
- اجل .. لذلك لي سؤال.
- اسأل بسرعة قبل ان اطلب من حارس المطعم ان يطردك بعنف ويلقنك درسا يجعل جلدك ازرقا من الضرب.
- سؤالي لماذا ولدت العذراء ابنها في اسطبل للبقر وليس في منزل لا بقر فيه؟
فكر صاحب المطعم ، وبانت الحيرة على محياه:
- لا أعرف.. لم افكر بهذا السؤال؟ ما هو الجواب؟
- ولدت العذراء ابنها المسيح في اسطبل البقر لأنه كان عنصريون سفلة من نوعكم يرفضون استقبال اليهود!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: ذاكرة مبعثرة - ايام مع سالم جبران
- بحث توثيقي للباحث نادر زعبي*: حكاية.. أرض وصمود!!
- انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين
- القصة القصيرة بين التنظير والابداع
- درس في الأخلاق السياسية
- رؤية فكرية بين الاعلام والتأريخ
- يوميات نصراوي: هكذا تعرفت على المناضل تيسير العاروري
- يوميات نصراوي: بورسعيد عربية والقنال مصرية
- يوميات نصراوي: يحكون في بلادنا
- يوميات نصراوي: قصيدة -بطاقة هوية- لمحمود درويش
- لا تضعوا كل بيضكم بسلة أردوغان
- كمن يصطادون السمك في البحر الميت
- رؤية ثقافية فلسفية
- المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!
- قصص من أمريكا
- ملاحظات نقدية
- 1967: هل اللقاء بين شقي البرتقالة الفلسطينية كان بشارة خير؟
- اشكالية التطبيع بين مجتمعات في عداء سياسي وقومي
- التغيير ليس مرغوبا فقط لكن لا يمكن منعه
- رد هادئ على بيان متشنج لشباب التغيير:


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - حتى المسيح عانى من العنصريين البيض