فدوى البقالي
الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:18
المحور:
الادب والفن
على غير العادة ، طرق ساعي البريد الباب ، سلمها رسالة من طرف البنك ، تتساءل ما الأمر فقد سددت كل ديونها ، الان وقد وصلت سن التقاعد، فتحت الرسالة.
وأخيرا ، قررالبنك مكافأتها لوفائها طوال هذه السنين ، لم تتمالك نفها ارتدت جلبابها الذي تركت به أصابع الزمن بصمتها ، واتجت نحو البنك.
طوال الطريق المفضية الى محطة الحافلات كانت تفكر فيما يمكن ان تكون الهدية ، يجب أن تليق بكل هذه السنوات التي أمضتها في تسديد الديون و الفوائد،التي امتصت الجزء الأكبر من راتبها . تستطيع تذكر اوا قرض لها .... مع كل وصلة اشهارية كانت الفكرة تكبر ، ثم قررت الالتجاء الى البنك ، متخيلة كل مايمكن أن يفيدها به قرض ضخم ، دخلت الوكالة بخطى متسارعة ، ولزمها انتظار الكثير من الوقت ليصلها الدور ، استقبلتها الموظفة بابتسامة عريضة ، مقدمة خدمات البنك ومستعرضة كل المراحل التي يمر منها القرض. ابتسمت وقدمت ملفها.
فرح كبير غمرها تلك اللياة ، استعرضت أحلامها حلما حلما ، لم يعكر صفوها الا كون القرض غير كاف لتحقيق كل شيء، وتلاه اخر ...واخر ...واخر .. الأجرة في تناقص مستمر ن والممطالب تزداد يوما بعد يم ، ازمات وصدمات ، لم تجد له حلا غير اعادة جدولة القروض.
وبنفس الخطى ، تقطع اليوم الطريق المفضي الى الوكالة ، فكرت في أنهاستجد سيارة فخمة ببابها مزينة بكل أنواع الورود ، فهي الهدية المناسبة التي تمكنها من أن تجوب انحاء البلاد . لا..... بل من الأرجح ان يكون بيتا ريفيا، فالوكالة أنجزت مشروعا لبناء مجموعة من المساكن الحديثة هناك.
استقبلتها الموظفة بابتسامتها المعهودة ، قدمت له ظرفا أنيقا ، لا بد أن شيك فقد أارادوا ان يمنحوها حرية التصرف .. استقلت سيارة أجرة الى البيت ، فتحت الظرف :
- زبونتنا العزيزة
مسرورين من ادائك في تعاملك معنا
ومكافاة لك لمسؤوليتك والتزامك فقد قرر البنك ــــــ وهو يتمنى لك طول العمر ــــــ في حال وفاتك انه سيلتزم بما تتطلبه الجنازة
مع تحيات الادارة الموقرة
#فدوى_البقالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟