أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - -مُعَادَاةُ السَّامِيَّة- تعويذة سحرية تُسَمِّمُ -العالَمُ الإسلاميُّ-















المزيد.....

-مُعَادَاةُ السَّامِيَّة- تعويذة سحرية تُسَمِّمُ -العالَمُ الإسلاميُّ-


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداعيات تقرير الخارجية الأمريكية حول حرية المعتقد في العالم
"مُعَادَاةُ السَّامِيَّة" تعويذة سحرية تُسَمِّمُ "العالَمُ الإسلاميُّ"

التقرير الذي نشرته الخارجية الأمريكية مؤخرا حول الحريات الدينية في العالم ، و بالضبط حرية المعتقد في الجزائر ، و أشارت في تقريرها إلى أن 200 يهودي متواجدين بالتراب الجزائري إلى غاية الآن، أثار حفيظة وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسي ، الذي اعتبر تقرير الخارجية الأمريكية بأنه عبارة عن تضييقا تمارسه السلطات الجزائرية ضد أتباع الديانات الأخرى، و هو لا يخرج أن يكون سوء فهم للثقافة الإسلامية الجزائرية و موروثها الديني، و ليس بغرض الإساءة إلى الجزائر، و شدد وزير الشؤون الدينية الجزائري على أن الجزائر ستبقى تعتز بانتمائها الثقافي والحضاري وتكرّس حرية المعتقد، وممارسة الشعائر الدينية في الدستور وفي قوانين الجمهورية، و الحقيقة أن هذا التقرير يجدد النقاش حول إشكالية عميقة ومعقدة تتعلق أساسا بـ: "حوار الأديان" و ما جاءت به الشرائع السّماوية، كما يُجَدِّدُ النقاش أيضا حول مفهوم " معاداة السّامية" ، فقد تعدد و كثرت آراء المفكرين حول الدين و المعتقد ، حيث يجمع المؤرخون على أن حرية المعتقد تلزم على المجتمعات المختلفة احترام الإنسان و عدم إجباره على اعتناق دين آخر غير دينها، أو إتباع مذهب معين، و هذا يعني أن لكل إنسان الحق في حرية المعتقد، لاسيما و هذا الحق يدخل في إطار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 1948) في مادته الثامنة عشر و التي تنص على أن: " لكل شخص الحق في حرية التفكير و الضمير و الدين"، و يشمل هذا الحق حريته في انتمائه إلى أحد الأديان أو العقائد "، فقد أجمع المؤرخين أن حرية المعتقد الديني تلعب دورا مهما في إفساح المجال أمام "الحوار" بين الأديان لأجل تعميم التعايش السلمي و الأمان بين جميع البشر، كما يجمع الخبراء أن ثمة أزمة خطيرة يشهدها القانون الدولي الجديد، و أن ثمة محاولات جادة تسعى من ورائها الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة تشكيل قواعده و مبادئه الحاكمة.
و قد جعلت الولايات المتحدة من الصراعات الطائفية أو المذهبية و ما ينجم عنها من توترات أمنية و سياسية ذريعة أو حجة في التدخل في الشأن الآخر، فأعلنت أمام المجتمع الدولي بأن تدخلها من أجل نشر الديمقراطية في تلك الدول التي تعيش غليان داخلي، ومحاربة الإرهاب الذي يشكل خطرا على الأمن و السلم الدوليين، فقد شكلت في هذا مجموعة المعاهدات التي تشكل سلاحا مهما في الحرب الدائرة ضد الإرهاب بلغ عددها اثنتا عشرة معاهدة، و الحقيقة هي تعمل على تعميق الانقسامات الداخلية، كما تسعى في إعادتها صياغة العالم أن تضفي حمايتها بكل الطرق و الوسائل الممكنة على "إسرائيل"، من خلال إصدار قانون تجريم معاداة السّاّمية عالميا" و هو مشروع طرحه المسمى "توم لانتوس" عضو الكونغرس اليهودي عن ولاية كاليفورنيا، و المشهور لعدائه الشديد للعرب، و صادق عليه الكونغرس الأمريكي في 10 أكتوبر 2004 ، و وقع عليه الرئيس الأمريكي جورج بوش في السادس عشر من نفس الشهر و السنة، في سياق حملته الانتخابية، و ألزم وزارة الخارجية بإحصاء الأعمال المعادية للسامية حول العالم، و أنشأت لهذا الغرض مراكز و معاهد كثيرة ( معهد أيباك Aipac، و مامري Memri ، منظمة أدي آل ADL ، رابطة ليكرا Licra و هذه الهيئات ركزت اهتمامها بكل ما يتعلق بالعالمين العربي و الإسلامي بعد أحداث سبتمبر 2001، و لم تتسم مهامها بالبراءة، لأن القانون جاء متحيزا لصالح فئة ضيقة، و فاضحا لجملة من المصالح السياسية.
فمصطلح "معاداة السامية" anti - sémitisme لا يقصد به معاداة العرق السامي، و إنما يقصد به معاداة اليهود، و معاداة السامية هي مجرد أداة للحركة الصهيونية كما يقول المؤرخون، و أطلق هذا المصطلح في أوروبا و لأسباب تخص أوروبا و الغرب بشكل بحت، لكن وقع التباس في ترجمته و تفسيره لغويا و قانونيا ، فإذا عبّرت دولة ما ، عن رفضها لثقافة دولة أخرى، فهذا الموقف في نظر القانون السّالف الذكر يُعَدُّ عملا عنصريا، كما أن الاعتراض على بناء المستوطنات في فلسطين يعد عملا عنصريه يرفضه قانون تجريم معاداة السامية، الذي هو في الحقيقة غطاء لجرائم إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ، و الجدير بالإشارة أن هذا القانون جعل من إسرائيل كيانا لا يمكن المساس به أو التعدّي عليه، و قد كتب الإسرائيلي "هيليل هالكين" : " إن لإسرائيل هي دولة اليهود، و الصهيونية هي عقيدة الإيمان بأن اليهود يجب أن تكون لهم دولة، و بالتالي فإن تشويه صورة إسرائيل تعد بمثابة تشويه صورة اليهود، و من ثمّة معاداة للسامية"، و قد ساهمت وسائل الإعلام الغربية و حتى العربية التي أنظمتها تمارس التطبيع مع الكيان الصهيوني في بث رسائل معاداة السامية، و حشد التأييد السياسي و الإعلامي للجمعيات و المنظمات، و استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، و الدليل أن إسرائيل اليوم تتكلم عربي عبر هذا الفضاء المعلوماتي.
و من جهتها فرنسا، فقد سنّت هي الأخرى قانونا يشبه إلى حدٍّ ما، القانون الأمريكي لمعاداة السامية، و دعمت الاستيطان اليهودي في كل الدول التي استعمرتها، و منها الجزائر، فقد استخدم الاحتلال الفرنسي في الجزائر ألأقلية من اليهود لخدمة أهدافه و مصالحه للسيطرة على الأرض و السكان، و كان عدد اليهود في الجزائر عام 1830 أثناء دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر سبعة عشر (17) ألف يهودي موزعين في أربع مدن كبرى هي : ( مدينة الجزائر خمسة ألاف يهودي، قسنطينة ثلاثة آلاف يهودي، وهران ألفين و ثلاثمائة، تلمسان ألف و خمس مائة) بالإضافة إلى اليهود الرحل الذين أقاموا على أطراف الصحراء بجنوب مدينة قسنطينة و يهود منطقة "الزّاب"، و في سنة 1931 ارتفع عددهم إلى 23 ألف يهودي ، و يقود الطائفة اليهودية في الجزائر يعقوب بكري و هو ينحدر من ليفورن في إيطاليا، و كان اليهود في الجزار ينقسمون إلى شرائح و هم: السفارد (سفارديم بالعبرية) و هم يهود إسبانيا ، الإشكناز (بالعبرية إشكنازيم ) ، و هم يهود فرنسا و ألمانيا.
و قد شجع الاحتلال الفرنسية فرنسة اليهود، بعدما ضمنت لهم الحماية على ارض الجزائر مقابل منحهم الجنسية الفرنسية، و قد حدثت مواجهات عنيفة بين اليهود و الجزائريين بسبب منحهم الجنسية الفرنسية، و النتيجة التي يمكن استخلاصها هي أنه مخطئ من قال أن "بروتوكولات حكماء صهيون" دار عليها الزمن، لأنه مخطط على مدى بعيد، بل خريطة سياسية تطبق الآن، فالمؤرخون يرجعون فكرة العداء لليهود هي من أهم أدوات الصهيونية، و بدون هذا العداء فإن الصهيونية في الحقيقة تفقد معناها، و لهذا حسب المحللون فإنه وجب إعادة النظر في هذه المسائل و الدعوة إلى حوار شامل للأديان السماوية الثلاثة ( اليهودية ، المسيحية و الإسلامية ) لاسيما و هذه الأديان دعت إلى تطبيق مبدأ التسامح في المجتمع البشري و تطهيره من الأحقاد و الكراهية للأخر، و نبذ التعصب و التطرف الديني .
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 200 يهودي متواجدين داخل التراب الجزائري إلى غاية 2016
- قانون الانتخابات الجديد-غِرْبَالٌ- أسقط -المعارضة- في الجزائ ...
- الكاريزماتيون وحدهم يبعثون الحماس في الجماهير و يقضون على ال ...
- -حقوق الإنسان- ضيّعت -الإنسان-
- -هيئة طلائع الجزائريين الدولية- عينٌ على -الجزائر- و أخرى عل ...
- - بَيْنَ الصَّوْتِ وَ الصَّدَى- ( السلطة الرابعة في مأزق)


المزيد.....




- سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم ...
- ما هو تأثير أمراض القلب على صحة الدماغ؟
- لبنانيون محتجزون في قبرص بعد رحلة خطيرة عبر قوارب -الموت-
- بوتين يهنئ بزشكيان على انتخابه رئيسا لإيران
- لماذا بدأ البشر بتبادل القبلات؟
- السياحة المفرطة في أثينا.. دعوات للسيطرة على هذا القطاع في ا ...
- فوز الإصلاحي مسعود بزشکيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
- بيسكوف: الساسة الغربيون لم يتواصلوا مع الكرملين لبحث السلام ...
- بايدن: سأهزم ترامب وأفوز في عام 2020! (فيديو)
- بايدن: لن أنسحب من الحملة الانتخابية إلا إذا نزل الله من الس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - -مُعَادَاةُ السَّامِيَّة- تعويذة سحرية تُسَمِّمُ -العالَمُ الإسلاميُّ-