حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 14:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة
سوالف حريم
دخيلك يا ربّ
قرأت وأنا برفقة والدتي في المستشفى رواية اليافعين "لنّوش" لابن بلدتي الأديب جميل السلحوت، وهذا الرّجل له مكانة في قلبي كونه يحمل اسم أبي الشّهيد، بل أعتبره بمثابة أبي، فذهلت من حبّ الأجداد للأحفاد كما يفهم من بين سطور الرّواية، حتّى أنّني بتّ أفكّر بتزويج ابني البكر طارق، لأرى أبناءه الذين هم أحفادي، وأستمتع بصحبتهم، وعلى رأي المثل الشعبي"ما أغلى من الابن إلا ابن الابن"، وكنت قرأت قبل "لنّوش" قصّة "الأحفاد الطّيّبون" للكاتب نفسه. فأعجبت بالحبّ المتبادل بين الأجداد والأحفاد، ومدى حرص الأحفاد على تقديم الخدمات لأجدادهم.
لكنّني صدمت هذا اليوم عندما رأيت في المستشفى فتاة ثلاثينيّة محجبّة، ترافق جدّتها العجوز، وبدلا من خدمتها لجدّتها فإنّها تشتم جدّتها بشتائم أخجل من تردادها، وتصيح بجدّتها العجوز التي تعي وتدرك كلّ شيء، ولا تقوى على فعل شيء، سوى الرّدّ على شتائم الحفيدة بقولها:"الله يغضب عليك وعلى اللي خلّفوك" فارتعدت أوصالي من مجرّد سماع دعاء العجوز، لإيماني أنّ دعوة الوالدين والأجداد مستجابة.
نظرت إلى الحفيدة التي يزيد وزنها على نصف قنطار، والتي بين منظرها ومنظر الفيل قواسم مشتركة كثيرة، وقلت لها:
اتّقي الله في جدّتك العجوز، وارحمي عجزها لعلّ الله يرحمك.
نظرت إليّ الحفيدة بطريقة تخوّفت من أن تبتلعني من خلالها، فذهبت إلى الممرّضات وشكوت لهنّ سوء معاملتها لجدّتها، كي يطردنها من الغرفة، وعرضت خدماتي لتلك الجدّة البائسة، وأنا أردّد بيني وبين نفسي: تبّا للعقوق ما أقبحه!
13-8-2016
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟