|
يوروشلايم....نتسرات.... بئير شيفع....
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 19:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قامت السلطات الاسرائيلية منذ قرابة ثماني سنوات باستبدال أسماء بلدات و مدن و شوارع كانت تحمل فيما مضى أسماء عربية؛ و اختارت مكانها أسماء تتماشى مع الواقع و الحقيقة والتاريخ والهوية، وصار الزائر اليوم لدولة إسرائيل يرى لافتات على جنبات الشوارع والساحات العمومية مكتوب عليها اسم " يوروشالايم" بدل "القدس" .....و"نتسرات" بدل "الناصرة".... و "بئير شيفع" بدل بئر السبع... . . والغريب في الأمر أن بعض العرب الذين تجري في عروقهم دم العروبة الساخن من المسكونين بالشبح الواحد غضبوا غضبا شديدا وقالوا قولا غليظا؛ ورأينا بعضهم على الفضائيات و قد تشنجت عروقهم و اصفرت وجوههم وتعالت صيحاتهم هاتفين واعروبتاه... وا ذلاه.... ، وللتذكير فان هؤلاء الغاضبين الحانقين مكانهم الطبيعي هو تخوم مكة و يثرب وأحوازها بالجزيرة العربية المشتل ومهد الإرهاب الأول حيث اشتد عوده ليحمل سيف العروبة القرضاب... . إن أول من يجب أن يوضع في قفص الاتهام بتهمة تغيير الهوية وتحريف التاريخ وطمس الحقائق وشن حروب الإبادة و التهجير والتطهير العرقي هم العرب وليس الاسرائيليون ، ألم يغيروا الواقع بالتعريب و التزوير منذ أن وطئت سنابك خيولهم العراق و سوريا و مصر و بلاد تامازغا؟؟ . بلاد تامزغا تم تغيير اسمها إلى المغرب العربي الكبير في أكبر عملية تزوير و سرقة تشهدها البشرية منذ فجر التاريخ، و بلاد تامازغا لمن لا يعرفها من المتكلمين بلغة الضاد هي بلاد الأمازيغ الممتدة من واحة سيوة على الحدود الليبية المصرية شرقا حتى المحيط الأطلسي بالمغرب غربا؛ فقام سيف العروبة بشن حرب استئصال على الشعب الأمازيغي؛ فتمت محاربة الهوية الأمازيغية بما فيها أسماء المواليد وما زال هذا المنع إلى يومنا هذا يطال كل أب أو أم يريد أن يختار لمولوده اسم أمازيغيا جميلا ك "ديهيا" .."نوميديا"... "ماسين" ...."أكسيلا" بدل اسم عربي ك "عبدالجبار" و "عبد المتعال" و "عبدالغفور" وفاطمة وأم كلثوم وحليمة السعدية ... . ومن بين عمليات التزوير التعريبية الكبرى التي شهدها التاريخ الحديث تلك العملية التي قام بها الرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما بدأ بتنفيذ مشروع استئصال الأكراد من بعض المناطق بكردستان ( كركوك نموذجا)؛ فقام بتهجير ساكنتها و استقدام مئات العوائل العربية مكانها و قد حمل الأكراد رفات موتاهم في مشهد مؤثر رهيب ... .
ان استعادة البلدات الاسرائيلية لأسمائها التوراتية الأصلية هو ترميم تاريخي وعين الصواب لأنه يندرج في عملية تصحيحية جد سليمة للتصالح مع الذات وإعادة الأمور إلى نصابها؛ وهذا ما يجب أن يطبق ببلداننا نحن شعوب شمال أفريقيا وأن يمحى اسم المغرب العربي الكبير من المقررات الدراسية؛ و يستبدل ببلاد تامازغا أو المغرب الكبير... . وقبل هذا يجب أن تنسحب بلداننا من الجامعة العربية وتعمل على تكوين فضاء اقتصادي موحد فاعل ومؤثر في الجهة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط يضم مصر و جيرانها من بلدان تامزغا = " ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا" على غرار جنوب إفريقيا ليكون لقارتنا قطبين اقتصاديين الأول جنوب القارة والآخر بشماله مطلا على أوروبا و آسيا ويطل عن قارة كلومبوس عبر المحيط الأطلسي.. . هذا ما يجب التفكير فيه بجدية والعمل على البدء في تنفيذه عوض التشبث بأهداب العروبة و طلاسمها و أصنامها السبعة والسبعين، نعم، فما قامت به دولة اسرائيل هو عمل صائب وحكيم؛ فمدينة يوروشالايم أو القدس كما ينطقها العرب ذكرت عدة مرات في التوراة و الإنجيل؛ بينما لم تذكر و لا مرة في القرآن، ولنفترض أن إسرائيل هذه قامت بتغيير اسم شارع أو زقاق في البلدة العتيقة بدوافع عنصرية وعدوانية محضة ، فقامت بتغيير مثلا اسم شارع "عمر ابن الخطاب" إلى شارع "يوشع ابن نون"؛ أو زقاق "النبي دانيال" بدل زقاق "البراق" . والبراق هو دابة نبي الإسلام الطائرة التي أقلعت بنبي الأمة من مكة و هبطت بأرض إسرائيل التاريخية في رحلة عجيبة سميت بالإسراء و التي تلتها رحلة مكوكية ثانية سميت بالمعراج والتي وصلت بنبي الرحمة إلى أقصى نقطة وصلها إنسان و هي سدرة المنتهى حدث كل هذا قبل غزو الفضاء بأكثر من 14 قرن فياله من اعجاز و كل هذا حدث في حلم بالألوان ثم استفاق النبي ليسرد على قريش تفاصيل الرحلتين بكل تفاصيلها ودقائقها . .
فماذا نسمي ما قامت فإن الترسانة العروبية الوهابية بشمال أفريقية؟؟ فجعلت من مصر حصن العروبة المنيع ومن شعبها جيش احتياطي كبير للذود عن حمى وشرف الصنم الأسود ، ألم يتأهب العشرات الآلاف من شباب المحروسة بتحريض من غرانيق بني وهاب لقطع البحر الأبيض المتوسط سباحة للبحث عن الرسام الدانمركي صاحب الكاريكاتير الشهير لفصل رأسه عن جسده و حرق عظامه ؟؟ ألم يجعل القومجيون من جارة مصر تامازغا خندق متقدم من خنادق العروبة و الإسلام ؟؟ ألا يتحمس الكثير من الشباب المغربي والجزائري المسكون بروح عكرمة لاسترجاع الأندلس لحظيرة الإسلام و اتهام اسبانيا الصليبية الحاقدة التي تأوي الآلاف من المغاربة لعاملين بمصانعها ومؤسساتها وضيعاتها الزراعية ؟؟ .. . فماذا تشكل يهودا والسامرة و الجليل و النقب بالنسبة لشمال أفريقيا؟؟ أدعوكم لنستأنس بهذه الأرقام الناطقة ... تبلغ مساحة دولة اسرائيل 22000 كلم مربع. بينما تبلغ مساحة شمال إفريقيا التي تم تعريبها 7048631 موزعة كالتالي = مصر 1002000 كلم مربع = ليبيا 1,760,000 كيلومتر مربع = تونس 163610 كلم مربع = الجزائر 2381741 كلم مربع = المغرب 710580 كلم مربع = موريتانيا 1030700 كلم مربع.. .. إذن فبلدان شمال إفريقيا مصر و تامازغا التي تم تعريبها والكذب على الله و التاريخ بشأن هويتها وتاريخها تبلغ مساحتها مجتمعة 7048631 كلم مربع...أي أن مساحة دولة إسرائيل لا تشكل سوى 0.3 في المائة من المساحة الإجمالية لبلدان مصر و تامازغا " ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا" ح أو بعبارة أوضح فان مساحة بلدان شمال أفريقيا تكبر مساحة دولة إسرائيل بأكثر من 320 مرة !!؟؟؟؛ و يتحدثون عن مآمرة لتعريب مسرى الرسول !! عجبي !! ... . على الغاضبين أن يتعقلوا ويتأنسنوا، وعليهم أن يعلموا ويقتنعوا بأن منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقية ليست حكرا على العرب دون سواهم من باقي الشعوب، فمنطقتنا يسكنها المصريون و ألأمازيغ و الكرد و السريان والعبريون و غيرهم فضلا على العرب؛ و أن وجود دولة إسرائيل بمنطقتنا هو وجود طبيعي و حيوي و عنصر إثراء لمنطقتنا ورافد من روافد التعددية الثقافية والحضارية ...و على المجتمع الدولي مسؤولية جسيمة متمثلة في إعادة تأهيل أجيال صاعدة محسوبة على المعسكر العربي لحمايتها من أنفلونزا العربومانيا الخطير... . كما علينا كشعوب أن نتعلم لغات بعضنا البعض، و أن تبادر وزارات التعليم ببلدان الشرق الأوسط و شمال أفريقا بعد تنقية و تعديل المقررات الدراسية والمناهج التربوية التي تفوح منها روائح العنصرية والكراهية بإدراج اللغة و الثقافة العبرانية اليهودية ضمن مقرراتها، فاللغة العبرية لغة شعب تاريخي حي وعلينا أن نقبل بوجود إسرائيل بفرح وروح متفتحة، ولتكن "يوروشولايم" بدل القدس و "تامازغا" بدل المغرب العربي الكبير ..
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اشمل يا قبطي .
-
الأقباط؛ وسوق النخاسة الجديد
-
لماذا خذل السيسي الأقباط؟؟
-
النيل الازرق وزبيبة السيسي.
-
ناذر بكار؛ زينة الشباب المسلم ...
-
نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ...
-
نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ..
-
السيسي بين السلفية و ارهاب العقيدة ....
-
سيسي، رئيس للبيع.
-
تمثيلية تيران وصنافير ..
-
الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.
-
العهدة العمرية بقرية العامرية..
-
الفصل الثاني من الربيع العربوماني.....
-
أصفار لقبطيات متفوقات...
-
أوروبا بحاجة الى من يخصبها....
-
مشورة أخيتوفل؛ تجفيف النيل والفوضى الخلاقة .
-
جريمة أبي قرقاص؛ القشة التي ستقصم ظهر السيسي .
-
مليشيات عمرو بن العاص تعري قبطية بالمنيا ...
-
عمر الفاروق والناظرة القبطية....
-
السيسي يرهن أم الدنيا لسادة قريش...
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|