أسماء الإدريسي الأزمي
الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:28
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
على الرغم من كل التطور الحقوقي الذي تكرس لفائدة المرأة المغربية نتيجة عهود طويلة من النضالات ، فإن فصول العنف و التمييز ما زالت تتواصل بشكل سافر و على أكثر من صعيد ، فالمرأة المغربية ما زالت تتذوق لحد الآن مكرهة طعم اللامساواة ، و إذا كانت مدونة الأسرة قد سعت بالإساس إلى التقليص من حدة هذا العنف و التمييز ، فإن الانتقال فعلا إلى مجتمع المساواة و التكافؤ ما زال بعيد المنال ، و السبب في ذلك أن التغيير في المجتمعات عموما لا يكون فقط بوضع القوانين بل يكون بالضرورة عبر التربية و التنشئة الاجتماعية المبنية على المساواة و احترام الاختلاف .
ففي المراحل الأولى لنمو الأطفال داخل الأسرة المغربية يتم تعليب وعيهم بأفكار المجتمع الذكوري ، و من ثمة تنشأ صيغ العنف و التمييز ، بحيث تصير الأنثى مجرد كائن ثانوي أوجد أساسا لخدمة الرجل و تلبية رغباته ، في ظل هذه المؤسسات الاجتماعية الأولية يتأسس و يتكرس العنف الموجه ضد النساء ، و الذي يتخذ في البداية صورا و أنماطا رمزية ليتحول في النهاية إلى عنف مادي صرف يتراءى بكل وضوح في كل المؤسسات و اللحظات الاجتماعية .
فالعنف ضد المرأة بالمغرب لا يكون ماديا فقط ، بل يكون رمزيا و بشكل خطير أحيانا ، بل إنه يكون واقعا اجتماعيا كمشكل الأمية مثلا الذي هو مفروض منذ الأزل على المرأة المغربية ، فأزيد من 80 في المائة من النساء القرويات هن أميات ، كما أن نسبة مهمة من الفتيات تاقرويات ما زلن لحد الآن يمنعن من التمدرس ، و يمنعن بالأساس من استكمال دراساتهن بعد مرحلة التعليم الأساسي ، و هذا يعني أن العنف هنا يصبح واقعا اجتماعيا موجها يريد أن ينتج نساء من مواطنات الدرجة الثانية ، لا يساهمن في التغيير بقدر ما يدعمن كل مؤشرات المحافظة و إعادة الإنتاج
و لهذا نقول دوما بأن العنف ضد المرأة لا يلوح فقط في مظاهر التحرش و الحرمان من بعض الحقوق ، بل إنه يظهر في صيغ أخطر و أفدح تسعى إلى إعادة إنتاج القهر و الاستلاب و الأمية و الجهل ، و تلكم أخطر الظواهر التي تضيع معها كل الحقوق و تضيع معها المرأة أيضا .
#أسماء_الإدريسي_الأزمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟