حلفاء أردوغان يتهمون مركز الأبحاث البارز (معهد ووردو ولسن) بالتخطيط للانقلاب

الغنجة هشام داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أوقفت واعتقلت الحكومة التركية عشرات الآلاف من الجنود، ضباط الشرطة، الباحثين، والصحافيين، غداة فشل انقلاب 15 يوليو، لكن يبدو أنّ مؤيدي أردوغان لديهم اليوم هدف جديد، يتمثل مركز فكر معروف في واشنطن.
مركز وودرو ويلسن The Woodrow Wilson Center، منظمة غير ربحية أنشئت عام 1968، صارت اليوم محط موجة عارمة من الانتقادات بسبب دورها المفترض –لكن غير المثبت بعد- في التخطيط وتوجيه انقلاب يوليو الذي تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص، وجرح أزيد من 1000. إذ بعد أن استعاد أردوغان السلطة، أمضى الأسابيع الماضية في مواصلة عملية تطهير المؤسسات والمجتمع التركي من بقايا الانقلاب.
الاتهامات ضد مركز وودرو ولسن للأبحاث التي ظهرت في الصحف الأولى من الجرائد الرئيسة المرتبطة بأردوغان، دفع مركز الأبحاث على غير عادته إلى إعداد بيان وضح فيه "احتمال ظهور أعمال انتقامية" ضد باحثين وأكاديميين حضروا مؤتمرا نظمه المركز منتصف يوليو، لذلك ظهرت نظريات مؤامرة ضد المركز بما أن المؤتمر تم انعقاده بين 15-17 يوليو، ما صادف التاريخ نفسه الذي حدث فيه الانقلاب.

"اللقاء الذي انعقد في جزيرة بويوكودا Buyukuda في إسطنبول كان منعزلا تماما عن مركز الحدث، ولم تكن له أية علاقة بالأحداث" كما ذكر المركز في بيان له: "النقاش كان عبارة عن تبادل مفتوح لوجهات النظر بين مختصين في السياسة الخارجية" حول إيران وعلاقاتها بدول الجوار، يقول المركز.
لكن تطمينات المركز لم تؤد إلى توقيف انتشار تقارير في تركيا تتهم هنري باركي Henry Barkey، مدير برنامج الشرق الأوسط في المركز، حيث نشرت جريدة أقسام Aksam التركية مؤخرا صور باركي وأكاديميين آخرين حضروا المؤتمر، وتم اتهامهم بأنهم عملاء لوكالة الاستخبارات الأمريكية جاءوا لدعم عملية الانقلاب.
هنري باركي تحديدا تمت مطاردته بلا رحمة من قبل الصحافة الموالية لأردوغان، يقول ستيفن كوك Steven Cook، خبير في الشؤون التركية بمركز العلاقات الخارجية الأمريكي: "على الرسميين الأتراك أن يقوموا بعمل أفضل لكي يدحضوا نظريات المؤامرة هاته، لكنهم لن يقوموا بذلك، إنهم يدعمون هذه المزاعم، ولا تبدو لهم أية نية للرجوع للوراء"
لم تردّ السفارة التركية بالولايات المتحدة الأمريكية على طلب للتعليق على هذا، كما أنّ المركز فعل نفس الشيء، بل إنّ باركلي نفسه رفض التعليق تماما على هذه المزاعم.

يقول المشاركون في ورشة العمل بأنهم يواجهون وابلا من التحقيقات المعمقة من قبل الإعلام والسلطات التركية. منصور أكغون Mensur Akgun، الذي يعتبر المنظم الأول للمؤتمر، تم استجوابه من قبل السلطات التركية في الأيام الماضية. كما أنّ مشارِكة من العنصر النسوي تم إعفاؤها تماما من التدريس بعد حضورها المؤتمر.

تمت كذلك محاولة تشويه صورة صورة فوتوغرافية لسكوت بيترسون Scott Peterson، وهو صحافي كان مدعوا لحضور الحدث، والذي يعمل مراسلا لمركز: Christian Science Monitor. تم إظهاره في الإعلام التركي بصورة ذلك الرجل الذي قام بقتل زوجته الحامل لاسي بيترسون Laci Peterson عام 2002، وأنه يقبع في هذه الأيام في سجن بكاليفورنيا.
"الجانب الكوميدي هو أنهم، خلطوا بين مراسل المركز المسيحي، وقاتل لاسي بيترسون" يقول آرون ستاين Aaron Stein، خبير في الشؤون التركية بالمجلس الأطلسي.

اتهمت الحكومة التركية رسميا فتح الله غولن، وهو رجل مسلم يعيش في منفاه الاختياري في قرية ريفية صغيرة ببنسلفانيا؛ كقائد ومدبر للانقلاب، ولكن حتى بعد فشل انقلاب 15 يوليو، تحول فاعلون أمريكيون آخرون إلى هدف لنظريات المؤامرة التركية من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية، كصحيفة يني سافاك Yeni Safak، التي اتهمت كذلك المخابرات الأمريكية، والجنرال جون كامبل John Campbell؛ قائد قوات الناتو في أفغانستان سابقا، بأنهم حاولوا الإطاحة بأردوغان.
في بيان له نشر مؤخرا؛ حذر المركز السلطات التركية من أنّ هذه الاتهامات الموجهة لعلماء وخبراء المركز قد تمس بسمعة تركيا الدولية. "كانت تركيا لمدة طويلة محط نشاطات علمية متعددة، بالنظر لنوعية ووزن الحقل الأكاديمي التركي ومؤسسات المجتمع المدني التركية، إضافة إلى جمال تركيا الطبيعي وموقعها المناسب". "ستكون خسارة كبيرة لسمعة تركيا الدولية ومساهماتها في ميدان الديمقراطية والمجتمع المدني حال استمرار إقصاء واعتقال علمائها واستبعادهم من المشاركة في مثل هذه اللقاءات العلمية الهامة".

انتهى..

#الغنجة_هشام_داوود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات