أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مصر وصندوق النقد الدولي














المزيد.....

مصر وصندوق النقد الدولي


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري مصر الآن مباحثات مع صندوق النقد الدولي، تستهدف منها الحصول على قرض قيمته حوالي 12 مليار دولار، تحتاجها بشدة ليس فقط لتدبير العجز الهائل في الموازنة العامة وميزان المدفوعات، ولكن أيضاً لسداد أقساط خدمة الديون الهائلة. . المسؤولون المصريون في ورطة ما بعدها ورطة، أمام حالة الاقتصاد القريبة من الانهيار، وأمام الاحتمالات السياسية والاجتماعية التي لابد وأن تترتب على أي حركة جادة لتصويب المسار الاقتصادي المصري، والتي يشترطها الصندوق للموافقة على أي قرض.
مشكلة مصر مع صندوق النقد الدولي أن الصندوق يقرض الدول لمساعدتها على إعادة هيكلة اقتصادها، فتستطيع الاستمرار في الحياة، وتستطيع أيضاً تسديد ما اقترضته منه، فيما نريد نحن الاستمرار فيما نحن عليه بالتسول أو بقروض تسدد بقروض أخرى. . منذ زمن طويل صار الاستنطاع والتسول هو منهج حياة وأسلوب لإدارة الاقتصاد المصري.
كرامتنا الوطنية لا تسمح لنا بقبول قروض يشترط علينا صاحبها تعديل أحوالنا ليضمن سدادنا لقروضه. نقبل فقط القروض والتبرعات والهبات غير المشروطة، والتي لا يتعشم صاحبها سدادنا لها. . وهنيالك يا فاعل الخير والثواب!!
لا أتوقع إصلاحاً جدياً للاقتصاد المصري، لا في المستقبل القريب أو البعيد. فهناك عاملان من أخطر عوامل الفشل الاقتصادي، من شبه المستحيل أن يتمكن أحد من التغلب عليهما. أولهما مصالح الكبار الفاسدين، الذين يتعيشون كالضباع على نهش جثة الاقتصاد، ومن المستحيل أن يتخلى هؤلاء عما ينهشون. ثانيهما مصالح الملايين من المصريين الذي تربوا طوال أكثر من ستة عقود على العيش متنطعين على الدولة، التي قصدت عن شبه عمد تحويلهم من أيدي عاملة منتجة، إلى ما هو أقرب لحال المنطرحين على عتبة قصر السلطان، ينتظرون الهبات والنعم التي ينعم بها عليهم، دون أن يتكبدوا مقابل ذلك غير الدعاء بطول العمر ودوام الكرسي تحت مقعدة جلالة السلطان. هؤلاء تعودوا على مستوى حياة مهما كان متدنياً، فإنه أعلى بكثير مما يستحقون بمعيار إنتاجيتهم، وهؤلاء لن يستطيع أحد مواجهتهم، كما لن يستطيعوا هم البقاء أحياء على عائد إنتاجيتهم التي تكاد لا تتجاوز الصفر.
العامل الثالث في استحالة استطاعة أي حاكم جدير بموقعه إصلاح الاقتصاد المصري هو العرير الذي يصم الآذان الذي يطلقه صراصير اليسار، الذين يتاجرون بمن يسمونهم "الفقراء والغلابة" وما شابه من تسميات، لتكون الوطنية والعدالة الاجتماعية تعني كل ما نشهد من فساد إداري ومالي وفشل اقتصادي، مما لابد وأن يؤدي في النهاية إلى وصول اقتصاد هؤلاء "الفقراء والغلابة" إلى الإفلاس، وهو المصير الذي أتوقع أن نصل إليه أقرب مما نظن.
العامل الرابع المانع للإصلاح الاقتصادي، والذي تفاقم دوره وخطورته في المرحلة الراهنة هو الدور الاقتصادي للقوات المسلحة بالسوق المصري، والذي يعيدنا إلى ما هو أدني من نقطة الصفر، التي هي اقتصاد الدولة المركزية. مع توسع القطاع العام أو نشاط القوات المسلحة الاقتصادي من قبيل الأوهام تصور إمكانية جلب استثمارات، أو تحويل السوق المصري إلى سوق حر، وهو الشرط الذي بدونه لن نعرف إصلاحاً من أي نوع في حياتنا.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئس الليبرالي أنت يا هذا!!‏
- من أجل الربيع المصري القادم
- إني أختنق
- التعثر في دنيا التابوهات
- صهيونية إسرائيل
- مصر وريادة السلام
- مع مفهوم -أمن الدولة-‏
- خربشات على جدار الوطن
- نقابة الصحفيين بين السلطة الرابعة والبلطجة
- إذا ما أطفأت تركيا الشمس
- بداية السقوط
- بين العاطفة والعقلانية
- حالة ميؤوس منها
- ما أظنها حقائق حول قضية جزيرتي تيران وصنافير
- تنويعات على لحن السيادة المفقودة
- حالة الاحتقان المصرية
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مصر وصندوق النقد الدولي