أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته














المزيد.....

تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
المريزق المصطفى
استقبلت النخبة السياسية المغربية و عموم الرأي العام الوطني و الدولي، في عز الاحتفالات بعيد العرش، حدث إطلاق اسم الزعيم المغربي الوطني و الاشتراكي، الأستاذ عبد الرحيم اليوسفي، على إحدى شوارع مدينة البوغاز الطنجوية، (استقبلت) هذا الحدث التاريخي بنوع من التفاعل البناء لما له من معاني و دلالات وطنية وإنسانية وسياسية وثقافية.
و يأتي تكريم أب اليساريين المغاربة، وأحد المؤسسيين البارزين للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، و المعارض لنظام مغرب الجمر و الرصاص، في سياق سياسي مغربي خاص و متميز بعناوين سياسية و اجتماعية عريضة أبرزها عنوانين أساسيين:" من الانتقال الديمقراطي إلى معركة الديمقراطية" و من "التناوب التوافقي إلى معركة التوافق الوطني".
و إذا كنا لا نحتاج في هذا المقال أن نتوقف عند مولد ونشأة و تكوين الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، ولا عند الوظائف والمسؤوليات السياسية والحقوقية التي تقلدها وطنيا وأمميا منذ أربعينات القرن الماضي (منذ أن كان سنه لا يتجاوز 19 سنة)، ولا عند الجوائز والنيشان والأوسمة و الشهادات، فإن ما نحتاج إليه و في هذا الوقت بالذات هو استحضار دروس و عبر ربيع العام 1998، تاريخ تشكيل حكومة "التناوب التاوفقي" التي ترأسها ذات الزعيم الاشتراكي عن جدارة و استحقاق.
فالأوضاع و المستجدات السياسية الكبيرة، التي استحضرها خطاب العرش الأخير، و تتويج الاحتفالات بتكريم مقاوم وزعيم وطني ساهم في إشاعة مناخ الاستقرار والتوافق و استرجاع الثقة ببلادنا بعد مرحلة عسيرة من عمرنا السياسي، تستحق كل الانتباه والتقدير، و التي تذكرنا بأهم المحطات التاريخية التي مر منها المغرب منذ حكومة الراحل عبد الله ابراهيم، و ما عاشه المغرب خلال عقدين متتابعين من عنف إداري وتوتر اجتماعي واحتقان سياسي.
لكن ما يحز في النفس اليوم، هو الأوضاع القاسية التي تمر منها عموم فئات وطبقات الشعب، في جبالة والريف و الأطلس و الشرق و الغرب و الجنوب، و قد جاء ذلك في خطاب الملك محمد السادس، السنة الماضية، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لإعتلاء عرش المملكة، حيث قال: "ما يحز في نفسي، رغم التطور الذي حققته بلادنا، تلك الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة؛ وخاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل". وهو ما يدعونا جميعا اليوم إلى التفاعل الايجابي مع توجهات المؤسسة الملكية للقضاء على جيوب الفقر و الهشاشة و الاستبعاد الاجتماعي.
إن نضالات عبد الرحمان اليوسفي و غيره من المناضلين الوطنيين، يجب استحضارها و استلهام دروسها من أجل تسريع شروط الانتقال الديمقراطي، خصوصا بعد ما راكمته الحياة السياسية المغربية منذ عقد الثمانينات من انفراج و إفراج و إصلاحات و قوانين و تعديلات دستورية و تجاوب المؤسسة الملكية مع المذكرة الدستورية المرفوعة إلى الملك من زعيمي المعارضة عبد الرحيم بوعبيد و امحمد بوستة سنة 1994، و تعديلات دستورية سنة 1996.
إن استحضار الزعيم اليساري اليوسفي في قلب احتفالات الذكرى السابعة عشرة لتربع الملك محمد السادس على العرش، لا يمكن قراءته إلا من خلال زاوية استكمال عملية هذا الانتقال الديمقراطي الهادئ، و اعتراف رسمي بدور اليسار التقدمي في عملية بناء المغرب الجديد، واعتراف بالتضحيات الجسام التي قدمتها قوى التغيير الديمقراطي الحداثي، وفي مقدمتها أبناء المدرسة السياسية العمومية والشعبية التي أسسها المهدي بنبركة و عبد الرحيم بوعبيد والأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وثلة من خيرات رجال ونساء وشباب الوطن.
إن ما يحدث اليوم في المغرب من تحولات ونكوصية، كان متوقعا وقيل عنه الكثير، لأن جراح الماضي لازالت لم تندمل بعد، و لأن سنوات القمع الأسود أرهبت كل المناضلين وعائلاتهم، و لم تترك لهم هامشا للتنفس، فكان لا بد من مرحلة انتقالية لإعادة الأمل و الثقة من خلال الإنصاف و المصالحة و جبر الضرر و الانتقال من علاقة معينة بين الدولة و المجتمع إلى علاقة أخرى يسودها الحب المشترك للوطن و التوافق حول الخيارات الكبرى للبلد، و الانخراط الجماعي و الفعال في أوراش عهد جديد بعيدا عن التسلط و التحكم السياسي و الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
لقد شكلت نسبة مناضلا ت ومناضلو حزب عبد الرحمان اليوسفي 75 في المائة من ملفات ضحايا الجمر و الرصاص و التي عولجت من قبل هيأة الإنصاف و المصالحة، ناهيك عن الأدوار التاريخية و الطلائعية التي لعبها ذات الحزب سواء في الحقل الإعلامي و الحقوقي و التعليمي و التربوي، و اتحاد كتاب المغرب، و هيئات المحامين بالمغرب، وقطاع النساء و الشباب و الأندية الثقافية و الرياضية و مختلف ديناميات ملتقى الأجيال. و كل هذا و ذاك يجسده تراث اليوسفي الكفاحي و النضالي و لا يحتاج إلى حجج أوأدلة.
إن استحضار المؤسسة الملكية لهذا التاريخ، و ربط الماضي بالحاضر، يجب الإشادة به و ربطه بحلقة استكمال ورش التناوب غير المكتمل و التسريع بوتيرة الانتقال الديمقراطي إلى تحقيق المجتمع الحداثي و الديمقراطي، و الذي يعتبر دستور 2011 نقطة مفصلية في صيرورته المجتمعية.
وأخيرا، المغرب اليوم في حاجة لكل رموزه و لكل قواه، و في حاجة لتكريم أبطاله و هم أحياء، و ما تكريم عريس الانتقال الديمقراطي إلا بداية الطريق...



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟
- حاكم الهوى و الريح
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي
- نهاية النكوصية
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير
- المدينة المواطنة
- -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته