أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أردوغان في موسكو ....دلالات ومعاني















المزيد.....


أردوغان في موسكو ....دلالات ومعاني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



واضح بان الرئيس التركي أردوغان يعيد تموضع وتطبيع علاقاته مع دول الجوار بشكل يأخذ منعطفاً حاداً،دون ان يصل ذلك الى حد الإنقلاب الجذري والإستدارة الكلية،وتخلي أردوغان عن سياساته ومواقفه السابقه،وخاصة فيما يختص ويتصل بالأزمة السورية،فأردوغان وفق الدور الموكل له في المشروع والمخطط الأمريكي - الإستعماري الغربي، الصهيوني للمنطقة العربية،كان لاعباً رئيسياً في هذا المشروع لجهة دعم وتمويل وتسليح ومرور وتحرك واحتضان الجماعات الإرهابية من "داعش" و"النصرة" وغيرها من التشكيلات والمجاميع الإرهابية،ناهيك عن إدخال وضخ الإحتياط البشري الإرهابي لداخل الأراضي السورية،وأردوغان لا يقوم بتلك المهام خدمة مجانية للمشروع الأمريكي في المنطقة،فهو كان يريد أن تقف امريكا ودول اوروبا الغربية الى جانبه في قضية فرض مناطق حظر جوي على شمال سوريا،تحت حجج وذرائع حماية اللاجئين السورين وحماية الأقليات الأثنية من العرب التركمان وغيرهم،وليس هذا فحسب،بل كان لديه طموح عال بان يقتطع جزء من الجغرافيا السورية وبالذات الشمال السوري،وأردوغان إنتفاعه من تلك الجماعات الإرهابية،لم يقتصر على ذلك،بل كان يشارك "داعش" في سرقة وتهريب النفط السوري،وكذلك نهب وسرقة مصانع حلب،وأردوغان وقف مع السعودية ودول الخليج الأخرى بعناد ضد أي حل سياسي للأزمة السورية لا يتضمن رحيل الأسد،بل كان البوق الأساسي لهذا الموقف المتشدد.
التطورات التي حصلت ما بعد خريف 2015،وبالتحديد بعد إسقاط المقاتلات التركية لطائرة السوخوي الروسية،والتي ادخلت تركيا في ازمة وورطة مع روسيا،حيث رفض أردوغان بتشجيع من واشنطن الإعتذار لروسيا عن إسقاط الطائرة الروسية،ولتكن ردة الفعل الروسية بفرض سلسلة من العقوبات الإقتصادية والتجارية والسياحية والتهديد بوقف خط النفط الروسي المار بالأراضي التركية "السيل التركي"،تلك العقوبات التي أصابت الإقتصاد التركي في عصبه الرئيسي،حيث حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل الى مئة مليار دولار سنوياً،والسياحة الروسية لتركيا شكلت وتشكل مصدر دخل كبير للإقتصاد التركي وتشغيل الأيدي العاملة.
بدا واضحاً بان الخلاف الأمريكي- التركي من الأزمة والمسألة السورية يتصاعد،حيث امريكا كانت تريد ان يشارك الأكراد كمعارضة سوريه في مفاوضات جنيف،وليس هذا فحسب، فأردوغان وجد بأن امريكا لا تأبه لمصالح أردوغان من قريب او بعيد،بل يجري إستخدامه خدمة للمشروع والمصالح الأمريكية،فأمريكا تدعم ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري،وبالتالي كان أردوغان يتخوف بان تعمل امريكا وتؤيد إقامة كيان كردي على طول الحدود السورية – العراقية،وفي عمق الأراضي التركية،وهذا يؤثر على امن وإستقرار تركيا ووحدة أراضيها،ومن هنا بدات تختمر عوامل الإستدارة في الموقف التركي من العلاقة مع دول الجوار وما يتصل بموقفها من الأزمة السورية على وجه التحديد،وكذلك الإحباط التركي الكبير من امكانية الإنضمام للإتحاد الأوروبي،ومن هنا وجدنا أردوغان يعيد علاقاته الى سابق عهدها مع "اسرائيل" ما قبل ازمة سفينة "مرمرة" التركية،لتحقيق مصالح امنية وإقتصادية مشتركة،وكذلك بدأ بتطبيع العلاقة مع روسيا،بالإعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية،ودفع تعويضات عن إسقاطها وحتى محاكمة من قاموا بإسقاطها،ووجدنا بعد الإنقلاب حديثاً تركياً عن من أسقطوها،هم من انصار الزعيم التركي فتح الله غولن الموجود في امريكا،وكان هدفهم توريط تركيا مع روسيا،بغض النظر عن هذا الحديث،التطورات المتلاحقة التي حدثت في تركيا،كانت عوامل حاسمة في رسم أردوغان لسياسته ومواقفه من جديد في الداخل التركي والعلاقات مع دول الجوار والإقليم والعالم،حيث كان الإنقلاب الذي قامت به مجموعة من الجيش على أردوغان،هذا الإنقلاب الذي فشل،دفع بأدروغان الى القيام بحملة تطهير و"غربلة" وإعادة هيكلة فيما يخص الجيش والإعلام والتربية والقضاء،والحجة والذريعة هنا مطاردة انصار الزعيم التركي فتح الله غولن المتهم بتدبير الإنقلاب،هذا الإنقلاب الذي كشف وفتح عيون أردوغان على حقائق جديدة،بان امريكا ليست حليف موثوق لأردوغان،فهي التي تدعي الديمقراطية،وقفت الى جانب الإنقلابيين وكذلك هي السعودية التي تتشارك معها في المواقف والرؤيا من الأزمة السورية،كانت في صف الإنقلابيين،في حين الدول التي كانت تستعديها وتقف ضدها فيما يتصل بالأزمة السورية والقضايا الإقليمية والدولية،من روسيا الى ايران وحتى سوريا،وقفت ضد الإنقلاب،وقالت بان حل الخلافات والمشاكل يكون في إطار الدستور.

أردوغان يخرج في اول زيارته له للخارج،وهو يدرك حجم المخاطر المحدقة بسلطته وزعامته،فما زالت التخوفات كبيرة وقائمة من حدوث إنقلاب آخر،رغم حالة الطوارىء المعلنة في البلاد وعمليات الملاحقة والتطهير،ولكن البلاد يسودها حالة من عدم الإستقرار الأمني والسياسي،،وزيارته لروسيا كاول محطه له بعد الإنقلاب مفصلية وتاريخية وعلى درجة كبيرة من الأهمية،وكما هي مهمة هذه الزيارة لأردوغان،فهي مهمة كذلك لروسيا، حيث امكانية الاستفادة الروسية من سوء العلاقة بين اردوغان والأميركيين احد ابرز عناصر المرحلة الجديدة المتعلقة بالأزمة السورية. وهذا ما يفسّر بشكل أوضح مسألة عزم اردوغان على ترك البلاد في مثل هذه الأوقات. فاللقاء بالرئيس الروسي بوتين والذي وصفه أردوغان بصديقه على قدر بالغ من الأهمية يحمل في طياته ضمان مستقبل أردوغان من جهة ومستقبل الأزمة السورية من جهة أخرى، وما يمكن للطرفين ان يؤسسا في لحظة تحوّل جدّي نحو المفاوضات.
زيارة أردوغان لروسيا تحمل اكثر من بعد ومعانى،فهي تقول بشكل واضح للأمريكان بان أردوغان،ما قبل الإنقلاب ليس بأردوغان ما بعده،وانه لا ثقة بالأمريكان لا على صعيد المواقف ولا السياسات،وأيضاً فهو يسعى لترميم العلاقات مع روسيا على الصعيد الإقتصادي،والتفاهم السياسي مع روسيا قد يمهد لتقدم جدي وحقيقي في الجوانب السياسية ،خاصة فيما يتعلق بالموقف من الأزمة والحل السياسي في سوريا،وبما يضمن لأردوغان مستقبله وإستقرار تركيا ووحدة أراضيها،وبالمقابل تطبيع العلاقات مع سوريا على قاعدة شرعية قيادتها ووحدة أراضيها.

بإنتظار زيارة أردوغان لموسكو وما تحمله من تطورات وتغيرات وتبدلات في المواقف والتحالفات الإقليمية والدولية.

القدس المحتلة – فلسطين

8/8/20156
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكايد صامدٌ ....والأقصى في دائرة الخطر
- تحرير حلب.....وتعويم -النصرة-
- لا جدوى من عقد القمة العربية السابعة والعشرين....؟؟
- لماذا يجري -خلط الحابل بالنابل- ...؟؟
- تركيا من الإنقلاب....التصفيات
- اللهم لا شماتة يا -نيس- .......ولكن ...؟؟؟
- بوش.....بلير....البرادعي مجرمو حرب يإمتياز
- إستحالة شفاء الأمة .....بدون شفاء عقولها
- عيد.....لا يحمل أي معناً للتفاؤل
- تقرير الرباعية...تشجيع لإسرائيل على مواصلة الإرهاب والإحتلال
- في ذكرى يوم القدس العالمي...صرخة الإمام الخميني ما زالت حية
- في الإتفاق التركي- الإسرائيلي
- تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
- حماس وايران ....تحالفات الضرورة مجدداً
- لا خطوط حمراء ولا ثوابت فلسطينية وعربية
- المتأنسنون الفلسطينيون .....والمنهارون العرب
- عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت
- لا إنتقائية في التعامل مع الإرهاب.....؟؟؟
- ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟
- ثورة في ثورة


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...
- واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش ...
- مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
- من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب ...
- خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و ...
- -حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء ...
- مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أردوغان في موسكو ....دلالات ومعاني