أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد طعام - قصة قصيرة / الحاج لزرق و السياسي المحنك














المزيد.....

قصة قصيرة / الحاج لزرق و السياسي المحنك


عبد المجيد طعام

الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اقترب موعد الانتخابات شد الرحال نحو حزب جديد و أعلن استعداده للدخول في مزاد علني من أجل الحصول على التزكية ،جال بين حزب الذبابة و النحلة و الملعقة و البرقوقة و حزب الحقنة و المظلة و أحزاب البرسيم و الشعير و القمح،عرف طيلة مسيرته انتصارات و إخفاقات و لا يفكر في أن يترجّل أو ينزل من على صهوة جواده الجامح.
الحاج لزرق رجل انتخابات متمرس راكَم تجربة انتخابية كبيرة و ثروة هائلة .. مستواه الدراسي جد متواضع لم يحاول أبدا أن يفهم العلاقة بين السياسة و الانتخابات ،كان يقول لأقرب مقربيه :" أنا لا أمارس السياسة ،أنا أترشح للانتخابات و الشعب يصوت عليّ .. أحيانا لا أعرف لماذا...كما لا أعرف ماذا أفعل في البرلمان.." لكن مع توالي الانتصارات عرف أشياء كثيرة و كبر فيه طموح الاستوزار ،فكان يردد أمام مساعديه :" بماذا يفوقونني أولائك الوزراء ... ؟؟ منهم من لا يعرف كيف يتكلم ..أنا أستطيع أن أبيع للشعب أطنانا من الوهم ..بماذا يتجاوزني الآخرون .. ؟؟ أنا أحسن منهم أملك الحلول لكل المشاكل..أنا ميسي الانتخابات كل الأحزاب تشتهيني و تخطب ودّي..." لكنّه و بعد أن جال بين جلّ الأحزاب وجد نفسه هذه المرة أمام مشكلة عويصة و كان يردد في دواخله :" نحو أي حزب أشد الرحال و الانتخابات على الأبواب ... ؟؟ "
اقترح عليه أحد مساعديه الأوفياء أن يجرب أحزاب اليسار لأنه لم يعد يختلف عنهم فقال له السي لصفر :" يبدو لي سيدي الحاج لزرق أن لك أفكارا يسارية ، فمن يسمعك تتكلم عن الفقراء يظن أنك تتلمذت على يد أشهر اليساريين مثل ماركس و لينين..و.." رسم الحاج لزرق علامات استفهام كبيرة على وجهه و تحدى جهله و قال :" أسي لصفر ..حياتي كلها و أنا لا أضع شيئا في جيبي إلا بيدي اليمنى فكيف سأتعلم الأخذ بيدي اليسرى أنا لا يمكن أن أكون عسريّا و أطلب الله أن أحشر مع أصحاب اليمين .."نظر إليه سي لصفر باستغراب مخفيا ضحكاته الماكرة و قال له :" ها هو سي لكحل قادم و سأطلب منه أن يشرح لك معنى أن تكون يساريّا محنّكا."
لم يترك الحاج لزرق لسي لكحل وقتا كافيا لاسترجاع أنفاسه فطلب منه أن يشرح له مفهوم اليسار قال له سي لكحل :" أن تكون يساريا أسي الحاج معناه أن تستمع لنبض الشارع و تحس بقاطني الأحياء المهمشة و تساهم في تغيير حال الطبقات التي تعاني من الهشاشة..و... " بحركة فيها الكثير من الاستخفاف عدد الحاج لزرق خصاله اليسارية فهو طيلة مسيرته الانتخابية الطويلة خبر نبض الشارع و أحس بالفقراء و قال على الفور :" لقد فرقت قطعا من الحشيش على الشباب الضائع ...وزعت سكرا وزيتا على بيوت الفقراء ..و منحت أكباش العيد لأكثر من مئة عائلة و لم أنس الأرامل و اليتامى..حتى المومسات اشتغلن معي و أديت لهن مستحقاتهن كاملة ..من الحرام أن نأكل عرق الآخرين... أتحدى أي يساري أن يفعل ما فعلته مع سكان الأحياء الشعبية المنسية..لقد بنيت لهم ثلاثة مساجد و سأكيّف الجميع خلال هذه السنة.."
نظر إليه السي لكحل باحترام مصطنع و قال له :" أنت قمة اليسار الجديد و اقترح عليك أن تترشح باسم حزب الورود ..فهو حزب يساري يؤمن بالزّرود و لم يعد يتعارض مع شعارك الخالد " طاجين البرقوق و الحاج لزرق في الصندوق .."
حرص السياسي المحنّك زعيم حزب الورود أن يحضر شخصيا لتأطير حفل منح التزكية للحاج لزرق و أبى إلا أن يرتجل كلمة على شرف المناضل الجديد فقال :" سيّدي المناضل الحاج لزرق ..أيها المناضلون و المناضلات ..رغم حرارة مدينتكم حرصت على الحضور ..لأرحب بمناضل من طينة المناضلين الكبار الذين عرفهم حزبنا العتيد طيلة مسيرته النضالية...و عندما نرحب بالحاج لزرق إنما نرحب بالنزاهة و المصداقية..."
أنهى السياسي المحنك كلمته تحت دوي خافت لتصفيقات محتشمة أحبطت حماس الحاج لزرق الذي ألحّ على أخذ الكلمة فقال و هو يوجه للحضور الشاحب نظرات تطايرت منها شرارة الغضب:" لقد ترشحت باسم كل الحشرات و الحيوانات المعروفة ...كما ترشحت باسم بعض الأسلحة البيضاء..و البرسيم و القمح و الشعير ...و ها أنذا أحط على الورود كنحلة تبحث عن رحيق جديد...غير أنني لم أشعر أبدا بالإحباط و الفشل الذي أشعر به الآن في تجمعكم اليساري البئيس هذا رفقة زعيمكم الفاشل.." أحس الحاج لزرق أنه أصبح أكبر من الحزب نفسه ومن المناضلين و الشهداء كذلك..و بحركة عنيفة دفع الكرسي إلى الوراء و انسحب من القاعة تاركا السياسي المحنك و قد علت وجهه ابتسامة غريبة تجعلك تظن أنه يعاني من ألم ما في بطنه.....و يريد أن يخرج على استعجال إلى الخلاء.....
الرباط 06/08/2016



#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة / الوزير و الحلم
- قصة قصيرة/ صلاة مع الجماعة
- قصة قصيرة / أنا بحاجة إلى هواء نقي
- أريدك في الأرض ...قبل السماء....
- هو أم هي .. ؟؟؟
- فتوى امرأة / خمس قصص قصيرة جدا
- القرار و مزبلة النسيان…
- قصة قصيرة / دمغة أهل الجنة
- قصة قصيرة / الناعس سيدي الغالي
- قصة قصيرة / الخيانة


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد طعام - قصة قصيرة / الحاج لزرق و السياسي المحنك