أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب














المزيد.....

المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





كانت جلسة صاخبة ومدوية، كانت قنبلة صغيرة رماها وزير الدفاع العراقي في قاعة مجلس النواب. فهل في كل ما طرحه من شيء جديد غير اعتراف وزير بما حصل في وزارته، في حين أن هناك العشرات من الوظزارات السابقة واللاحقة والراهنة لم يكشف عن جزء ولو صغير مما فيها من فساد، كما حصل مع وزير الدفاع العراقي.
أذاً دعونا نلقي نظرة فاحصة ومدققة على جلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب العراقي. كانت النائبة عالية نصيف هي التي طالبت بمثل هذه الجلسة الاستجوابية، لأنها كانت تريد طرح لائحة من الاتهامات الموجهة لوزير الدفاع واتهامه بتعيين بعثيين طيارين وضباط. وفوجئ الحضور بالاتهامات التي ساقها وزير الدفاع ضد رئيس مجلس النواب وبعض النواب والتجار العراقيين الذين لم يذكر أسماؤهم علناً في الجلسة المنقولة عبر شاشة التلفزيون (العراقية).
في ضوء هذه الجلسة العلنية، وبقدر ما هو منقول للشعب، وفي فترة متأخرة من الليل، يمكننا تسجيل بعض الملاحظات المهمة:
الملاحظة الأولى: لم يحضر وزير الدفاع بإرادته الحرة ورغبته الصادقة إلى مجلس النواب ليعرض على النواب ما لديه من اتهامات ضد رئيس المجلس أو النواب، بل جلب جلباً، رغم رغبته بتأجيلها. كما إن وزير الدفاع لم يبلَّغ بهذه الاتهامات والتدخلات بشؤون وزارته رئيس مجلس الوزراء في حينها. ولم يقم بإبلاغ القضاء العراقي بكل تلك المخالفات القانونية، بل تستر عليها، إلى حين وجهت له اتهامات مباشرة وأجبر على حضور الجلسة، وإلا لما عرض هذه الاتهامات، كما فعل ويفعل الآخرون!
والملاحظة الثانية إن وزير الدفاع اقتصر في اتهاماته بالفساد على رئيس مجلس النواب وبعض النواب والتجار، أي ركز على قضايا "خردة" عموماً، بالمفهوم الشعبي، أو الحيتان الصغيرة، رغم أهمية القضايا التي طرحها وحجم الرشاوى التي تضمنتها المشاريع المشار إليها والوساطات غير القانونية، ولكنه سكت بالمطلق عن الحيتان الكبيرة التي التهمت ميزانية وزارة الدفاع على امتداد السنوات الـ 11 المنصرمة، والتي كان عليه أن يبرَّزها لا أن يقتصر على قضايا محددة مرتبطة بموقف رئيس المجلس الذي وافق على إجراء الاستجواب وبعض النواب المعروفين للشعب وكذلك بعض التجار.
والملاحظة الثالثة والمهمة إن وزير الدفاع اقتصر في اتهاماته على تكرار القسم بـ "الله العظيم" عشرات المرات، دون أن يقدم الوثائق الدامغة التي تسهم في إقناع مستمعيه بصواب ما أورده من اتهامات. وبالمقابل فهم سيقسمون ب، "الله العظيم" عشرات المرات لينكروا ما جاء به وزير الدفاع.
والملاحظة الرابعة هي أن الشعب العراقي، ورغم سكوت الغالبية من الناس على ما جرى ويجري من نهب وسلب لإيرادات الدولة في العقود النفطية والاتفاقات التجارية والكهرباء ...الخ، كان يعرف حجم الفساد الهائل الموجود في الدولة العراقية والذي أدى إلى ضياع مئات المليارات من الدولارات الأمريكية وضياع سنوات من التنمية الضرورية، وقاد إلى موت مئات الآلاف من العراقيين من أجل تسهيل النهب والسلب، فالفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة. كما يعرف الشعب العراقي بأغلبيته العاقلة والواعية أن الحكومة لا تجرأ على محاسبة هؤلاء الفاسدين والمفسدين الذين يحتلون مواقع قيادية في الأحزاب الإسلامية والقومية السياسية العراقية الحاكمة دون استثناء، والوزراء الذين مثلوا تلك الأحزاب، وفي جميع الوزارات دون استثناء أيضاً. ولم تقتصر معرفته بذلك، بل يعرف تماماً أن الدولة بسلطاتها الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضاء، وكذلك البنوك الخاصة والكومبرادور التجاري والعقاري، فاسدة ومفسدة في آن واحد. لقد شمل الفساد العراق كله دون استثناء، تماماً كما يقول المثل الشعبي، "تلازمت من الباب للمحراب".
لقد وجد القضاء العراقي نفسه أمام إلزامية إقامة الدعاوى على من ورد اسمه في الاستعراض السطحي السريع لوزير الدفاع وبسبب منعهم المؤقت من السفر الصادر عن رئيس الوزراء، ولكن هذا القضاء بالذات لم يجرأ على رفع دعاوى على حكام العراق الذين فرطوا بالموصل وصلاح الدين والأنبار وسبايكر، وتسببوا في الإبادة الجماعية للإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان، وكذلك في سبي واغتصاب أخواتنا الإيزيديات والأطفال وبيعهم في سوق النخاسة "الإسلامي"، وكذلك من مارس الحكم لسنوات وحصلت في عهده الفساد الشامل وضاعت، كما يؤكد ذلك أكثر من تقرير رسمي مقدم إلى القضء العراقي ومجلس النواب، ضياع ما يزيد على 360 مليار دولار أمريكي، وأكثر من ذلك على حد تعبير الدكتور أحمد الجلبي، الذي توفي بعد أيام فقط، من نشر المقابلة الصحفية معه وكشف عن أرقام الفساد بالعراق، ولديه قائمة بالفاسدين.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصبة مكافحة الصهيونية بالعراق والموقف من قضية فلسطين والتقسي ...
- في الذكرى الثمانينية لميلاد الصديق الطبيب والكاتب د. حامد فض ...
- جامعتنة العربية -الما لمتنة- ومؤتمر قمتها ال 27!
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق..؟ الحلقتان السابعة والث ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الخامسة وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير ..؟ الحلقة الرابعة - النهج الاست ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الثانية وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق ....؟ الحلقة الأولى (1 - ...
- عواقب المحاولة الانقلابية على الحياة السياسية بتركيا
- المسيحيون جزء أصيل من أهل العراق [مشروع كتاب]
- من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟
- قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!
- الفقر والجهل والمرض منتجات اللاديمقراطية والاستبداد!
- في انتظار رد الشعب على بيع مصر
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!
- الآراء والمواقف المتباينة إزاء الأوضاع بإقليم كردستان العراق ...
- هل الرئيس التركي يسارع الخُطى نح استكمال بناء الدولة المستبد ...


المزيد.....




- مصطفى غريب و-توتا- يجتمعان بمسلسل -بريستيج-.. مَن الجاني؟
- على مسافة يد.. قروش تسبح بين أطفال في شاطئ بشمال إسرائيل
- ماذا نعرف عن الحمى النزفية؟
- هل تعرف الكائنات الفضائية بوجود البشر؟
- سوريا تعتقل قياديين من -الجهاد الإسلامي- عقب زيارة عباس لدمش ...
- الإمارات العربية المتحدة ضيفة الشرف في منتدى بطرسبورغ القانو ...
- فانس: واشنطن تريد إنشاء نظام تجاري جديد ومتوازن وعادل
- الداخلية الأردنية تكشف معلومات وإجراءات جديدة قريبا بشأن -ال ...
- سياسي سلوفاكي يعلن جمع التوقيعات للاستفتاء على رفع العقوبات ...
- ترامب يدعم وزير دفاعه بعد فضيحة جديدة طالته


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب