حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 03:48
المحور:
الادب والفن
(الى أمي جميلة علي البياتي ، بعد مضي اربعة وستين حولاً على رحيلها .)
شعر: د.حسن البياتي
حبـَبـْتك ، أمي ، وليداً رضيعا
يشم ويحسو ، رضياً وديعا ،
حليبـَك - أحلى حليبٍ - من الحلمتينْ ،
يحس حنانك يلمع في المقلتين
وطيبـَك يغـفو على الوجنتين .
حبـَبـْتك طفلاً على أربع ٍ زاحفا ،
حبـَبـْتك ، مستنـفـَراً ، واقفا
على إِثنتين
يردد : ما ما ...
فيسمع : ماذا ؟ فديتك ، يا روح ماما !
حبـَبـْتك ، أمي ، صبياً يتيما
رأى فيك دوماً أباً أريحياً رحيما
وأُماً حنوناً رؤوما –
معاً دون بين ٍ ، معاً دون مـيـنْ ...
حبـَبـْتك ، أماهُ ، تلميذ َ مدرسة ٍ
شاطراً ، باسمَ الشفتين
يعود من الامتحان بهيجاً ،
يقبـّـل أسمى يدين
ويهتف : ماما نجحتُ ،
أخذتُ -
وكنت المجلّيَ – عشراً من العشراتْ ،
بكل الدروس ِ ، وجائزتين :
كتابـَيْ ( كليلة َ – دمنة َ ) و ( العبرات ) .
- حبيبي ولـَيدي ! .. هنيئاً هنيا !
رعاك الاله صبياً بريئاً ذكيا !
حباك وإياي بالجنتين !
ذكرتكِ ، أمي ، وبي لهفةٌ أن أراكِ -
أبوسَ محياك ، ثغراً وقلباً وعينْ ...
رحلتِ ، تركتِ فتاك
يتيماً لطيماً ، نقيَّ اليدين
يشق دروب الحياةِ
ويدري ، بوحيك أمي ، الى أيّ أين .
وها أنتذا تظهرين أمامي ، بدنيا السباتِ،
طريحَ فراش ٍ وكهلاً فقيد البصرْ ،
يحن اليكِ
ويهفو الى الموعد المنتظر ،
فهلا بسطتِ يديكِ !
لندن- اوائل آب 2010
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟