|
رحيل الابخازي الحالم ...فاضل اسكندر
عبدالله حبه
الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 15:16
المحور:
الادب والفن
رحيل الابخازي الحالم ... فاضل اسكندر موسكو – عبدالله حبه
فاضل اسكندر توفي بموسكو في 31 يوليو الماضي عن عمر يناهز 87 عاما أحد الكتاب البارزين في العهد السوفيتي، وهو فاضل اسكندر ابن الشعب الابخازي الذي كان يعيش دوما في كنف ثقافة شعبه واساطيره بالرغم من وجوده بعيدا عنه. لقد ذاع صيته منذ ان نشر روايته الأولى " ساندرو من تشيغيم" ذات السمة الاسطورية التي جذبت اهتمام القراء وترجمت الى عشرات اللغات. وبسبب هذه الرواية يوصف بأنه "ماركيز الابخازي". وكانت أخر رواية له هي " الثعبان والارانب" التي انتقد فيها فترة البيريستروكا في ايام غورباتشوف والتي اعقبها انهيار الاتحاد السوفيتي. وقد ترجمها الى العربية خيري الضامن ، ولكنها لم تنشر إلا في وقت لاحق في موسكو بمبادرة من كاتب هذه السطور. نظم فاضل اسكندر مارس الشعر وكتابة الرواية والكتب التي ضمنها افكاره الفلسفية المستقاة من تراث شعب الابخاز ( الاباظيين) التاريخي ، وصوّر فيها عالمه الفلسفي الخاص. إنه كاتب- فيلسوف مثل تولستوي ودوستويفسكي وبولغاكوف ويضع رؤيته للحياة في قالب فني ابداعي. علما انه كتب جميع اعماله باللغة الروسية، كما فعل ذلك زميله في الابداع الكاتب القيرغيزي جنكيز ايتماتوف. إن تأثير الادباء الروس فيه يبدو واضحا في اسلوبه الساخر ووضوح افكاره والنزعة الانسانية القوية التي ترفض جميع اشكال العنف الجسدي والمعنوي. فكتب يقول حول وضع الانسان في هذه الأيام قائلا" ان الانسان المعاصر يشعر بعدم ثبات كل ما حوله. ولديه إحساس بأن كل شئ سينهار ، لكنه يصمد بالرغم من كل شئ ". وقد أبدع في أعماله في وصف التقلبات الحادة التي شهدها المجتمع السوفيتي في الفترة الستالينية وما بعدها وتأثيرها في أخلاقيات البشر ونظرتهم الى الحياة. ولد فاضل اسكندر في 6 مارس 1929 في مدينة سوخومي الابخازية، وكان والده ايرانيا وأمه ابخازية. وفي فترة القمع الستالينية ابعد والده في عام 1938 عن البلاد. ومنذ ذلك الوقت لم يعرف الكاتب مصير أبيه. وتولى تربيته اقارب أمه في قرية تشيغيم التي تشبع فيها بروح الاساطير والحكايات الابخازية. وبعد التخرج من المدرسة الثانوية في سوخومي، إلتحق في موسكو بمعهد المكتبات ثم انتقل بعد بروز مواهبه الادبية الى معهد غوركي للأدب. وتخرج منه في عام 1954. ثم عمل في الصحافة في كورسك وبريانسك. وفي عام 1950 تولى ادراة الشعبة الابخازية في دار النشر "غوس ايزدات"، وواصل العمل فيها حتى عام 1990. أصدر مجموعته الشعرية الاولى بعنوان " الدروب الجبلية " في سوخومي في عام 1957 ، ومن ثم تحول الى كتابة النثر في عام 1962. فأصدر روايته "مجرة الجدي" التي نشرت في مجلة " نوفي مير " في عام 1966. لكن ابرز أعماله الروائية ذات السمة الملحمية والخيالية هي " ساندرو من تشيغيم " و" طفولة تشيك" و" الثعابين والارانب " . كما اكتسبت الشهرة رواياته " الانسان وما حواليه" و" الفالس المدرسي" و" الشاعر " و" صوفيتشكا" ومجموعاته القصصية " مأثرة هرقل الثالثة عشرة " و" البداية " و" الديك " و" قصة البحر" و" الجد " وغيرها. ويتميز نثر فاضل اسكندر بغزارة الخيال. وهو يفضل التحدث باسم المتكلم وكأنه يشارك في الاحداث. ولا تخلو جميع اعماله من المزح والتلميحات الساخرة. يحب فاضل اسكندر كتابة اقواله الفلسفية الكثيرة التي تعتبر بمثابة حكم وأمثال ومنها: " ان الانسان لا يستطيع إحراق كل ما يعبده ، ولايمكن ان يتخلى عن ذاته ويصبح انسانا آخر. فهو لا يستطيع ان يصبح إنسانا آخر. أنه يفتقر الى القوة من اجل بناء الصرح الجديد لحياته . واذا ما تخلى عما يوجد لديه فمعناه فقدان كل شئ". وقال أيضا " ان روسيا بأسرها هي- هاملت يغني". اما " الروح الوطنية فهي المسرح الذي يدخله الجمهور بلا تذاكر. وتتوفر الفرصة لدى كل مشاهد لكي يصبح ممثلا. ولهذا بالذات يذهب بعض الناس الى هناك ، اما البعض الأخر فيستحي ويمضي بعيدا عنه ". وقال " لقد تحول الصراع الطبقي اليوم الى صراع صناديق دفع النقود. وانتقلنا من لائحة حقوق الانسان الى ديكورات حقوق الانسان ". وان " السياسة والضمير لا يتفقان ". و" المجتمع المثالي مستحيل لأن الانسان بحد ذاتي غير مثالي". و"نحن ضللنا الطريق بعد ماركس باعتبار ان الاقتصاد هو الاساس، اما البقية الباقية فهي البنية الفوقية. ان خبرة البشرية خلال الآف السنين وجميع الاديان العالمية تؤكد العكس تماما : فالضمير بالذات هو الأساس ، اما الاقتصاد فهو احد العناصر الهامة للبنية الفوقية". وقال حول الادب المعاصر " ان النساء يتولين المركز القيادي في النثر المعاصر، فهن يكتبن الروايات البوليسية. وهذا أمر غير جاد. انهن يتعاملن مع القراء كما يتعاملن مع ازواجهن: فالمهم ليس ان يفهم القارئ، بل ان يخلق المزاج له". وقال عن النساء " أن اثمن شئ يستحق التقدير لدى النساء هو الحياء. فهذا شئ جميل. وأساس الانوثة هو ليس المظهر الخارجي، بل مشاعر الخجل الانثوية والتعاطف مع الآخرين ".
#عبدالله_حبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيرجي بروكوفييف و- التعويذة الاكدية -
-
-فرانكوفونية-فيلم حول انقاذ الثقافة من الهمجية الظلامية
-
اندريه بلاتونوف على خشبة المسرح
-
الحرب والسلام في بي بي سي
-
فيكتور بونين: صلحي الوادي موسيقار عربي كبير كنت سعيدا بالعمل
...
-
رومان رولان
-
قصة
-
فيلم -تاكسي-..والدروس الإيرانية
-
بريماكوف...عندما يكون رجل السياسة عاماً
-
زها حديد ...تزهو في فصر الارميتاج في سانكت - بطرسبورغ
-
شيوعيون عراقيون قاتلوا دفاعا عن الجمهورية الاسبانية
-
هل سيقام نصب للكاتب غائب طعمة فرمان في موسكو؟
-
مع فاسيلييف في ابتهالات باخ الكنائسية في مسرح البولشوي
-
بول كلي والتجريد في الفن العراقي
-
فيلم -لوياثان- قصة الصراع بين السلطة والانسان
-
بوتين والاعلام العربي
-
روناك شوقي..اصداء المسرح الصامد
-
في الذكرى ال450 لمولد شكسبير
-
الرواية العراقية
-
تأملات شتوية عابرة في المسألة التشيخوفية
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|