|
ورم الزعامة عند الفلسطينيين
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 5239 - 2016 / 7 / 30 - 12:48
المحور:
كتابات ساخرة
أحدُ معارفي مواظبٌ على أن يجلس في الندواتِ والمؤتمرات في الصفِّ الأول فقط، كان يبتسم ابتسامة النصر، عندما يُقصي منظمو الندوة، أحد الجالسين البسطاء من مكانهم في الصف الأول، ممن حضروا مبكرين، ويرغمونهم على ترك مكانهم، فيجلس في المكان المغتصب بلذة وسعادة! أما إذا كان الجالسون من ذوي المناصب السياسية الرفيعة، ولا أمل له في المقعد الأول، فإنه ينصرف ويغادر المكان! هو شخصية سياسية معروفة، يقيس الندواتِ كلها بمقياس منصبه السياسي، حتى ولو كان الاحتفالُ لا علاقة له بالسياسة، وليس له مجالٌ يمكن أن يتحدث فيه. إن هذه الشخصية، لا تغادر الجلسات إلا إذا أتاحَ لها منظمو الندوة مساحةً من التعقيب(غير الموفَّق) مدة أطول من مساحة ضيوف الندوة! أعتبرُ هذه الشخصية السياسية، أكثر الصور تعبيرا عن (العربدة) الحزبية في الساحة الفلسطينية، فقد أصبحَ فرضُ السطوة الحزبية، بقوة التنظيم، وباللقب السياسي، وليس بالكفاءة، والثقافة! هذه الشخصية أثارت سخريتي، عندما رأيتها ضمن لقاءٍ في إطارها الحزبي، فكانتْ شخصية وادعة، هادئة، مستسلمة، لا تجلس في الصف الأول، ولا تنافس عليه، ولا تسعى للاعتراض، ولا تقوم بالتعليق على ملاحظات الحاضرين، كما اعتادت أن تفعل في الندوات العامة، حين كانت تستخدم عضلاتها ومنصبها السياسي بكبرياء وتحدٍ! للأسف، عندما يلتقي الأندادُ في إطار الحزب نفسه، تعود هذه الشخصية إلى كفاءتها الحقيقية، وتقوم بتنفيس عقدة الكبرياء، والغرور، التي تستعملها دائما في منتديات العامة، خوفا مِن نقد نُظرائها، ممن يعرفون هذه الشخصية معرفة حقيقية. سأظلُّ أُردِّدُ هذه المقولة: إنَّ كثيرا من الحاضرين للندواتِ والمؤتمرات، والمناسبات يحضرونها لا، لإثراء النقاش، بل كمهرجان علاقات عامة، يعانقون بعضهم، ويُثرثرون، ويأكلون، وهم إذا تحدثوا فيها فإنهم لا يلتزمون بموضوع الندوة، فهم يقومون بحرفِ مسارها بمداخلاتهم، البعيدة عن مناسبة الندوة، لهدف جلب الأنظار إليهم شخصيا، وهؤلاء في الغالب لا يحفظون إلا (أغنية) واحدة يُغنُّونها في كل المناسبات لفقر ثقافتهم، وقِصر باعهم!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل
-
الحل الاستيطاني النهائي
-
مجازر نيس، والكراده، وباريس!
-
القواقع القبلية في فلسطين
-
جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
-
كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
-
انتهاء صلاحية الإنسان العربي
-
مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
-
في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
-
لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
-
تسونامي ليبرمان الجديد
-
هل غزة فاشستية؟
-
فلسفة للتبرير، وليس فلسفة للتنوير والتغيير
-
تدمير بُنية الأجيال
-
الاحتلال الفرعوني لتل أبيب
-
جربوا مطاعم المحبة
-
ضحايا التيار الكهربي
-
هل الثقافة نقيض العولمة؟
-
لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
-
جيل السندوتشات الثقافية السريعة
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|