كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 23:57
المحور:
الادب والفن
وَهْمٌ يَسْكُــنُــنِي مُنْذُ وِلاَدَتِي
أنَّ صَــبْرَ الصَّيَّــادِينَ عَــلَى بُعْدِ اليَــمَــامِ
يُمْكِنُ تَــقْطِيرُهُ فِي وِعَــاء،
أنَّ عُصْفُــورًا جَرِيحًــا
يُــمْكِنُ أنْ يَــأْمَنَ الرِّيــحَ،
أَنَّ جُلُوسَ امْرَأَةٍ سَــاعَــاتٍ فِي انْتِظَــارِ
رَجُــلٍ ذِي قَــلْبٍ وَاحِــدٍ
أَمْـــرٌ وَارِدٌ،
أَنَّ صُــنْــدُوقَ الثَّــلْجِ المَــنْقُــورَ
فَـــوْقَ رصيفِ الأرْضِ
كُلُّــهُ بَــارِدٌ،
وَهْمٌ يَسْكُــنُــنِي
مُنْذُ غَــادَرْتُ انْقِسَـــامِي
أنَّ أَشْجَــارَ الأَحْزَابِ كَأسْوَارِ الجِبَــالِ
أَبَــدًا لاَ تَــنْحَـــنِي فِي وَجْهِ الإعْصَــارِ
وأنَّ رِفَــاقًــا عَــمَّــرُوا جَـــادَّتِي
أَصْلَبُ مِنْ رَجْفَــةٍ فِي الشِّفَــاه
وانْكِسَــارِ الخَصْرِ عَــلَى الأَلْــوَانِ
وَهْمٌ يَسْكُــنُنِي
مُذْ سَــرَقَــتْــنِي أَحْــلاَمِي
مِــنْ خَــيْمَــةِ التَّــحْمِيضِ
أنَّ سِــيزِيفَ عَــلَى مَــتْنِ شَــقَــاهُ
مَــا كَــانَتْ صَخْرَتُــهُ مُرْهِــقَــةً
لَــوْلاَ نَـــافِــذَةٌ تَــمْتَــدُّ مِنَ القَلْبِ
إلَــــى أَصْفَــادٍ فِي الحَضِيــضِ،
أنَّ قَـــابِيـــلَ خَــلِيلُ اللَّيْلَــكِ واللَّيْمُــونِ
وَلَــمَى التِّــــينِ وألْبَــانِ الغُيُــومِ
لَــمْ يَسْتَـــأْصِلْ أَخَـــاهُ
بَــلْ هَــــدَاهُ
قُـــرْبَـــانًــا تُــورِقُ الأَقْمَــارُ فِي دِمَــاهُ
بَــدَلاً مِنْ إشْبَـــاعِ الإلَهِ
دَشَّــنَ حَــثَّ الجِيَــاعِ
والمَــدْحُورِينَ عَــلَى السَّفَــرِ
فِي الأوْجَـــاعِ،
وَهْمٌ يَسْكُـــنُــنِي
مُنْــذُ أنْ مَـــنَّ عَــلَيَّ وَالِدِي
بِـــتَــضَــارِيسِ الإبْهَــامِ
وانْدِمَــاجِ الأَمْشَـــاجِ فِي انْشِطَــارِي ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟