أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - يدفعون فلسطين ثمنا لبقائهم















المزيد.....

يدفعون فلسطين ثمنا لبقائهم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل قديما أن البدايات تقودنا إلى النهايات ، وفي حالتنا هذه أقول ان النهايات كشفت لنا البدايات ، وما يجري هذه الأيام دليل صدق على ذلك ، أي أن النظام الرسمي العربي بما إنتهى إليه ، من سوء حال لا يطاق ، إنما كان يؤسس لهذه النتيجة منذ تباشير الفكرة الصهيونية وقبل إقامة مستدمرة إسرائيل .
وبناء عليه أقول دون خوف أو وجل ، أن النظام الرسمي العربي شريك إستراتيجي في المشروع الصهيوني ، وهو الذي حمى ومول الوجود الصهيوني في فلسطين، ونحن لغبائنا كنا نظن أن مستدمرة إسرائيل مشروع غربي خالص ، لكن مجريات الأمور والنهايات ، أثبتت أن الغرب أسهم بهذا المشروع للتخلص من يهود فقط وليس حبا فيهم أو كراهية لنا، أما نحن فكان إسهامنا لتثبيتهم في فلسطين ، وبيع فلسطين لهم .
لا يعقل أن أمة إسلامية يفوق عددها المليار ونصف المليار مسلم ، وقد أعد الله للمجاهدين أجرا كبيرا ، وأمة عربية يفوق تعدادها 300 مليون عربي وتدعي النخوة والشرف ، ذاقوا من الذل والهوان ما لا يوصف ، ومع ذلك عجز العرب والمسلمون عن تحرير فلسطين ومساحتها 27 ألف كيلو متر مربع ، في حين أن بأسهم بينهم شديد ، ولو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا الحروب العربية – العربية تعلن عن نفسها ، في حين أننا سمعنا من يقول أنه لا يريد محاربة إسرائيل خوفا على شعبه وجيشه ، بيد أنه وأعني بذلك السادات شن حربين الأولى على ليبيا لتأديب "الود المجنون" وعلى السودان من أجل حلايب ، كما أن مبارك شارك في حفر الباطن ضد العراق ، ناهيك عن مشاركة حافظ"..."في حلف حفر الباطن وإحتلاله لبنان عام 1976 تحت شعار المبادرة العربية.
كنا وما نزال نسمع من النظام الرسمي العربي أن الشعب الفلسطيني باع أرضه ليهود، وكل هذه الشائعات كانت لتبرير ما كنا نظنه تقصيرا لدى الأنظمة العربية القوية ، مع أننا إكتشفنا لا حقا أن ذلك لم يكن تقصيرا بل كان إسهاما في المؤامرة الخبيثة ضد الشعب الفلسطيني، وعندما ثار الشعب الفلسطيني على الطغيان وقررت الثورة "حرق كروت التموين " وتحرير فلسطين ، وجدنا النظام الرسمي العربي يشكل حزاما ناريا حول مستدمرة إسرائيل ليمنع دخول الفلسطينيين ، ومع ذلك قدم الشعب الفلسطيني خيرة أبنائه دفاعا عن ثورته وأرضه المسلوبة ، وتعبيدا لطريق التحرير بدمائه وجماجم شهدائه ، لكن النظام الرسمي العربي المختلف مع نفسه ظاهريا إتحد وقضى على الثورة الفلسطينية ، وكان رأس الحربة رئيس النظام السوري العميل حافظ"...." عام 1982 ، الذي لم يحرك ساكنا بعد القضاء على الثورة الفسطينية وإحتلال شارون لعاصمة عربية ، كان هو نفسه يحتلها قبل الغزو الصهيوني .
من هنا نبدأ ، وقد بدأ النظام العربي يرقص فوق الطاولة علانية مع مستدمرة إسرائيل بعد إخراج المحروسة مصر من ساحة الصراع بتكبيلها بمعاهدة كامب ديفيد ، بعد حرب النصر الهزيمة عام 1973 ، التي أخرجها وزير خارجية أمريكا الأسبق "العزيز"هنري كيسنجر ، الذي تمتع برقص سهير زكي ، ونفذها أنور السادات أبو زبيبة لإخراج مصر من ساحة الصراع تحقيقا لحقد يهودي قديم على المحروسة مصر .
وتبع ذلك بطبيعة الحال إخراج العراق أيضا من ساحة الصراع ، بتوريطه أولا مع إيران في حرب إستمرت ثماني سنوات وأكلت الأخضر قبل اليابس ، ومن ثم توريطه بالدخول إلى الكويت ، بعد تأزيم الموقف العراقي – الكويتي إستكمالا للخطة الجهنمية الموضوعة سلفا ، وها نحن نشهد قيام طاغية دمشق بتدمير سوريا ، لذات الهدف الذي سنراه قريبا يتحقق بإقامة كيان علوي منفصل يرتبط بعلاقات وثيقة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ، وها هم يضغطون لإخراج العربية السعودية من الصراع من خلال الضغط عليها لتطبيع علاقاتها مع مستدمرة إسرائيل ، نتيجة الخوف من تداعيات الإتفاق النووي الإيراني على السعودية وعلى منطقة الخليج العربي.
لقد إستنفذ النظام الرسمي العربي كل طاقاتنا بعيدا عن فلسطين لتحقيق أهدافه ، ولذلك فإن كل محطة من المحطات السياسية ، بدءا من الحديث عن المشروع الصهيوني أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا كانت ذات صلة بذلك ، وفي المقدمة موضوع تهجير العرب اليهود من البلدان العربية بعدة طرق ، نستطيع إجمال النتيجة بأن النظام الرسمي العربي قام ببيع هؤلاء اليهود للحركة الصهيوينة ، وأوكلت مهمة التنفيذ للموساد الإسرائيلي كي يحرق ويفجر هنا وهناك ، ليقول للعرب اليهود أن مكانكم الآمن الوحيد هو مستدمرة إسرائيل ، كما يقال لليهود في الغرب هذه الأيام من خلال الإرهاب المنسوب لداعش ، مع أنه في حقيقة الأمر من فعل الموساد ولا يهم من نفذ ، بل المهم من خطط.
بدأت اللعبة مع السعودية بعد تفجيرات البرجين في نيويورك في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001 ، ونفذها بطبيعة الحال الموساد الإسرائيلي بالتحالف مع اليمين الأمريكي ، وكانت المفاجأة الغبية غير المحسوبة ، أن زعيم تنظيم القاعدة التي أسستها السي آي إيه الشيخ أسامة بن لادن ، أعلن مباركته لتانك "الغزوتين" وبالتالي ثبّت شرعا أن المسلمين هم الذين نفذوها.
جاء الأمريكان إلى السعودية وطلبوا طلبا لم يكن متوقعا ، وهو أن يشد السعوديون الرحال إلى القدس للقاء الإسرائيليين والتوقيع على مصالحة وفتح السفارات والقناصل ، وأن يقابل الإسرائيليون هذه الخطوة بخطوة مقابلة ، وكل ذلك يكون علنا ومتلفزا ، لكن القيادة السعودية رفضت الفكرة بحجة ان الشعب السعودي لن يتحملها ولن يقبل بها ، فدفعت السعودية الثمن بالتفجيرات الإرهابية التي نسبت للقاعدة .
ظلت السعودية هي الهدف ، ورأينا مناورات تمثلت بالمبادرة العربية للسلام التي إنطلقت من درج مكتب العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وعرض فيها على مستدمرة إسرائيل التطبيع العربي الإسلامي الشامل معها ، ولشرعنتها فقد أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002 ، لكن شارون ضربها بعرض الحائط ورد عليها بأن أعاد إحتلال العديد من المدن الفلسطينية ، وحاصر القيادة الفلسطينية وإنتهى به المطاف إلى قتل الرئيس الفلسطيني الراحل بالسم ياسر عرفات بالتعاون مع أطراف في السلطة الفلسطينية .
جاء فرع خدمات المخابرات الإسرائيلية السرية الملقب ب"داعش" ، وفعل فعلته في الوطن العربي ، ونفذ عمليات في السعودية ، وكان ذلك دفعا قويا وخاصة بعد توقيع إيران لإتفاقها النووي مع الغرب الأوروبي وأمريكا ، لإلقاء الحبل حول العنق السعودية وإجبارها على إعلان علاقتها مع مستدمرة إسرائيل من خلال التوقيع على إتفاق مصالحة تارخي معها ، ليكون أعداؤنا قد أكملوا دائرة السوء علينا .
هذا ما جناه علينا النظام الرسمي العربي ، ومطلوب منا جميعا إعادة تقيلب الملفات المتعلقه به وبطريقة حكمه ، وكيف ان الصهيوينة أسست ممالك ودولا للبعض ، وحسمت صراعات محلية وإقليمية ، وثبتت البعض حاكما مع انه في حقيقة الأمر مغتصب للحكم ، وعلينا أيضا مراجعة سجل الأنساب لأقطاب النظام الرسمي العربي والرجوع للإسم الأول ، ومقارنته بالإسم الجديد بعد حذف بعض األحرف الدالة على طبيعة الإسم .
بقي القول أن ما حدث في منطقتنا العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر ، وما يزال يحدث من مآس كبيرة ، لم يكن صدفة بل كان مخطط له بإحكام ، وها نحن كشعوب عربية ندفع الثمن ونظهر أمام شعوب العالم بأننا قوم لا نستحق الحياة.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تطرح -السوارة ا ...
- -السحيباني- يدعو الجمعيات الوطنية العربية لتنسيق وتوحيد الجه ...
- عبد الهادي المحارمة .. الرائد الذي لا يكذب أهله
- جاء دور إيران
- الإنقلاب التركي الفاشل .. كلام يجب أن يقال
- تفجيرات نيس الفرنسية ..فتش عن الموساد الإسرائيلي
- كش داعش..2016
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تشيد بجهود مركز ...
- جولة نتنياهو الإفريقية..المغزى والهدف
- النظام السوري .... جردة حساب قومية
- بشار -الج......- إذ ينتصر على شعبه؟؟!!
- -العربية للهلال والصليب الأحمر -تندد بتفجيرات بغداد
- البغداديون لا يتناولون -الموطة- عصرا في شارع الرشيد
- مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا
- تركيا تنتحر في حضن إسرائيل مجددا
- -إسرائيل-..من المتوسط إلى قزوين
- اللاجئون السوريون والعيد ..كلام خارج النص
- النائب عبد الهادي المحارمة: مدينة سحّاب أردنية وأهلها مصريون ...
- توطين اليهود الأكراد في العراق..قنبلة الموسم
- الصليب الاحمر البريطاني يستضيف المنظمة العربية للهلال الأحمر ...


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - يدفعون فلسطين ثمنا لبقائهم