ميلاد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 16:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعض الناس بتفرح بسذاجة أن الثقافة المسيحية مفهاش "حد الردّة" يطبق على من يترك الدين!!؟، ودا أظن تجاهل لمبدأ تقية الأقلية تجاه الأغلبية، وفي نفس الوقت، توّحُش واستفحال هذه الأقلية على من هم أقل منها، بمعنى؛ قارن موقف ونظرة المسيحي (أي كانت طائفته) تجاه الشخص المسلم، وفي نفس الوقت قارنها مع نظرته لشخص من طائفة أخرى (موقف الأرثوذوكس من الأدفنتست مثلا). التاريخ الدموي للكنيستين (الشرقية والغربية) يؤكد بما لا يدع مجال للشك، أن في أي فرصة سيتم استخدام نصوص الدم والقتل والتعذيب والحرمان والتفريق والإبعاد والإقصاء، وهيطلع نفس المسيحي الوسطي الكيوط الطيوب يقول "دي تفسيرات... النص مكانش يقصد كداا"، ويدخل في نفس دائرة العبث المنكوح والتعريص التأويلي الإسلامي المستمر منذ البعثة النبوية لأشرف الخلق.
الردّة موجودة ومطبقة الأن في الفكر المسيحي وفي الكنيسة الشرقية، مش شرط يكون اللي بيسيب المسيحية بيتقتل ويسيل دمه، القتل مش لازم يكون مختزل في ذبح وقطع راس فقط، فيه الأخطر والأصعب، وهو القتل النفسي والمعنوي، إنك تبقى في حالة تعقيم من كل اللي حواليك في المنطقة والجامعة، والأغلبية بتنظر لك بإعتبارك مرض خبيث مُعدي يجب الابتعاد عنه، دا يعتبر قتل. إنك تبقى مكروه في وسط اسرتك وربما لو اتذكر إسمك تلاقي ناس قرايبك أو اصحابك بتتنكر لك وكأنها متعرفكش بسبب موقفك الفكري دا يعبتر قتل. مع العلم إنك وحدك المسئول عن موقفك ولن يؤثر على تعاملك مع أي شخص في أي حاجة
إمكانية وجود حالة "من بدّل دينه فإحترموه" شبه مستحيلة في مجتمع بيعاني من التجريف الثقافي المستمر، وسخام مستمر من الخطاب الديني الرسمي المؤيد للسلطة الحاكمة ورافض أي تغييرعلى أي مستوى. أي تغيير هو ممنوع ومرفوض وحرام وبيهز عرش القداسة المصطنع.
فكرة التنميط مريحة نفسيًا للقطيع الإيماني الإيقاني الديني، كلنا نبقى زي بعض، ونصلي من نفس الكتاب، وممكن في نفس المكان (مسجد/ كنيسة)، ونفسر نفس الآيات بنفس المعنى، ونحفظ نفس النصوص، ونصوم نفس الأصوام، بالتالي هتلاقي بغض لابن نفس الطائفة المُجدد أكثر من البغض للمخالف في الدين أو من بلا دين، وينبطق عليه القول السلفي الجميل "أخطر على الأمة من اليهود والنصارى".
#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)