أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى















المزيد.....

المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فى المقال السابق عرفنا أن "الميتافيريقا" و "الغيب" يلتقيان فى كل ما تشير إليه ألاديان الإبراهيمية من مواضع و مواضيع لا يمكن إثباتها بالدليل المادى أو الدليل المنطقى العقلانى و لا وجود لها إلا فى عقل و تفكير المؤمن بها. فكل ما هو ميتافيريقى هنا يتضمن الإشارة الى الإله و الملائكة و الشياطين و الأرواح و الأشباح و الجنة و النار ... إلخ و لكن لا وجود و لا حضور لها فى عالمنا الفيزيقى كذوات مستقلة تلعب دوراً فيزيقياً بل العقل هو الوسيط أو المراّة الذى ينتج هذا العالم الميتافيزيقى بحكم كونه هو ميتافيزيقياً؛ وإلا لِما سُميت بالميتافيزيقا أو "ما وراء الطبيعة" (Metaphysics). إلا أنه يوجد مصطلحات ميتافيزيقية كـ"العقل" مثلاً لها حضور فى الفيزيقا لا يستطيع أحد أن ينكره. و يرى بعض الفلاسفة مثل ديكارت (Descartes) أن العقل ذو حضور مستقل عن الجسم (المخ) و يرى البعض الاّخر أن العقل ذو حضور و لكنه غير ذى ذات مستقلة عن المخ (الجسم)1. فالعقل (غير فيزيقى أى أنه يتكون من مادة غير فيزيقية ) موجود فى كيان فيزيقى (بالتحديد فى مخ الأنسان) و مرتبط به. و طبقاَ لنظرية التأثيرية (interactionism) فإن الكيانين (العقل و المخ/الجسد/الجسم) كل منهما يمكن أن يكون له تأثير على الاّخر. و التفكير هو عمل العقل و لا وجود فيزيقى له و لكنه يظهر من خلال الكلام و الأعمال الإبداعية للإنسان. و لذلك تمكن الإنسان من أن يُخضع بعض مظاهر الميتافيزيقا للبحث الفلسفى و المنطقى و العلمى عكس الغيب الذى لا يجب وضعه فى منطقة السؤال أو البحث أو التقصى. إلا أن عدم الإقتراب من الغيب أو عدم البحث و التقصى فيه لا يعنى إنعدام تأثيره على عقول المؤمنين به؛ فالمطلوب منهم هو الإيمان و وجوب التسليم به كحقيقة ثابتة دون نقاش... فإذا كانت الميتافيزيقا – و للدقة أكثر نركزعلى الغيب – ذات حضور داخل عقل الإنسان فلابد أن تكون من صناعته. و بمعنى اَخر فإن عقل الإنسان هو حلقة الوصل بين الميتافيزيقى (الغيب) و الفيزيقى (الشهادة).

فإذا كان العقل حراً فسوف تتعدد إبداعاته الميتافيزيقية. و لكن للأسف فإن العقل يقتل نفسه عندما يوقف تفكيره و يتوقف عند فكرة ميتافيزيقية واحدة ليخلق منها مطلق واحد و يدعى أنه الوحيد الذى يمتلك الحقيقة المطلقة لينتج لنا فى النهاية ميتافيزيقياً رمزاً لهوية جماعية الهدف منه هو حماية كيان الجماعة و من ثم يكون أى تهديد (حتى بمجرد النقد) لهذا الكيان الميتافيزيقى الذى أبدعه العقل البشرى هو تهديد لكيان الجماعة لأن من يقوم بهذا النقد يكون مفارقاً للجماعة فيجب القضاء عليه إذا كان واحد منها فإذا كان واحد خارج الجماعة (من جماعة أخرى) فهذا الاّخر و جماعته يكونوا أعداء و أيضاً يجب القضاء عليهم. وإلا كيف نفسر الحكم بإعدام محمود محمد طه المفكر السودانى فى يناير 1985، الحكم بالتفريق بين الدكتور نصر حامد أبو زيد و زوجته و الحكم على إسلام البحيرى و الحكم على فاطمة ناعوت و هذه أحكام رسمية تحت سمع و بصر الدولة التى ورطت نفسها فى إصدار مواد دستورية لتجعل من الشريعة الأسلامية مصدرها الرئيسى للتشريع. و هكذا يتحول الميتافيزيقى من صناعة فردية أو شخصية الى صناعة مفروضة عليه من الجماعة التى ينتمى لها الفرد على الرغم من أنه فى بدايتها كانت صناعة فردية توافقت مع مصالح افراد اَخرين. بمعنى أن الهدف الأساسى فى تكوين الجماعة تحت لواء ميتافيزيقى واحد هو المصالح المشتركة للجماعة لإشباع الإحتياجات المادية و النفسية لأفراد الجماعة. و لكن بالتدريج أصبح الميتافيزيقى أو الغيبى هو لإحكام قبضة رجال الدين على السلطة؛ و لا أدل على ذلك من وقوف الأزهر وراء كل قضايا الحسبة فى مصر و محاولاته للقضاء على أى فكر و أى صاحب فكر خارج مؤسسته أو يخالف فكره.

و بناءاً على هذا فإن علاقة الإنسان بالميتافيزيقى أو الغيبى داخله كعلاقة الشخص بإنعكاسه أو بصورته المنعكسة على صفحة الماء أو فى المراّة. فإنعكاسه فى المراَة أو على صفحة الماء ليس حقيقة و لا كيان مادى له و لكن الأصل هو الشخص نفسه. فكلما ركز الأنسان على ذاته إنتفخ الأنا (ego) و تعاظمت الذات و تشتت ذاته بين نفسه و إنعكاسه فى عقله. و من هنا يبدأ مرض النرجسية و مرض غرور العظمة. فهل يوجد غرور أو غطرسة أو نرجسية أكثر مما يستعرض رجل الدين.

دعنا نكون أكثر وضوحاً: هل هناك أى وجود ميتافيزيقى (غيبى) خارج العقل؟؟ و هل هناك أى علاقة شخصية بين الإنسان و الميتافيزيقى (و الغيبى) ؟؟ فإذا كانت هناك أى علاقة فما نوع هذه العلاقة؟؟ و كيف تكون؟؟ هل هناك أى علاقة من أى نوع بين الإنسان و بين أى كائنات ميتافيزيقية (غيبية) كالملائكة و الشياطين و العفاريت و الجن خارج عقل الإنسان؟؟ هل الإيمان بوجود إله (غيبي) يشترط أيضا الإيمان بوجود هذه الكائنات الميتافيزقية (الغيبية) الأخرى؟؟... و إذا كان الأمر كذلك لماذا لا تكشف هذه الكائنات عن نفسها فى حضور فيزيقى أو بأى شكل ما لكى يكون هناك فاصل واضح بين الحقيقة و الخيال؟؟ و حتى لا يعيش الإنسان ضائعاً فى الميتافيويقا و لا يعلم يمينه من يساره و لا أمامه من خلفه. و لكن ... إنه المخ !!!

المخ!!! ... المخ – هذا العضو من المادة ذات النسيج "العصبى" رمادية اللون الطرية و لينة القوام – و الموجود بالجمجمة فى جميع الفقاريات – هو المتحكم فى جميع أجهزة الجسم و هو مركز تنسيق الإحساس و النشاط العصبى و النشاط الفكرى إذا ما حدث فيه أبسط خلل أو حتى مجرد نقص فى إحدى العناصر الغذائية يختل التفكير و تختل أجهزة الجسم فى أداء وظائفها، و يعتل الأنسان جسدياً و نفسياً و عقلياً. فما بالنا إذا كان المخ هو مهاد العقل الذى هو العنصر الأول و الأساسى فى تكوين الشخصية الذى يمكّن الفرد من الوعى بالعالم و بخبراته و تجاربه و يمكّنه من التفكير و الشعور؛ فالعقل هو ملكة الوعى و الفكر.

و لقد ثار الجدل حول العقل و المخ حتى من قبل أرسطو. و لقد إتفق أفلاطون مع معلمه أرسطو على أن الروح (و هى ما أطلقاه على العقل) هى مصدر الذكاء أو الحكمة و لا يمكن أن تنحصرا داخل الجسد الفيزيقى. وفى صياغته الواضحة لثنائية العقل و المخ فقد عرَّف الفليسوف الفرنسى رينيه ديكارت (Rene Descartes) العقل على أنه هو الإدراك و الوعى بذاته و مقدرته على تمييز ذاته عن المخ، إلا إن المخ يظل مهد الذكاء (العقل). بمعنى اّخر أن هناك إرتباط وجودى أو أنتولوجى (ontological) بين العقل و المخ و بذلك يكون العقل هو نتاج كيمياء و كهرومغناطيسية المخ؛ فإذا ما ما حدث أى خلل فى المخ أو فى كهرومغناطيسيته فأنه يؤدى الى إختلال العقل. و هذا يعنى أنه لا يوجد أى مظهرية للعقل بدون المخ. و لتقريب الصورة أكثر فإن المخ يشبه الكومبيوتر أو أن الكومبيوتر يشبه المخ. فكلاهما يعمل بقوة الكهرباء التى يكون مصدرها خارجى فى حالة الكومبيوتر و يكون مصدرها الجسم و المخ فى حالة المخ. كما أن للكومبيوتر وحدات مدخلات (input units) و وحدات مخرجات (output units) فللمخ أيضاً أعضاء حسية تعمل مستقبلات (receptors) أو مدخلات (input units) و أعضاء تنفيذية (executive organs) تعمل مخرجات (output units) كالأطراف مثل الزراعين و اليدين و الرجلين و القدمين و هو مظهر الملكة الحركية الدينامكية أو ما يُعرف بـ(kinesthetic intelligence)

فإذا كان للمخ سيطرة على أجهزة الجسم فهذا يعنى أن للمخ تأثير كبير على أعضاء الحواس المدخلات (inputs) أو (المستقبلات) "recepients". فمثلاً من منا لا يذكر أنه عندما كانت دماغه مشغولة بقدوم شخص عزيز عليه و هو يجلس وحده فى سكنه أو شقته فى إنتظاره و يسمع طرقاً على الباب أو يسمع جرس الباب فيقوم و يفتح الباب و لا يجد أحداً ... و تمر اللحظة دون التفكير فى الحدث أو السلوك؛ فقط قد يُئوِّل أو يُفسر هذا الحدث على أن أحداً من الصبية او أحداً من الجيران أو أحداً من زائريهم قد قام بالفعل عن طريق الخطأ. اليس هذا يعنى أن مخ الإنسان لبى لنا طلباً نحن نتمناه و نتوقعه و فى إنتظاره؛ فكانت إستجابة "الأذن" عضو مدخل (input) حاسة السمع ليس للواقع بل تحولت الى مُخْرِج (output) لما يعتمل فى المخ. أى أن الأذن أصبحت مراّة تعكس ما بداخل المخ و ليست مستقبل لواقع خارج الدماغ؟ مَن مِن الأمهات لا تتذكر أن رضيعها أو طفلها النائم فى الحجرة المجاورة قد نادى عليها أو صرخ باكياً فتسرع الأم الى الحجرة لتجده يغط فى نوم سلامى؟ فلا تُئوّل الحدث إلا بأن طفلها يحلم و لا تعلم هى أن مخها يصور لها مواقف يكون فيها العقل حريصاً و متحفزاً لأن يأخذ موقف إستباقى. كم مرة يستيقظ النائم فزعاً من حلم أو كابوس و يستغرق و قتاً حتى يستطيع أن يدرك الفرق بين الحلم (أو الكابوس) و الواقع. و ما ينطبق على عضو السمع ينطبق على عضو البصر أيضاً؛ فقد يرى الأنسان ما بداخل عقله و ليس ما بخارجه. فقد يحدث أن تستوقف شخصاً أو تسرع الخطى خلفه فى شارع يعج بالمارة معتقداً أنه الصديق أو الصديقة أو أى شخص أنت فى إنتظاره و تتوقعه أو حتى لمجرد أنك تفكر فيه. و أحياناً قد ترى أشياءاً بمفردها ليس لها وجود فى الزمكان المتواجد به أنت. و قد يصل الأمر فى خداع الشخص لنفسه بأن يكرر كذبة لنفسه و هو مدرك جيداً أنها كذبة و يكررها لنفسه و للاّخرين لدرجة أن عقله يصدقها و يجند لها كل سبل الدفاع بإستخدام المغالطات المنطقية (logical falacies) و القياس (syllogism) و الإستدلال (heuristics) لكى تبدو صادقة فيصدقها الاّخرون رغم علمهم أنها أكذوبة. فكم يكون الحال إذا علمنا أن العقل يميل الى تصديق الأكذوبة الكبرى أكثر من تصديق الكذبة الصغيرة.

فإذا كان الأمر مثل هكذا مع الأسويا من البشر فما بالك مما يصاحب الأمراض النفسية مثل الشيزوفرينيا (schizophrenia) من هلاوس سمعية و بصرية (audio-visual hallucinations). فمرض الشيزوفرينيا (schizophrenia) هو إضطراب عقلى مزمن (long-term mental disorde) من النوع الذى يتضمن إنهيار (breakdown) العلاقة بين التفكير و العواطف و السلوك مما يؤدى الى إدراك مشوه أو معيب (faulty perception) و تصرفات غير لائقة و مشاعر غير سوية، كما ينتج عنه إنسحاب المريض من الواقع و علاقاته الشخصية الى الخيال المتعاظم أو الفانتازيا (fantasy) و الوهم و إحساس بالتشتت العقلى يجعله يبدأ بفكرة أو جملة و دون أن يتمها ينتقل الى أخرى و هكذا فلا يكون هناك ترابط فى الكلام أو الأفكار؛ و تسمى هذه الحالة بالتشذر العقلى أو الفكرى (mental fragmentation). فإذا كان الأمر بهذا اللبس و الأرتباك فكيف نثق فيما ترويه النصوص الدينية و يكرره رجال الدين على مسامعنا ليل نهار.

لقد وصل بنا الإدراك المعيب (faulty perception) الى الحالة التى جعلتنا مجرد متلقين نقرأ أو نسمع دون أى تفكير أو إعتراض أو حتى مجرد التساؤل. فنحن مثلاً نقرأ قصة حمارة بلعام فى العهد القديم فى سفر العدد أصحاح 22 من عدد 21 الى عدد 30 و نتساءل هل كان بلعام أو من كتب قصته فى صحة عقلية تامة؟؟ أم هو يريد أن يظهر الوضع المتمايز لشعب الإله المختار و يرهب كل من يحاول أن يتطاول عليه حتى بمجرد التفكير فى ذلك. و إذا سلمنا بها فهل تكون عقولنا سوية؟؟ فإذا كان الحمار قد تكلم فى العهد القديم مع بلعام فلماذا لا يتكلم يعفور أو عفير حمار نبى الإسلام فى حديث طويل نقله يعفور عن سابع جد له (ولن نقول سبعة إخوة كما جاء على لسان يعفور نفسه) كلهم شرفوا بركوب الأنبياء عليهم من أول نوح حتى وقع يعفور فى نصيب رسول الأسلام ضمن أسلاب غزوة خيبر ضد اليهود. فقد وردت قصة يعفور فى مراجع إسلامية كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية 6/158 ... و ابن الأثير في أسد الغابة ... والذهبي في ميزان الاعتدال 4/34 ... والحافظ ابن حجر في لسان الميزان 5/426، وفي الفتح 6/70 ... و الحافظ الكبير أبى نعيم الأصبهانى فى دلائل النبوة تحقيق د. محمد رواس و عبد البر عباس طبعة دار النفائس حديث رقم 288 ص 386 مجلد 1 ... و السيوطي في: اللآلئ المصنوعة 1/276 ... و البخاري فى صحيحه حديث 2856: وبوَّب له اسم الفرس والحمار ... و في مسلم 49 ... كما أوردها الكافي و هو من الشيعة فى كتاب الحجة 1/184: باب ما عند الأئمة من سلاح الرسول. و ها هم رجال دين يحكون القصة على شاشات التلفويون لتدخل الى قلوب و عقول المساكين الغلابة2 ... إن ما يجذب الإنتباه هو سؤال رسول الإسلام ليعفور عما إذا كان يحب الإناث؛ و كان أولى بالرسول أن يسأل عن تاريخ و حيوات الأنبياء حتى لمجرد إشباع غريزة حب الإستطلاع.

و كذلك حادثة إختطاف أخنوخ الى السماء (سفر التكوين أصحاح 5 عدد 24) و قصة مركبة ايليا النبى النارية التى إختطفته الى السماء بدون عودة (سفر ملوك الثانى أصحاح 2 أعداد من 1 : 18) و ما يقابلها فى الإسلام فيما يُعرف ببغلة أو بغل البراق المجنح الذى حمل رسول الإسلام الى سدرة المنتهى متوقفاً فى طريقه بسبع محطات هى سبع سماوات فى قصة الإسراء و المعراج (سورة الإسراء اّية 1) و (سورة النجم من اّية 13 الى اّية 18) حتى وصل الى إلهه فى سدرة المنتهى. والفرق أن أخنوخ و ايليا لم يعودا بعد و على وعد أن يعودا فى الأيام الأخيرة و لذلك لم يطلعنا أحد على أى تفاصيل بعد أن تم إختطافهم ة لا المكان الذى يُوجدون به الاّن . أما رسول الإسلام فقد عاد من رحلته بعد أن شرف الأنبياء قبله الذين ماتوا و أكل عليهم الدهر و شرب بتنصيبه إماماً لهم فى صلواتهم ثم وصوله الى سِدرة المنتهى و عقده إجتماعات حبية مع إلهه تمظهر فيها رسول الإسلام بكل أنواع الدلال مما جعل إله يهيم فيه حباً و يتوله فيه عشقاً فيعطيه الإله خصماً خاصاً فى عدد الصلوات من خمسين الى خمسة أثناء إجتماعاته مع ربه و بعد مفاوضات (صحيح البخاري حديث رقم 3207). و يبدو أن الإله كان يعطى خصماً ضئيلا فى كل مرة حتى يضمن عودة حبيبه لطلب المزيد من الخصم فيستمتع به. فقد حصل الرسول على الخصم الأخير فى الصلوات و قصرها فى خمس صلوات بعد ست رحلات مكوكية بين سماء موسى السادسة و بين سدرة المنتهى حيت يقبع الإله. و الغريب أن رسول الإسلام لم يكن يعلم أن الخمسين صلاة هى مشقة على أمته فكان أخوه موسى (الأكثر خبرة) هو الذى يجذب إنتباهه الى المشقة فى عدد الصلوات و يحرضه على مساومة الإله لتخفيض عددها فى رحلاته المكوكية بين إلهه فى سدرة المنتهى و أخيه موسى فى السماء السادسة. و لا تخبرنا القصة أين كان يربط الرسول ذلك البراق عند دخوله على ربه أو على موسى أو على أى من سكان كل سماء. و لكننا نستطيع أن نستنتج من مصاحبة جبريل للرسول أثناء هذه الرحلة أن جبريل كان يعمل كمرشد سياحى (بلغة عصرنا) للرسول و قد كان الرسول يترك البراق فى رعايته و حراسته أثناء لقاءاته بالأنبياء كل فى سماء مستقلة حيث إجتمع أو التقى الرسول حسب الترتيب التصاعدى باّدم فى السماء الأولى، و بعيسى و يحيا فى السماء الثانية، و بيوسف فى السماء الثالثة، و بإدريس فى السماء الرابعة، و بهارون فى السماء الخامسة، و بموسى فى السماء السادسة، و بإبراهيم فى السماء السابعة، حتى وصل الى سدرة المنتهى؛ و ما أدراك ما سدرة المنتهى!!! فهى شجرةٌ عظيمة القدر كبيرة الحجم، أوراقها فى حجم أذان الافيال، و ثمارها فى حجم الجرار الكبيرة3 (الجرار جمع جرة و هى تشبه البلاص المصرى) . و الأعجب من ذلك كله أن الرحلة بما فيها من إجتماعات و جولات مكوكية بين سدرة المنتهى و السماء السادسة و العودة تستغرق ليلة واحدة أى ما يعادل حوالى من عشر ساعات الى ثلاث عشرة ساعة. أما سرعة البراق فإنها تُقدر بـ"وضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ"

و كل هذا يحدث فى ليلة و احدة فى داخل و خارج زمكاننا و لا يمكن أن يُئوّل بأحلام اليقظة أو أحلام النوم إن لم يكن هناك خلل (disorder) فى المخ نفسه (processor) او فى إحدى وحدات مدخلاته (input units) أو مخرجاته (output units). كل هذا و نلقى باللائمة على داعش أو على الشباب الإنتحاريين!!! كل هذا و نرتجى خيراً من فورات الربيع العربى ... فإذا كان الذى يحدث فى العالم العربى منذ 2011 و حتى الاّن هى ثورات و هَبَّات الربيع العربى، التى أطر لها رجال الدين و أستُثنى منها الفلاسفة و المفكرون و العلماء، فكيف يكون حال الخريف و السقوط العربى؟؟ الم يكن من نتاج الربيع العربى حضور طاغ للإدراك المشوه و المعيب كما لو إننا قد أُصبنا جميعاً بمرض الشييزوفرينيا مع بقاء المخ و كذلك العقل عاجزين عن إنتاج صور أو تصورات خارج مخزونهما من التجارب و الخبرات المتعلقة بمفردات الوجود. إن مهمة العقل الأساسية هى إستنباط علاقات جديدة بين الأشياء بإعادة ترتيبها بالنسبة لبعضها البعض و بالنسبة الى نفسه (سامى لبيب: الحوار المتمدن)؛ و لكن رجال الدين أوقفوا العقل العربى و الإسلامى عند نقطة زمكانية مضى عليها أكثر من أربعة عشر قرناً.
دمتم بخير
رمسيس حتا

المراجع الإضافية:
1- http://www.iep.utm.edu/dualism/
2- https://www.youtube.com/watch?v=y0fwlKLOT1Q
https://www.youtube.com/watch?v=mzEZTpcRB-o
https://www.youtube.com/watch?v=WWS8Hf_s7ec
3- http://www.elwatannews.com/news/details/730928
4- http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=41070
5- البيهقى كتاب الأسماء و الصفات



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الغيب الإسلامى و فلسفة الميتافيزيقا
- مقدمة فى الحمل العذراوى
- المنير
- مفهوم العذراوية المريمية
- مفهوم العقل فى معجزات شفاء المرضى
- فاطمة ناعوت: رسالة
- نرجسية الإنسان فى النصوص الدينية
- نرجسية الأنسان فى النصوص الدينية
- النرجسية الموسوية
- مقدمة فى النرجسية الدينية
- تأصيل النرجسية (Narcissism) فى تطور السلوك الإنسانى
- النرجسية (Narcissism) أو أضطرابات الشخصية النرجسية (NPD)
- إسطورة صَّدَى و نارسيسس (Echo and Narcissus)
- السامى اللبيب يكشف عن عقدة كراهية المرأة (Misogyny)
- من الذى يدفع الثمن؟ فورة الغضب
- السامى اللبيب و التأصيل العلمى و النفسى لثقافة الأديان السال ...
- من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-
- من الذى يدفع الثمن؟ 1
- من هو الله الذى يدحض وجوده السامى اللبيب؟
- أنياب الذاكرة -شعر-


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى