حول الكون نظريات علمية أم تخاريف بشرية

مهدي جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 19:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

الكون من أشد المعالم غموضا داخل والهة العقل البشري ، لذلك لم تبلغ يد الإكراهات عمق أمالنا لفهمه حتى تمسحها ، و عليه و رغم زحام الأفكار التي أحيطت حول الكون سنتخذ مسارا علمية بغية مقاربة فهمه وفق آخر ما توص إليه التنظير الكوزمولوجي .
فحسب عالم الفلك الأمريكي الأنيق " كارل ساگن" الكون هو ` كل ما وجد و ما هو موجود و ما سيوجد في المستقبل ، فما وجد و ما هو موجود هو أن الكون يتألف من 100 مليار مجرة ، وفي كل منها مليار نجم في المعدل ، و هكذا يوجد في كل المجرات عدد من النجوم يبلغ تقريبا 10 مليار تريليون نجم 😮 ، أما ما سيوجد فهو منوط بجريان الزمن ، لكن ما هي مراحل تكون الكون ؟
أشهر جواب قدم في هذا الصدد هو المتعلق بنظرية " الإنفجار العظيم " ، التي اقترح مبادئها القسيس البلجيكي ﺟﻮﺭﺝ ﻟﻮﻣﺘﺮ كفرﺿﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻﺣﻘًﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﺎﻡ 1927 ، حيث طور خطوطها العريضة ألبرت آينشتاين مع ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ، المهم أن الكل سمع بهذه العبارة لكل القليل من يفهم مدلول الإنفجار في الفلك الذي يعني التمدد لا الفرقعة ، حيث تقول هذه النظرية أن شيءا ما فائق الحرارة كان متكدسا ثم انحل قبل 13 مليار و 800 مليون سنة فبدأ يتمدد بسرعة الضوء ، فبما أن أي انفجار يؤدي الي تناثر محتوياته بسرعة و يرمي بها إلى ابعد مكان ممكن حسب شحنة الإنفجار . و بالتالي تدخل هذه المماثلة للدلالة عن ما حدث قبل 13,8 مليار سنة ، لكي نتصور المشهد و نوضح في سياق مقاربة الفهم بشكل بسيط ، و عليه الإنفجار في big bang يعني التمدد و ليس الفرقعة ، هدا التمدد يحمل في ذاته معدلا للدقة يفوق التصور البشري ، بحيث حسب روجر بنروز لو كان أسرع أو أبطىء من معدل 1/10 اوس 243 لما وجد الكون أصلا ، فظلا عن هذا استغرق هذا التمدد زمنا طويلا لتطور كائنات حية كالتي على كوكبنا ، غير أنه تكون أولا جيلا مبكرا من النجوم التي عملت على تحويل بعض الهيدروجين و الهليوم في غبار الفضاء إلى الكربون و الأكسيجين ، حيث افجرت مرة أخرى وفق ما يسمى ب Super Nuva , حيث مضت بقاياها لتصنع نجوما و كواكب من بينها تلك التي توجد في مجموعتنا الشمسية ، التي يبلغ عمرها ما يقارب 5 آلاف سنة مليون سنة ، و أول ألف أو ألفي مليون سنة من وجود كوكبنا كان أكثر من حار على أن يسمح بنشأة اى نوع للحياة فوقه ، و قد استغرق ما بقي من 3 آلاف مليون سنة في عملية التطور البيولوجي Evolution التي بدأت بأبسط الكائنات لتتطور إلى كائنات لها القدرة على قياس الزمان وراء الإنفجار العظيم ( الإنسان ) فﻟﻮ ﺗﺨﻴﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ 4.5 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺿﻐﻄﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ، ﺃﻱ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ، تكوﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 4 ﺻﺒﺎﺣﺎً. وﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﻤﺪﺓ 16 ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ . ﻭﻓﻲ الساﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﺴﺎﺀً ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻇﻬﺮﺕ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ. ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 11 ﻣﺴﺎﺀً ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮﺭﺍﺕ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 11 ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻴﻼً ﺍﻧﻘﺮﺿﺖ
ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮﺭﺍﺕ . ثم ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 11 ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ 59 ﻟﻴﻼً . المهم إذا كان الأمر كذلك ما الذي انوجد قبل هذا الإنفجار ؟ الجواب عن هذا السؤال هو أكبر لغز يعيق نسقية النظرية ، لذلك توزعت العلماء افتراضات من وحي الخيال هذا لزمن ما قبل الإنفجار الذي لا تحسبه معدلات الفيزياء و لا قوانين الفيزياء المعروفة لدينا ، أمام هذه المحنة العلمية كتب البروفيسور " ريتشارد دوكنز " على موقع الرسمي : هناك حلين إما أن هناك قوة عظيمة خلقة الكون نسميها "الله" ، و إما أن هناك أكوان كثيرة لا نهائية ، وفق نظرية غريبة تسمى ""بالأكوان المتعددة"" ، قال بها سكير خمرجي أمريكي لكن لم يلتفت إليها إلا مع هذا اللغز ، و فحواها أن هناك أكوان متعددة لا نهائية من ضمنها كوننا الذي انتخب كونيا لكي يسمح بوجود حياة على كواكبه ، هذه الأكوان لا نهائية لكن حددها المشاكس " ستيفن هوكنغ " في 10 اوس 500 كون ، يعني ما كوكبنا و ما مجرتنا و ما كوننا إلى واحد ضمن تشكيلة لا نهائية من الأكوان .
و عليه هكذا خلق الكون و تلك كانت أطواره ، جل مجد من خلقه .

#مهدي_جعفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات